واشنطن (وكالات)
رفع 196 عضوا ديمقراطيا في الكونجرس الأميركي أمس، دعوى قضائية بحق الرئيس دونالد ترامب بتهمة استغلال منصبه الرئاسي لجمع مكاسب مادية من الخارج. فيما نفى وزير العدل الأميركي جيف سيشنز خلال إدلائه بشهادة أمام مجلس الشيوخ الأميركي، أن يكون متواطئا مع الحكومة الروسية، معتبرا أنها «كذبة مشينة وبغيضة». وقدم الدعوى 30 سيناتورا و166 نائبا جميعهم ديمقراطيون، وهي الثانية من نوعها التي ترفع هذا الأسبوع ضد ترامب، بعد دعوى مشتركة قدمتها ولاية ميريلاند والعاصمة واشنطن الاثنين اتهمته بقبول دفعات مالية من حكومات أجنبية من خلال امبراطوريته العقارية.
وتستند هذه التحركات القضائية إلى «بند المكافآت» في الدستور الأميركي الذي يحظر على أي شخص يتولى منصبا رسميا «أن يقبل بلا موافقة الكونجرس، أي هدية أو مكافأة أو منصب أو لقب من أي نوع كان، من أي ملك أو أمير أو دولة أجنبية».
ويتهم رافعو الدعوى ترامب بتضارب مصالح دائم لامتناعه عن أخذ مسافة كافية من أعماله التي يديرها أبناؤه. وأشاروا على سبيل المثال إلى تفضيل الوفود الأجنبية النزول في فندق ترامب الدولي في واشنطن، وقرار حكومات أجنبية شراء وإيجار عقارات بنتها مجموعة ترامب، وكذلك تسجيل السلطات الصينية علامات تجارية عائدة إلى ترامب.
كما ذكر أعضاء الكونجرس ال196 في الشكوى بأن «بند المكافآت الخارجية أقر لضمان عدم إفساد قادة أمتنا نتيجة نفوذ أجنبي، وألا يضعوا مصالحهم المالية فوق المصلحة الوطنية».
وانقسم الخبراء القانونيون بشأن فرص نجاح الدعويين المرفوعتين هذا الأسبوع، نظرا إلى ندرة الدعاوى المستندة إلى «بند المكافآت» في السوابق القضائية الأميركية. لكنهما قد تفتحان في حال قبولهما، معركة قضائية طويلة ينوي محامو أعضاء الكونجرس والكتل الديمقراطية خلالها المطالبة بالكشوفات الضريبية لترامب، التي طالما رفض الرئيس نشرها علنا.
من جهة أخرى، نفى وزير العدل الأميركي جيف سيشنز خلال إدلائه أمس الأول بشهادة أمام مجلس الشيوخ الأميركي، أن يكون متواطئا مع الحكومة الروسية. وندد خلال جلسة الاستماع بشدة بما ينسب إليه من تصرف بشكل غير لائق خلال لقاءات مع مسؤولين روس، أو أنه كان على علم بأي محاولة للتواطؤ مع موسكو من جانب أفراد في الفريق الانتخابي للرئيس الأميركي دونالد ترامب.
ورفض سيشنز مرارا أن يكشف ما إذا كان تحدث إلى الرئيس حول طريقة تعاطي المدير السابق لمكتب التحقيقات الفيدرالي جيمس كومي، مع التحقيق حول التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية. وأكد أنه «لم يلتق أبدا أو يجر أي محادثات مع مسؤولين روس» حول الانتخابات الرئاسية في العام 2016.
وقال «لا علم لي بأي محادثات قام بها أحد مرتبط بالحملة الانتخابية لترامب»، مضيفا «الإيحاء بأنني شاركت في أي تواطؤ أو كنت على علم بحصول تواطؤ مع الحكومة الروسية لإيذاء هذا البلد، كذبة مشينة وبغيضة». وشهدت الجلسة تبادلات حادة مع عدد من أعضاء مجلس الشيوخ الذين طالبوا سيشنز بتفاصيل حول محادثاته مع ترامب، ورفض الكشف عنها مبررا ذلك بالسرية.
وحذر بعض أعضاء الكونجرس الديمقراطيين، سيشنز من أنه يبدو وكأنه يرفض التعاون حول مسائل أساسية. ورفض سيشنز التعليق على الشائعات بنية ترامب عزل روبرت مولر المحقق الخاص الذي عينه الكونجرس للتحقيق بالتدخل الروسي، وقال إنه «يثق» بمولر. وإثر جلسة الاستماع، علقت المتحدثة باسم البيت الأبيض ساره ساندرز، بأن ترامب «ليس لديه أي نية» بإقالة مولر.
إلى ذلك، من المتوقع أن يكشف ترامب غدا الجمعة عن سياسة جديدة لكوبا، بعد العناء الذي تكبده الرئيس السابق باراك أوباما لإعادة العلاقات معها.
من ناحية ثانية، أوقع إطلاق نار في ملعب رياضي يرتاده أعضاء في الكونجرس الأميركي عدة إصابات بينهم ستيف سكاليز أحد مسؤولي الحزب الجمهوري في مجلس النواب. وقالت شرطة ألكسندريا الواقعة على بعد كيلومترات من العاصمة في فرجينيا، إنه «تم توقيف مطلق النار»، موضحة أنه تم نقل الضحايا إلى المستشفيات.
عدد اليوم
