الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

اليابان.. انتعاش بالطاقة المتجددة

12 ابريل 2015 22:29
بينما يبحث رئيس وزراء اليابان «شينزو آبي» عن وسائل لإعادة تشغيل سياسة «آبينوميكس»، فبإمكانه أن يفعل ما هو أسوأ من الاستماع لنصيحة «كورت كيلتي». فبينما كان يلقي خطاباً عاماً مؤخرا في أوساكا، سلط مدير قسم تكنولوجيا البطاريات بشركة «تيسلي» الضوء على كل ما هو خطأ في الاقتصاد الياباني. وقال «كيلتي» وهو يتحدث اليابانية بطلاقة «نحن بحاجة لتحمل المخاطر، وإلا لن يكون هناك ازدهار في الشركات. إننا نأخذ المخاطر، ولكن يبدو أن هذا ليس هو الحال في اليابان». إن اليابانيين عادة ما تكون لديهم حساسية عند قيام الغرباء بانتقاد بلادهم، بيد أن انتقادات «كيلتي» لا يمكن تجاهلها. فهو خبير مخضرم منذ 15 عاما في معمل حلول الطاقة بشركة باناسونيك، أيقونة شركات الالكترونيات في اليابان. وفي الواقع، فإن «باناسونيك» كانت استثناء لتصريحات كيلتي القاسية – الأمر الذي لم يكن من قبيل الصدفة. فقد أعلنت شركة «تيسلا» مؤخراً إنها بصدد عقد شراكة مع الشركة لإنشاء ما يسمى بـ «مصنع جيجا» لإنتاج بطاريات «ليثيوم أيون» ذات التقنية العالية للسيارات. وتعد «باناسونيك» هي الشركة اليابانية النادرة التي استفادت من الفرص التي سُنحت لها. أما شركة «تيسلا» فتسلط الضوء على صناعة المستقبل الأكثر ربحاً في اليابان. فمنذ أواخر السبعينيات، عندما ساعدت جامعة «كيوشو» في تطوير بطاريات الكربون المزدوجة، أصبحت اليابان رائدة في هذا المجال. ومن المتوقع أن يرتفع الطلب على هذه البطاريات في السنوات القادمة، حيث من المنتظر أن تحل البطاريات عالية المدى محل الوقود الأحفوري في السيارات، والطائرات والسفن وحتى في المباني. وعلاوة على فائدتها في إنقاذ كوكب الأرض، فإن هذه البطاريات قد تساعد على إنقاذ اقتصاد اليابان. ومن الناحية السياسية، فإن تعاون اليابان و«تيسلا» لم يجد توقيتا أفضل من ذلك. ومع توقعات المدراء التنفيذيين لكبريات الشركات في اليابان بتدهور معدلات النمو وحدوث مزيد من الانكماش هذا العام، فبإمكان «آبي» تشجيع هذه الشراكة كي يتمكن من إرجاع برنامجه الاقتصادي المعروف بـ «آبينوميكس» إلى مساره الصحيح. ومنذ أن تولى السلطة في ديسمبر 2012، زاد «آبي» من الإنفاق على الأشغال العامة، وأحدث انخفاضاً بنسبة 29% في قيمة الين، بيد أنه لم يحقق تقدماً يذكر في زيادة تنافسية اليابان، أو في غرس ثقافة المقاولة التي تخلق الثروة وتجذب الاستثمارات. وكما أشار كيلتي في خطابه، فإن اليابان لديها كل مقومات النجاح – ولكنها لا تملك السياسات لتحقيقه. وينبغي على آبي اغتنام الفرصة للإعلان عن حوافز ضريبية جديدة بالنسبة للشركات الناشئة، خاصة في قطاع الطاقة المتجددة - البطاريات، والطاقة الشمسية، وطاقة الرياح والطاقة الحرارية الأرضية. كما يتعين على الحكومة إنشاء سلسلة من اتحادات رأس المال المخاطر وشبكات السلامة التي تدعم المبتكرين وتقدم لهم الحافز لتحمل المخاطر. هذا علاوة على رعاية برامج التدريب لتحفيز روح المبادرة بين الشباب الياباني. وفي مرحلة تالية، يجب على رئيس الوزراء تسريع الجدول الزمني لحكومته لإطلاق ما يسمى بمناطق المشاريع الخاصة حيث لا تكون الشركات خاضعة للاجراءات البيروقراطية. والأفضل من ذلك، ينبغي على آبي الدفع بخفض الروتين من جميع مجالات الاقتصاد. ومن شأن ازدهار الطاقة المتجددة أن يحقق لليابان ما لم يستطع التيسير الكمي تحقيقه: إنتاج نظام بيئي اقتصادي مزدهر قادر على تحقيق الثروة وتوفير فرص العمل وجلب الاحترام الدولي. ومن المناسب جدا لليابان الاستفادة من الطلب على بطاريات أفضل. فالشركات اليابانية لديها سجل حافل لتقديم الجودة في الوقت المناسب. وعلى أي حال، فقد كان بإمكان شركة تيسلا الذهاب إلى الصين لمحاكاة التكنولوجيا، بيد أنها تعرف أن هذا سيتحقق بشكل أفضل في اليابان. ويليام بيسك *كاتب متخصص في الشؤون الآسيوية ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©