الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الانتحاريات ظاهرة يفسرها البعض بإفلاس الإرهاب

الانتحاريات ظاهرة يفسرها البعض بإفلاس الإرهاب
27 أغسطس 2008 01:36
في غمرة التفجيرات الانتحارية التي تنفذها نساء في العراق، لم يكن لأحد أن يستغرب أن يشهد أمس الأول الأحد تفجيراً آخر كان من المفترض أن تنفذه فتاة لم يتجاوز عمرها خمسة عشر عاماً· ولكن غير المألوف أن تستسلم الفتاة التي تدعى رانيا إبراهيم في اللحظات الأخيرة، بحسب بعض الروايات، إلى قوات الأمن العراقية· وبغض النظر عن ملابسات الواقعة التي أعقبها اعتقال والدة الفتاة بعد أن أقرت ابنتها بأنها كانت ستنفذ بدورها عملية انتحارية أخرى، فلا شك أن العام الحالي شهد تنامياً كبيراً في ما بات يسمى بظاهرة ''نساء القاعدة الانتحاريات''، بالرغم من التحسن الواضح في الجانب الأمني في البلاد· وتتضارب الآراء في العراق حول اتساع هذه الظاهرة، فالجهات الحكومية ترى فيها إفلاساً لتنظيم القاعدة وعدم قدرته على تجنيد رجال لتنفيذ عمليات انتحارية سواء بسيارات مفخخة أو أحزمة ناسفة مثلما كانت الحال في السابق· ويشير آخرون إلى أن عدم الاهتمام بقطاع المرأة وتلبية احتياجاتها جعل هذه الشريحة صيداً سهلاً للجماعات المسلحة خاصة تنظيم القاعدة· وقال اللواء قاسم عطا المتحدث العسكري العراقي: ''إن استخدام النساء في التفجيرات الانتحارية هو دليل فشل وانهزام لتنظيم القاعدة''، مشيراً إلى أن التنظيم ''قام أيضاً باستغلال النساء المتخلفات عقلياً أو المصابات بحالات نفسية في تنفيذ عمليات إرهابية''· وبحسب تقارير حكومية وتحليلات إخبارية، استطاع تنظيم القاعدة اختراق النساء الفقيرات والبسيطات في المناطق النائية والفقيرة من العراق· وذلك عبر اتباع أساليب ''غسيل الأدمغة وسياسة الترهيب والتهديد وإشاعة أفكار تحريضية منها أن المرأة في العراق لم تحظ باهتمام الحكومة ومازالت تعيش أوضاعاً مزرية''· وتشير هذه التحليلات إلى أن تنظيم القاعدة يقوم في بعض الأحيان باختطاف آباء وأزواج بعض النساء لإجبارهن على تنفيذ هذه الأعمال مقابل إطلاق سراحهم· أو استغلال النساء اللواتي قتل أبناؤهن وأزواجهن والاستعانة بهن في تنفيذ عمليات انتحارية من خلال تحريضهن على الانتقام والقصاص· وتقول باسكال وردة، وهي وزيرة عراقية سابقة دخلت الحكومة في مرحلة ما بعد الغزو الأميركي إن ''تجنيد الجنس اللطيف في تنفيذ عمليات إرهابية ورقة خطرة يستخدمها (القاعدة) بعد أن أفلس وخسر أوراقه السابقة من إثارة النعرات الطائفية والتهجير القسري''· وأضافت: ''ان عدم الاهتمام بواقع المرأة العراقية من قبل الحكومة هو الذي جر (القاعدة) إلى استغلال أوضاع النساء الفقيرات والبسيطات وتثقيفهن على أنهن عناصر غير نافعة في المجتمع· وعليهن التقرب إلى الله من خلال تفجير أنفسهن ضد الكافرين والأعداء''· ودعت الوزيرة العراقية السابقة الحكومة إلى ''الاهتمام بقطاع المرأة وعدم تركه للاستغلال من قبل (القاعدة)''· وحذرت من أن إهمال هذا القطاع سيؤدي إلى اتساع ظاهرة الانتحاريات واتخاذها أبعاداً أكثر خطورة· وبحسب إحصائيات عراقية، فإن أول عملية انتحارية نفذتها امرأة تابعة لـ''القاعدة'' وقعت في بلدة القائم عام 2004 واستهدفت تجمعاً لمتطوعي الأجهزة الأمنية· وتشير هذه الإحصائيات إلى أن إجمالي عدد ''نساء (القاعدة) الانتحاريات'' وصل إلى 49 امرأة تتراوح أعمارهن بين 15 و35 عاماً، منهن أكثر من 32 امرأة خلال العام الحالي، غالبيتهن من مدينة بعقوبة ذات الغالبية السنية· ومضت الوزيرة العراقية السابقة بالقول: ''إن (القاعدة) بعدما يئس في الوصول إلى أهدافه من خلال استخدام الرجال، جاء بهذه الأفكار الشريرة لزج النساء بهدف الوصول إلى تحقيق أهدافه الإرهابية''· وأشارت إلى أن ''هناك عدداً من النساء لا يعرفن أي شيء ويتم تفجيرهن عن بعد''· وتظل قصة رانيا إبراهيم التي استسلمت قبل يومين لقوات الأمن العراقية في بعقوبة هي الأكثر إثارة، فبحسب مصادر عراقية تنتمي الفتاة، التي كانت ترتدي حزاماً ناسفاً ولكنها سلمت نفسها للشرطة، إلى أسرة قتل غالبية أبنائها في فترة ما بعد غزو العراق· ويقبع آخرون في سجن بوكا بمدينة البصرة، وهو السجن الذي تشرف عليه القوات البريطانية والأميركية· وقال كاظم المقدادي أستاذ الإعلام بجامعة بغداد: ''لا أعتقد أن هناك نساء انتحاريات بملء إرادتهن لاستهداف مدنيين امنين أو رجال جيش وشرطة· وعلينا مناقشة وضع المرأة العراقية المزري وانتشار حالة النساء الأرامل اللواتي وصل عددهن إلى نحو مليوني أرملة· وتقوم الجماعات المسلحة باستغلال هذه الحالات، بالإضافة إلى اختراقها للنساء غير المتعلمات والبسيطات''
المصدر: بغداد
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©