الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

جراثيم الصيف تهاجم الجلد والعيون

جراثيم الصيف تهاجم الجلد والعيون
10 مايو 2018 02:02
خورشيد حرفوش (القاهرة) يزداد انتشار الأمراض الجلدية في فصل الصيف، حيث يكثر نشاط الأطفال تحت أشعة الشمس على الشواطئ والأماكن المكشوفة، وما يرافق ذلك من كثرة التعرق والتعرض للأتربة والملوثات الجوية مع حرارة الجو المرتفعة والرطوبة الشديدة. وتتأثر صحة عيون الأطفال بشكل كبير بارتفاع درجتي الحرارة والرطوبة، وتنتشر أمراض التهابات العيون عندما تزداد حدة الغبار، وحيث يسهل انتقال الفيروسات والعدوى البكتيرية نتيجة انتشار الذباب والحشرات الطيارة مع قدوم فصل الصيف، ما يضاعف فرص التلوث وانتقال العدوى خاصة إلى الأطفال؛ لأنهم أكثر فئة عمرية تهمل النظافة الشخصية والتدابير الصحية الوقائية. * حروق الشمس والطفح الجلدي: وفي مقدمة الالتهابات الجلدية الصيفية، بحسب الدكتور شريف صقر، اختصاصي الأمراض الجلدية، الإصابة بحروق الشمس، واحمرار سطح الجلد، وبعد ذلك تورم بسيط مصحوب بحرقة، ثم تحدث فقاعات مائية صغيرة أو كبيرة حسب مدة التعرض للشمس، وحسب درجة الحرق الذي يحدده لون البشرة، فكلما كان الجلد داكنا قلَّت فرصة تعرضه لمشكلات الشمس، موضحاً أنه بعد التعرض المباشر لأشعة الشمس، تزداد الحالة حدة وألماً في اليومين الثاني والثالث، وبعد ذلك يبدأ الجلد في التقشير ليعود إلى طبيعته بعد نحو أسبوع. وقد يحتاج المريض إلى استخدام مراهم علاجية أو مسكنات. ومن أهم التهابات جلد الأطفال صيفاً أيضاً، وفقه، ظهور بثور وحبوب صغيرة وردية اللون، تبدأ عادة حول العنق وعلى ثنية الأطراف والجبين وتمتد إلى الصدر والكتفين، موضحاً أن الأطفال الرضّع يتعرّضون أكثر من الكبار لهذا الطفح لأن مسامات جلدهم أضيق. وحول كيفية التعامل مع هذه الأعراض، يقول إنه يكون بالاهتمام بالنظافة الشخصية للطفل، والاستحمام يومياً بالماء الفاتر مع الصابون. وارتداء الملابس القطنية الفضفاضة وتجنب التعرض لأشعة الشمس الحارة. * طفح الحفاظ: ويشير صقر إلى الطفح الجلدي لدى الأطفال الرضع، ويتمثل بظهور بقع صغيرة أو كبيرة ترافقها أحياناً بثور تحتوي ماء مع انسلاخ الجلد واحمراره، وتختلف حدته من حساسية عابرة محدودة إلى حساسية مؤلمة طويلة الأمد تسبب تقرحات بسبب تهيج الجلد بمكونات الإخراج، وارتفاع الرطوبة والحرارة. وحساسية الجلد لنوع الحفاظ. ويمكن تجنب ذلك، وفق صقر، بالنظافة الدائمة، وتغيير الحفاظات باستمرار، وتنظيف الطفل بالماء الدافئ والصابون الطبي، واختيار نوع الحفاظات الجاهزة من النوع الجيد، كذلك استخدام بودرة بالرش على المناطق المعرضة للالتهابات. * أكزيما الأطفال: ويقول صقر إن أكزيما الأطفال من الالتهابات الأكثر شيوعاً، وهي عبارة عن طفح جلدي على شكل بثور معبئة بسائل مائي في الحالات الحادة، ويكون على شكل بقع جافة في الحالات المزمنة. في كلتا الحالتين يكون مصحوباً بحكة شديدة، ويختلف توزيعه في الجلد حسب عمر المصاب. وعن أسبابها، يقول إنها تتمثل في التعرق، والحرارة المرتفعة، ومياه المسابح المعالجة بالكلور، والعدوى البكتيرية والفطرية والفيروسية للجلد، والعطور والصابون والمعقمات. ويشير صقر إلى نوع منها يسمى «التينيا المبرقشة» وهي بقع يختلف لونها ما بين الأبيض والبني والوردي، مغطاة بطبقة رقيقة من القشرة، تظهر عادة في الصدر، وأعلى الذراعين والرقبة، موضحاً أن الإصابة تظهر نتيجة وجود نوع من الفطريات يتعايش، وينمو بصورة كبيرة في الجو الحار، وزيادة نسبة الرطوبة والتعرق. وبالنسبة للعلاج، يقول إنه يكون عادة بتناول مضادات حيوية يصفها الطبيب إلى جانب إجراءات النظافة اليومية المعتادة، وتجنب التعرض لدرجات الحرارة المرتفعة، وارتداء الملابس القطنية التي تمتص العرق، والالتزام باستخدام المضادات الموضعية للفطريات. * الجديري المائي: ويذكر صقر أن الجديري المائي من الأمراض الصيفية الشائعة. ويتميز بظهور بثور بعضها أحمر وبعضها على شكل فقاقيع بها سائل ثم يتحول إلى صديد. ثم يتحول الطفح إلى بثور ذات قشرة سوداء، موضحاً أن الإصابة بالجديري تحدث عن طريق العدوى ويكون الطفل معدياً من أسبوع إلى عشرة أيام من ظهور الطفح. وتختلف شدة الانتشار وكمية الفقاقيع من طفل لآخر. وحول العوامل التي تؤثر في حدوثه، يقول إنها تتمثل في حساسية الجلد، والحالة العامة للجهاز المناعي وعمر الطفل، موضحاً أن شدة المرض في الأطفال الأصغر سناً أكثر من الأعمار الأكبر. وعن علاجه، يقول إنه يتم بمضادات الفيروسات، ولن يتم اللجوء إلى المضادات الحيوية، إلا إذا أصيب الحلق بالبكتيريا نتيجة انتشار الطفح فيه، وقد ينصح الطبيب ببعض الأدوية الخافضة للحرارة ومضادات الهيستامين، للتقليل من الإحساس بالحكة، لافتاً إلى أن العلاج يستغرق أسبوعين، ويفضل فيهما عدم اختلاط الطفل المريض بآخرين لعدم نقل العدوى. * التهاب العيون: عادةً ما يكون سبب الإصابة بالتهاب العيون ناجماً عن فيروس أو بكتيريا في العين، وينتقل التهاب العين بسهولة بين الأطفال لأنهم يلعبون مع بعضهم عن قرب. وللوقاية، وفق الدكتور أشرف العصار، اختصاصي طب العيون، ينبغي العناية بنظافة العينين واليدين والابتعاد قدر الإمكان عن أماكن الازدحام والغبار. ‏ويكون الالتهاب وسيلة للجسم للدفاع عن نفسه، مشيراً إلى أن الالتهاب ينجم عن ردود فعل لحساسية معينة، أو عن دخول جسم غريب في العين. ويوضح العصار أن التهابات العين مُعْدِيَة جداً، لذلك يجب الحرص على النظافة الشخصية وقت التعرض لشخص يعاني التهابات العين. وعن أعراض التهابات العيون عند الأطفال، يقول إنها تتمثل في احمرار العين، وإحساس الطفل بوجود رمال فيها، أو وجود جسم غريب يؤدي للحكة، مع تقشّر وانتفاخ الجفون، ورؤية غير واضحة ومشوشة، مع وجود إفرازات متقيحة، كذلك تورم الجفون والتصاقها، وقد تؤدي إلى مضاعفات كالتهاب القزحية أو تقرح القرنية إن لم تعالج علاجاً سليماً. ويوضح أن العدوى تنتقل عن طريق الإفرازات الحاملة للجراثيم عن طريق الفوط أو استعمال الوسادة أو الذباب الذي يكثر في فصل الصيف، والغبار والازدحام الذي تشهده المصايف أووسائل المواصلات العامة، أو في أماكن تجمع الناس وخاصة الأطفال، ما يساعد على انتقال الميكروبات والفيروسات من شخص مصاب إلى آخر سليم، مشيراً إلى أن الالتهابات تظهر على شكل احمرار وإفرازات وحكة بالعين، ووجود إفرازات صديدية صفراء، ثم تورم بمنطقة العين. وقد يتسبب الالتهاب في ضرر دائم للعين والقدرة على الرؤية إن أهمل علاجه. ويلفت العصار إلى وجود أنواع مختلفة من التهابات العين، إلا أن أكثرها انتشاراً هو التهاب الملتحمة على خلفية جرثومية، والتهاب الجفن المزمن، والتهاب جرثومي عنقودي، والتهاب الشَّعيرَة، وهي تلوث غدد الدهن الصغيرة التي تتواجد على طول أطراف الجفن، ويظهر كانتفاخ، ويسبب احمرار وحكة مزعجة للعين. وفي حالات التهاب الملتحمة من مصدر جرثومي، يقول العصار إن الجفون تنتفخ بشكل كبير، مما يصعب فتح العيون. وينصح عند التصاق الجفون بسبب الإفرازات بمنع محاولة فتح العين بالأصابع لأن هذه العملية قد تسبب ضرراً بالغاً للعين والجفون. وعن أهم سبل الوقاية من التهابات العيون، يقول إنها تشمل الحرص على النظافة العامة والشخصية والابتعاد تماماً عن الأشخاص المصابين، أو استعمال أدواتهم أو مشاركتهم أماكن النوم إذا كان المصاب من الأسرة. مع تجنب الأتربة والأماكن الملوثة، أو الأشياء المثيرة للحساسية. وإذا كان الطفل ممن يستعملون العدسات اللاصقة، فمن المهم أن يحافظ على نظافة العدسة واستعمال مواد تعقيم مناسبة بصفة دورية. وفي حالة الإصابة، يؤكد على ضرورة استكمال العلاج الطبي بالمراهم والمضادات الحيوية التي يصفها الطبيب، حتى يتم القضاء على مسببات الالتهابات بشكل تام وسليم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©