الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

هل يفعلها أوباما؟!

12 ابريل 2015 22:26
كان الرئيس الأميركي باراك أوباما يحتاج إلى نجاح في أي ملف خارجي، بعد الفشل الذي يواجهه في عملية السلام بالشرق الأوسط، كما تسبب إحباط مخطط فوضى الربيع العربي في فشل آخر للرئيس الأميركي الذي كان يتطلع إلى وصول حلفاء من تيار الإسلام السياسي إلى البلاد المحورية في المنطقة، وبعد تلك المحطات لم يكن أمام أوباما سوى خوض الطريق الصعب، والدخول في مفاوضات مباشرة حول البرنامج النووي الإيراني، لينجز أوباما ما وصفه باتفاق تاريخي مع إيران يمنعها من عسكرة برنامجها النووي، ويحتفظ لها بحق استخدام الطاقة النووية في الأغراض السلمية، لنرى للمرة الأولى العدوين التاريخيين اللذين وصفا بعضهما بالـ «شيطان الأكبر»، و«محور الشر» يتصافحان ويشيدان بالخطوة الكبيرة. ولكن تفاؤل أوباما لم يصل إلى حلفائه في أوروبا الذين أبدوا ترحيباً مشوباً بالقلق، وتمسكوا برفع العقوبات عن طهران بشكل تدريجي، وربطها بعمليات التفتيش للمنشآت النووية، وحذرت أكثر من عاصمة أوروبية من ثغرات في الاتفاق، تتيح لطهران تطوير قدراتها وصولاً للقنبلة الذرية، وأبدت تخوفها من محاولة الجناح المتشدد في طهران - الذي لم يتقبل اتفاق لوزان - لخرق الاتفاق في أول فرصة، ولذلك لوح زعماء أوروبا في معرض تعليقهم على الاتفاق بالتدخل العسكري الفوري إذا تنصلت طهران من التزاماتها. لقد حقق أوباما هذا الاتفاق في مواجهة معارضة قوية من إسرائيل ومحاولات لعرقلة الاتفاق وصلت لدعوة نتنياهو من على منبر الكونجرس إلى رفض هذا الاتفاق، والتحذير من تنامي قوة إيران التي تتعهد منذ 35 عاماً بمحو إسرائيل من على الخريطة، ويرى نتنياهو أن الاتفاق كان يجب أن يتضمن إقرار طهران بحق إسرائيل في الحياة والوجود، في حين أن إسرائيل نفسها تملك ترسانة من الأسلحة النووية تخفيها من دون أن تستغلها في تهديد شعوب المنطقة حتى لا تلجأ لحق الدفاع الشرعي عن النفس والأرض، ليصبح أمامنا سؤال مهم: هل يستطيع أوباما أن ينزع السلاح النووي الإسرائيلي المؤكد بعد نجاحه في تجميد البرنامج النووي الإيراني المشكوك في توجهاته؟!.. الإجابة: بالقطع لا. منة أشرف - أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©