السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

اختطاف طائرة ركاب سودانية من دارفور إلى ليبيا

اختطاف طائرة ركاب سودانية من دارفور إلى ليبيا
27 أغسطس 2008 01:35
تعرضت طائرة ركاب سودانية مساء أمس لعملية اختطاف خلال رحلة داخلية من مطار نيالا في إقليم دارفور باتجاه الخرطوم· وأعلن مدير شركة ''صن اير'' مرتضى حسن أن الطائرة التابعة للشركة وهي من طراز ''بوينج ''737 خطفت بعد قليل من إقلاعها وعلى متنها 95 شخصاً (87 راكباً و8 من افراد الطاقم) وحطت بعد نحو 4 ساعات في مطار واحة الكفرة الواقعة جنوب شرق ليبيا· وكانت قناة ''الجزيرة'' الفضائية قد نقلت عن مراسلها ان الجهة المسؤولة عن عملية الاختطاف لم تعرف بعد حيث قطعت الاتصالات مع الطائرة· واضافت ان السلطات المصرية رفضت منح الطائرة اذناً بالهبوط فغيرت الطائرة مسارها الى ليبيا· بينما قالت قناة ''العربية'' الفضائية نقلاً عن مراسلها إن الخاطف رجل سوداني طلب من قائد الطائرة في بداية الأمر التوجه إلى فرنسا، لكنه وافق في وقت لاحق على التوجه إلى مطار في ليبيا لإعادة التزود بالوقود· بينما قالت وكالة انباء الشرق الاوسط ان عدد خاطفي الطائرة اربعة· لكن رئيس سلطة الطيران المدني المصرية اللواء عماد سلام نفى أن تكون الطائرة السودانية المختطفة طلبت الهبوط في أي مطار مصري أو تعاملت مع رجال المراقبة المصرية· وقال: ''إن الطائرة توجهت إلى الأجواء الليبية حيث هبطت بمطار الكفرة وعليها 95 راكباً· وذكرت مصادر بمصلحة الطيران المدني الليبية أن فريقاً توجه على الفور إلى مطار الكفرة لمتابعة الموقف عن كثب وتقديم التسهيلات الإنسانية لركاب الطائرة· وأشارت إلى أن المصلحة أعطت الإذن للطائرة بالهبوط في مطار الكفرة لاعتبارات إنسانية بعد أن أبلغ قائد الطائرة السلطات بنفاد وقود الطائرة· الى ذلك، قال محمد بشير المتحدث باسم ''حركة تحرير السودان- فصيل مينا ميناوي'' التي وقعت اتفاقاً للسلام مع الخرطوم ''إن ثلاثة من كبار أعضاء الحركة على متن الطائرة هم مستشار لميناوي ومفوض شؤون الأراضي في الحركة آدم عبدالرحمن وأحد واضعي اتفاق السلام دارفور الذي تم التوصل اليه عام 2006 إضافة الى 4 اشخاص آخرين من المفوضية كانوا ضمن وفد شارك في ورشة عمل في نيالا أقامتها السلطة الانتقالية· وجاء خطف الطائرة وسط تصاعد الأزمة في مخيم ''كلمة'' للنازحين في نيالا حيث عززت القوات السودانية أمس انتشارها في محيط المخيم جنوب دارفور وفرضت حصاراً مشدداً عليه· وتضاربت المعلومات حول حصيلة المواجهات بين القوات وجماعات من المتمردين اذ قال سكان داخل المخيم إنها بلغت 46 قتيلاً وأكثر من 118 جريحاً· في حين قالت الحكومة السودانية إنها لم تتعد سقوط 12 جريحاً بينهم 5 عناصر من الشرطة· وقال مسؤول في الامم المتحدة ''يبدو انه جرى تعزيز انتشار قوات الامن والآليات حول المخيم''· بينما اعرب سكان داخل المخيم عن خشيتهم أن تكون القوات السودانية تستعد للقيام بمحاولة اقتحام ثانية· وقال أحد سكان المخيم ويدعى عمر علي عمر سليمان ''إن قوات الشرطة والجيش عززت مواقعها ونعتقد أنهم سيحاولون الدخول ثانية ونعلم الآن أن 46 شخصا قتلوا وأصيب 118 في اشتباكات الاثنين''· واتهم سكان آخرون الحكومة بالسعي الى اخلائه لإجبار السكان على العودة إلى منازلهم بموجب خطة حكومية لإعادة التوطين· وفي المقابل، نقلت وسائل الاعلام الحكومية عن اللجنة الامنية في دارفور ان الشرطة ستبقى في مواقعها الى حين دخولها المخيم لمصادرة مخزونات من الاسلحة· واشارت الى اصابة خمسة من عناصر الشرطة وسبعة من سكان المخيم حين اطلق مسلحون داخل المخيم النار مما ارغم قوات الامن على الرد· واوضحت مصادر حكومية ان الشرطة اوقفت في المخيم مجرمين ملاحقين وصادرت اسلحة ومخدرات· واضافت أن الضباط الذين دخلوا المخيم بعد تلقي تقارير بشأن وصول عدد كبير من الأسلحة جوبهوا بمقاومة شديدة من نازحين تم تحريضهم وحشدهم من أجل إقامة حواجز والنزول إلى الشوارع· لكن القائد العسكري لحركة تمرد ''جيش تحرير السودان'' احمد عبد الشفيع قال من جانبه ان بين القتلى داخل المخيم خمس نساء وطفلين على الاقل، واضاف ان الوضع سيء جدا والناس يعانون· مشيرا الى نقص في الادوية والى ان السكان سيواجهون هطول امطار غزيرة· واتهم عبد الشفيع قوة حفظ السلام التابعة للامم المتحدة والاتحاد الافريقي (يوناميد) بعدم القيام بأي مبادرة لوقف العملية، وقال ''نحن مصدومون جدا ونشعر بخيبة أمل وعليهم عدم السماح للقوات المسلحة بدخول مخيم مدنيين غير مسلحين''· وقال إن القوات الحكومية أغلقت طريق الخروج من المخيم وإنه لا يوجد أحد يدخل أو يخرج منه وإن الوضع بالغ السوء، واضاف ''أن عملاء للحكومة داخل المخيم هم من بدأوا القتال وليس السكان· وأدان المنسق الأعلى للسياسية والأمنية في الاتحاد الأوروبي خافير سولانا امس الهجوم الذي شنته الشرطة السودانية على مخيم ''كلمة'' للاجئين ووصفه بأنه غير مقبول، مؤكداً عدم وجود حل عسكري للنزاع في دارفور· وطالب الحكومة السودانية بأن تضمن دخول أجهزة الطوارئ من أجل إجلاء المصابين· كما طالب بتوفير كافة الموارد الضرورية للتحقيق في هذا الهجوم الوحشي ومحاسبة المسؤولين· وأعرب عن اعتقاده أن السلام الدائم في دارفور لن يتحقق سوى بالنشر الكامل لقوة الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي المشتركة ''يوناميد'' إلى جانب استئناف المفاوضات· وقال الوسيط المشترك للأمم المتحدة والاتحاد الافريقي بشأن دارفور جبريل باسولي بعد اجتماع مع المستشار الرئاسي السوداني مصطفى عثمان اسماعيل في الخرطوم امس ''ان احداثا معينة عقدت بدرجة هائلة من مهمة البحث عن السلام والامن في دارفور''، لكنه لم يشر بصورة مباشرة الى مخيم ''كلمة''· واضاف ''انطباعي الاساسي ان السودانيين يريدون السلام''
المصدر: الخرطوم
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©