السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

خبراء يحذرون: مواقع التواصل مصممة بطريقة تضمن إدمان المستخدمين

خبراء يحذرون: مواقع التواصل مصممة بطريقة تضمن إدمان المستخدمين
9 مايو 2018 23:14
حذر خبراء من أن منصات وسائل التواصل الاجتماعي تستخدم تقنيات شركات المقامرة لإحداث تأثيرات نفسية تجعل المستخدمين يدمنون على استخدامها، بعدما تصبح جزءا لصيقا من حياتهم اليومية، على نحو يصعب عليهم الإقلاع عنها. ونقلت صحيفة الجارديان البريطانية عن الخبراء قولهم إن هذه الطرق فعالة للغاية، حتى أنه يمكن أن يكون لها تأثيرات مشابهة للكوكايين على أدمغة متعاطيها، من حيث خلق رغبات وتخيلات نفسية وتهيؤات، تجعل المستخدمين يشعرون كما لو أنهم يسمعون دوما نبضات إشعارات الهواتف المحمولة ، حتى ولو لم تكن موجودة. وأكدت ناتاشا شول مؤلفة كتاب «إدمان مُصمم» أن فيسبوك وتويتر ووسائل التواصل الاجتماعي الأخرى، تستخدم تقنيات مشابهة لتقنيات شركات المقامرة لإغواء المستخدمين بحيث لا يتوقفون عن استخدام تلك المواقع، مشيرة إلى أن تلك التقنيات تستخدم بالأساس في ماكينات وأنظمة ألعاب القمار، وقد تم تصميمها، بحيث تغرق المستخدمين في هوة الإدمان. وهو ما تحرص عليه مواقع السوشيال ميديا ، لأن عائداتها تتوقف على عدد نقرات المستخدمين وطول فترة بقائهم عليها. وأشارت شول إلى أن التقنية الخفية التي تستخدمها وسائل التواصل الاجتماعي تعتمد على إدمان المستخدم لدائرة لا تنتهي من مشاعر عدم اليقين والتوقع وانتظار ردود الفعل، والفوز بجائزة ما. وإذا ما توقفت عن الانخراط بنشاط في الموقع ، فسوف تتلقى رسائل أو مكافآت للفت انتباهك واستعادتك مرة أخرى. وأكدت شول «علينا جميعا كمستخدمين إعادة النظر في الأمر وتقدير تكلفة الوقت الذي نضيعه على وسائل التواصل الاجتماعي. إنها ليست مجرد لعبة. إنها تؤثر علينا ماليا ونفسيا وعاطفياً». وقال تريستان هاريس الذي يعمل في قسم التصميم الأخلاقي في جوجل إن الطريقة التي نقوم فيها بلمس هواتفنا وتحريك أصابعنا على الشاشة والمشاعر التي تعترينا عندما نبحث باستمرار عن آخر الأخبار والإشعارات على هواتفنا، تشبه الكيفية التي يتعامل بها المقامرون مع ماكينات المقامرة. فنحن لا نستطيع أن نعرف متى يمكن أن نحصل على مكافأة وسط كثير من الأشياء التي قد تثير اهتمامنا، وهذا بالتحديد ما يجعلنا ندمن على مطالعة هواتفنا واستخدام هذه المواقع، مرة تلو الأخرى. ويقول البروفيسور مارك جريفيث استاذ السلوك الإدماني ومدير وحدة أبحاث اللعب الدولية في جامعة نوتينجهام ترنت إن فكرة المكافأة غير المتوقعة التي ينتظرها دوما الشخص بلهفة هي العنصر الأساسي في تقنيات مواقع التواصل الاجتماعي لربط المستخدمين بشاشات هواتفهم كروتين لا يمكن الإقلاع عنه. وتابعت صحيفة الجارديان في تقريرها أنه مثل المقامرة تماما، التي تدخل تعديلات مادية على هيكل الدماغ وتجعل الناس يعانون من الشكوك والاكتئاب والقلق، فإن استخدام وسائل التواصل بكثرة ثبت أن له صلة بالاكتئاب وقدرته على إحداث تأثيرات نفسية ضارة لا يمكن ملاحظتها أو فهم أسبابها عند ظهورها على المستخدمين. على سبيل المثال، يؤدي كثرة استخدام الهواتف الذكية لمتابعة مواقع التوصل إلى الاعتقاد بأن الهاتف ينبهنا إلى تلقي رسائل أو إشعارات جديدة برعشة أو نغمة معينة، حتى ولو يكن الأمر كذلك. يقول البروفيسور دانييل كروجر الخبير في السلوك البشري من جامعة ميشيجان إن نغمات تلقي مكالمة أو إشعارات برسائل تتحول إلى خيالات تداعب ذهن مدمني مواقع التواصل. وأضاف أن هذه الرسائل يمكن أن تنشط في الدماغ نفس تأثيرات جرعات الكوكايين. وتابع «هناك إدارات كاملة تعمل على تصميم أنظمة تضمن سقوط المستخدمين في هوة الإدمان.. إنهم يريدونك دوما online ويمطرونك بالرسائل والتنبيهات من أجل ربطك دوما بالتطبيق أو بصفحتهم على الإنترنت.» وتقول الجارديان إن خبراء التكنولوجيا قالوا من قبل «يمكن اختطاف عقولنا»، فيما اعترف بعضهم بأنهم قد منعوا أطفالهم من استخدام وسائل التواصل. ويبلغ عدد مستخدمي فيسبوك النشطين 2.13 مليار شخص شهريا بزيادة 14 في المئة عن العام الماضي فيما بلغت عائدات شركات وسائل التواصل الاجتماعي في الربع الأول من العام 11.97 مليار دولار بزيادة 49 في المئة عن العام الماضي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©