الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

أحمد زويل.. تواضُع العلماء

أحمد زويل.. تواضُع العلماء
4 أغسطس 2016 13:54
أحمد شعبان (القاهرة) نعى علماء مصر رحيل العالم الكبير الدكتور أحمد زويل الذي وافته المنية مساء يوم الثلاثاء في الولايات المتحدة الأميركية، وأكدوا مكانته العلمية الكبيرة التي أفادت الشعوب العربية والإسلامية، وأكدت قدرة هذه الشعوب على المساهمة في تقديم إسهامات جليلة للإنسانية، وأشاروا إلى أنه رفع اسم مصر والعالم العربي في كل المحافل الدولية، ولذلك فإن خسارتنا كبيرة برحيله، وأن نظرياته العلمية غيرت وجه العلوم وأقرها الغرب، وأنه ضرب مثالاً نادراً على تواضع العلماء من خلال مواقفه وأحاديثه التي شكلت «الكيمياء» الشخصية والإنسانية لعالم دلل في كل حين على أن عبقريته اقترنت في جوهرها بالعلم والعطاء في سبيل مستقبل أفضل للبشرية. نعى الدكتور جابر جاد نصار رئيس جامعة القاهرة، رحيل العالم الكبير الدكتور أحمد زويل، وقال: إن جامعة القاهرة تنعي عالماً جليلاً وأستاذاً فاضلاً انتفع العالم بعلمه وهو الأستاذ الدكتور أحمد زويل حائز نوبل والعلامة المرموق. وأضاف الدكتور نصار: العالم الجليل الدكتور أحمد زويل أعطى للعلم الكثير، وانتفع العالم بأكمله بعلمه. ووصف العالم الراحل أحمد زويل بأنه كان عبقرياً، ودائماً ما يثير النقاش والحوار حول القضايا العلمية والاجتماعية المختلفة. وطالب الدكتور نصار بتحقيق حلم العالم الراحل زويل بإنشاء مدينة للعلوم والتكنولوجيا، وذلك تخليداً لذكراه واسمه. وأكد الدكتور عبد الحي عبيد، رئيس جامعة حلوان السابق ورئيس الجامعة العربية المفتوحة في مصر، أن رحيل العالم الكبير أحمد زويل خسارة لمصر وللعالم كله، وأضاف:«عالمنا الراحل توصل إلى نتائج مهمة في تكنولوجيا تصوير التفاعلات بين الجزيئات باستخدام أشعة الليزر، وهو ما مكن العلماء من مراقبة حركات الذرات أثناء التحولات الجزئية في زمن الفيمتو ثانية». وأشار الدكتور عبد الحي عبيد إلى أن إنجازات زويل العلمية ساعدت أيضاً في التعرف على العديد من الأمراض والكشف عن تطورها من خلال رصد حركة الجزيئات عند نشوئها وعند التحام بعضها ببعض، وأشار إلى أن مكانته العلمية أفادت الشعوب العربية والإسلامية، وأكدت قدرة هذه الشعوب على المساهمة في تقديم إسهامات جليلة للإنسانية. المجال الدوائي وأكد الدكتور محيي الدين إبراهيم عبيد، نقيب الصيادلة في مصر، أن مصر فقدت عالماً جليلاً رفع اسم مصر والعالم العربي في كل المحافل الدولية، وأضاف: إنجازات العالم الراحل أحمد زويل كثيرة ومنها النانو تكنولوجي والفيمتو ثانية، وشارك في إنشاء جامعة زويل في مدينة 6 أكتوبر لاكتشاف شباب العلماء من المصريين، ومد يده لمساعدتهم علمياً ورفع من شأنهم العلمي. وأشار نقيب الصيادلة إلى أنه تمت الاستفادة من اكتشافات العالم الراحل في المجال الدوائي في العالم، واكتشاف وتصوير مراحل تطور الخلايا السرطانية لمعرفة نقاط الضعف فيها ومن ثم القضاء عليها. وطالب الدكتور محيي الدين بالارتقاء بالمنظومة العلمية في مصر والعالم العربي على نهج الدكتور أحمد زويل، حيث إن جميع الدول التي تقدمت اهتمت بالتعليم. مؤكداً أنه أنشأ جامعة استطاعت في خلال عامين فقط أن تحسن التصنيف الدولي للباحثين المصريين والجامعات المصرية عموماً. المدينة التكنولوجية وقال الدكتور صلاح عبية، الرئيس الأكاديمي لمدينة زويل: إن العالم الراحل أدى رسالته للبلاد وللعالم أجمع، وللمشروع الذي تبناه وهو مدينة زويل العلمية، وإن الجميع حريص على استكمال المسيرة حتى تصل الرسالة لمداها. وأضاف الدكتور عبية: «العالم الجليل أحمد زويل كان دائماً ما يوصيني بالاهتمام بالمشروع واستكماله، والمشروع يحظى برعاية واهتمام الدولة والشعب لأنه مشروع قومي». وأشارت الدكتورة أماني مصطفى، استشاري التطوير والجودة وخبير بالمنظمة العربية للتنمية الإدارية، إلى أن العالم الدكتور أحمد زويل بدأ مشواره العلمي بكفاح وتفوق وتدرج في الأبحاث حتى حصل علي جائزة بنيامين فرانكلين وهو في سن 52 بعد اكتشافه العلمي المذهل المعروف باسم الفيمتوثانية وهي أصغر وحدة زمنية في الثانية. وأكدت الدكتورة أماني أن العالم المصري أحمد زويل فتح الباب على مصراعيه لاستخدام هذا الاكتشاف في مجالات عديدة من الطب والفيزياء وأبحاث الفضاء، ولذلك سجلت باسمه مدرسة علمية جديدة عرفت باسم كيمياء الفيمتو للاستفادة من اكتشافه على أرض الواقع في مجالات الطب وبالتحديد مجال طب العيون، فكثير من العلماء والباحثين طوروا أجهزة الليزر لتستعين بالتكنولوجيا الحديثة وتسمى «فيمتوليزر»، وهي تقوم بكثير من عمليات تصحيح الإبصار وبعض جراحات العيون الدقيقة. وأضافت:«من اكتشافات عالمنا الراحل الدكتور زويل، الميكروسكوب رباعي الأبعاد، الذي من خلاله تمت إضافة عنصر الزمن إلى الميكروسكوب الثلاثي، وبعد أن كان العلماء يرون الأشياء ساكنة أصبحوا يرونها في حالة حركة، وبالتالي يمكن رصد التفاعلات التي تحدث ودراستها. العلم الكونيّ أكد الشيخ عادل أبو العباس، من علماء الأزهر الشريف، أن موت العلماء مصيبة ومن أخطر المصائب، سواء كانوا علماء دين، أو علماء ينتمون إلى تخصصات علمية أو كونية، وأضاف أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال:«إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينزعه من الصدور، وإنما يقبض بموت العلماء، فإذا مات العلماء اتخذ الناس رؤوساً جهالاً فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا»، ومع أن الحديث يختص بعلماء الدين فإن أهل الفقه أولوه لأهل العلم الكوني، وقالوا إنه ينطبق على جميع التخصصات بدليل قوله تعالى: «إنما يخشى الله من عباده العلماء»، وهي آية ذكرت في سياق الحديث عن التخصصات العلمية لأن بدايتها: «ومن الجبال جدد بيض وحمر مختلف ألوانها وغرابيب سود»، وهي تختص بعلماء البحث العلمي في الكونيات وفي شتى العلوم والمعارف. وطالب الشيخ أبو العباس المسؤولين بتكريم النابغين من طلاب العلم في شتى المجالات، وأن يدفعوهم لخدمة تراثهم وحضارتهم، فليس أحمد زويل بأول العلماء ولا آخرهم، فمصر ولادة والعالم العربي أهل للنبوغ. عناق النوبليّين أبوظبي (الاتحاد) حصلت مصر على جائزة نوبل في الأدب عبر نجيب محفوظ.. وحصلت على نوبل في العلم عبر أحمد زويل... وفي هذه الصورة يتعانق العملاقان، النوبليّان، ليجسدا عناق العلم والأدب. مات محفوظ.. مات زويل.. لكن مصر لا تموت.. مصر، كما يقول إخواننا المصريون، «ولَّادة». الأزهر: سيذكره التاريخ بحروف من نور القاهرة (الاتحاد) نعى الأزهر الشريف العالم المصري العالمي الكبير الدكتور أحمد زويل، الحائز جائزة نوبل في الكيمياء، والذي وافته المنية مساء الثلاثاء بالولايات المتحدة الأميركية. وأكد الأزهر الشريف، في بيان له صدر فجر أمس الأربعاء 3 أغسطس، أن التاريخ سيذكر بحروف من نور العالم الكبير بأبحاثه القيمة ومجهوداته البارزة في العلوم الكيميائية والفيزيائية، التي أحدثت ثورة علمية حديثة، وساهمت بشكل كبير في نفع البشرية وخدمة الشعوب، كما سيذكر للفقيد حبه لوطنه وأمته وحرصه على تقدم مصر وازدهارها، ومساعدة النابغين من أبناء هذا الوطن الغالي. وقال البيان، إن الأزهر الشريف إذ ينعي العالم المصري الفذ، فإنه يتقدم بخالص العزاء والمواساة للشعب المصري والعالم بأسره وأسرته، سائلاً الله تعالى أن يتغمده بواسع رحمته جزاء ما قدم للبشرية كلها، وأن يسكنه فسيح جناته، وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان، «إِنَّا لِلهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ». من القرية إلى العالمية ولد أحمد زويل في 26 فبراير 1946 بمدينة دمنهور، وحصل على بكالوريوس العلوم بامتياز مع مرتبة الشرف عام 1967 من جامعة الإسكندرية. حصل على الدكتوراه من جامعة بنسلفانيا في علوم الليزر. ثم عمل باحثاً في جامعة كاليفورنيا، بركلي (1974 - 1976). ثم انتقل للعمل في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا (كالتك) منذ 1976، وهي من أكبر الجامعات العلمية في أميركا. حصل في 1982 على الجنسية الأميركية. وتدرج في المناصب العلمية الدراسية داخل جامعة «كالتك» إلى أن أصبح أستاذاً رئيسياً لعلم الكيمياء بها، وهو أعلى منصب علمي جامعي في أميركا. حصل زويل على جائزة نوبل، وحصد 31 جائزة دولية. وانتخبته الأكاديمية البابوية ليصبح عضواً بها ويحصل على وسامها الذهبي، وحصل على جائزة وزارة الطاقة الأميركية السنوية في الكيمياء، وجائزة كارس من جامعة زيوريخ، وهي أكبر جائزة علمية سويسرية. انتخب بالإجماع عضواً بالأكاديمية الأميركية للعلوم، ومنح وسام الاستحقاق من الطبقة الأولى من الرئيس السابق محمد حسني مبارك، وتقلد قلادة النيل العظمى وهي أعلى وسام مصري، وفي أبريل 2009 اختير ضمن مجلس مستشاري الرئيس الأميركي للعلوم والتكنولوجيا، ومنح قلادة بريستلي، أرفع وسام أميركي في الكيمياء، وقد أطلق اسمه على بعض الشوارع والميادين في مصر. وأصدرت هيئة البريد المصري طابعي بريد باسمه وصورته، وتم إطلاق اسمه على صالون الأوبرا. مغرّدون عرب: فقدنا قامة كبرى أبوظبي (الاتحاد) نعى مفكرون ومثقفون إماراتيون وعرب العالم المصري العربي العالمي الدكتور أحمد زويل . وجاء في تغريدة للقمة الحكومية ـ دبي على «تويتر»: «بفضل علم وبحث أحمد زويل يمكننا اليوم التحكم بالتفاعلات الكيميائية ومشاهدتها بدقة». وقال الدكتور أحمد بالهول، وزير دولة لشؤون التعليم العالي في تغريدته: «العالم العربي فقد قامة من قاماته العلمية، آلاف الأبحاث تستفيد اليوم من اختراع مقياس الجزيئات الذي ابتكره أحمد زويل». وقال الناقد السعودي الدكتور عبد الله الغذامي: «تغمده الله برحمته. بيده حفر الصخر، وأثبت أن العبقرية تأتي لمن يدفع ثمنها جهداً ومثابرة، وسيعود لينام في حضن وطنه وأهله». وقالت الإعلامية منى غانم المري، مديرة المكتب الإعلامي بحكومة دبي: «أول لقاء لي مع زويل كان عام 2000 عندما استضفناه في نادي دبي للصحافة، بعد فوزه بجائزة نوبل في 1999، ثم عاد في 2010 متحدثاً في منتدى الإعلام العربي... رحمه الله عالماً أعطى العرب صيتاً مشرفاً». مثقفون وفنانون: «ابن مصر البار» سعيد ياسين (القاهرة) نعى العشرات من المثقفين والفنانين والنقاد المصريين أحمد زويل، وذكر بعضهم مواقف طيبة وإنسانية حدثت لهم معه، وأجمعوا على منحه لقب «ابن مصر البار». واعتبر وزير الثقافة المصري حلمي النمنم، الدكتور أحمد زويل، ابناً لتجربة التعليم المصري المتميزة في مرحلة الستينيات، مضيفاً أنه رغم مكانته العلمية الرفيعة في الولايات المتحدة الأميركية، فإنه لم ينس وطنه يوماً. وامتلأت صفحات المثقفين والفنانين على مواقع التواصل الاجتماعي بكلمات الحزن والرثاء، ومنهم المخرج أحمد خضر الذي قال: «كان بسيطاً مذهلاً في بساطته، ضحوكاً مرحاً، وسعيداً جداً حين عرف أنني من مواليد ذات الأرض التي ولد عليها في مدينة دسوق». وكتب الناقد الفني الدكتور ياقوت الديب: خسارة للبشرية كلها، علَم مصري أصيل، بار بوطنه ووالديه، عشق تراب مصر حتى النخاع، زويل العالم الذي أفاد بعلمه كل البشر، والمعلم والأستاذ الذي خلف وراءه جيلاً من العلماء، ليكملوا مشواره. أما الناقد عماد النويري فكتب: خسارة كبيرة للعلم والعلوم، خسارة كبيرة لمصر ولكل الأوطان. وتساءل المؤلف محمود الطوخي:«ألا يستحق هذا الراحل العظيم الذي رفع اسم مصر عالياً أن يعلن الحداد في الوطن، ولو ليوم واحد؟».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©