الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

“بيت العود” في أبوظبي يحتفل بمرور عامين على تأسيسه

“بيت العود” في أبوظبي يحتفل بمرور عامين على تأسيسه
6 نوفمبر 2009 22:43
طاب لجمهور مسرح الظفرة في المجمع الثقافي أن يستمع إلى حفل فني على آلة العود أحياه مساء الخميس الماضي الفنان نصير شمة، المشرف على بيت العود في أبوظبي، وقد جاء هذا الحفل بمناسبة مرور سنتين على إنشاء هذه المؤسسة الموسيقية المهمة التي أعادت للعود مكانته الفنية التراثية العريقة، وتركت لمحبي هذه الآلة الموسيقية من الطلبة المتدربين في هذا البيت إمكانيات التطوير والإبداع الفني لهذه الآلة الشرقية. اشترك في هذا الحفل إلى جانب شمة، 16 عازفا، أحدهم عزف على القانون والباقون على العود، من بينهم أربع بنات، وقد قامت على تنظيم هذا الحفل هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، وهي الهيئة التي بادرت بتأسيس ورعاية بيت العود قبل سنتين. تحية الجمهور أدتها الفرقة بعزف مقطوعة موسيقية قصيرة، أطل بعدها ملك العود ليأخذ مكانه على المنصة الموسيقية ويبدأ بعزف مقطوعة “جدارية الحياة”. وبعد إنصات الجميع لجدارية الحياة والاستمتاع بإيحاءاتها المضيئة العذبة، أخذ شمة جمهوره إلى رحاب محمد القصبجي ليحيي ذكراه بمقطوعة “حوار مع الكبار”. في هذه المقطوعة كانت أنغام العود لقائد الأوركسترا شمة وحده المحاور المتألق، بينما كان أعضاء الفرقة كل منهم يداعب أوتار العود بلمسات هادئة وكأنهم يتناجون بهمسات خافتة إجلالا واحتراما للذكرى. وكانت المقطوعة الثالثة “زمان النهاوند” حيث انضمت الفرقة كلها لتصغي مع الجمهور ولمدة خمس دقائق لأداء الفنان بسام عبدالستار وهو يعزف بمفرده على القانون. وبعد تفرد القانون البسام بأحلامه، عاد نصير شمة بعوده ليقود الفرقة جميعها حتى ينطلقوا مع لحن النهوند الشجي، مسترجعين ما تبقى في الذاكرة الحية المبدعة من تراث الفن العباسي، وهم يؤدونها بانسجام رائع استجاب له الجمهور بتقدير كبير معبرا عن فرحه وإعجابه بروعة هذه الموسيقى الراقية وذكرياتها الغالية. ومن أطياف العصر العباسي، يعود الفنان نصير شمة بجمهوره مع مقطوعة “استهلال الرست” وهي مأخوذة من مقام الرصد حيث تهيئ الجو وتمهد للمغني، ويعد الاستهلال من ملامح الثقافة الموسيقية العربية. وقد كشف بيت العود عن بعض من إنجازاته خلال السنتين الماضيتين من عمله حيث كانت المفاجأة ممثلة بالطالب الطفل أحمد الشيخ “ابن 9 سنوات” الذي دخل وأخذ موقعه في مقدمة المسرح ليقوم بعزف مقطوعة موسيقية على القانون، أداها بمهارة ممتعة جعل الجمهور يقابله بمحبة وإعجاب، مما يبشر بمستقبل موسيقي مضيء لهذا الموسيقي الناشئ وأبناء جيله ولبيت العود بشكل عام. وقد وصل القبول بالتسجيل في “بيت العود” أعلى نسبة من الراغبين بهذا الفن، ومن أعمار مختلفة بدءا من ست سنوات وما فوق. ومن إبداع جيل المستقبل، ذهب بنا الفنان شمة إلى “أرض الإسراء”، وكانت هذه المقطوعة “هدية إلى القدس وإلى فلسطين التي تتعرض للتخريب من الإسرائيليين”، هذا ما قاله الفنان شمة قبل بداية العزف الذي شاركت فيه الفرقة المكونة من آلة القانون و15 من آلات العود،. ومن القدس كانت النقلة جميلة إلى أرض الإمارات مع الثنائي بسام عبد الستار على القانون، وعلي عبيد على العود، والذي احتفل به بيت العود أمس كأول فنان إماراتي يتخرج فيه. وتستمر السهرة مع مقطوعة “بنفسج أنامل” هذا العنوان الرائع لأجمل الأزهار وألطفها، ليعود الحضور مع الأطفال من طلاب بيت العود والثنائي على القانون “زينة عصام 12 سنة وأخوها محمد عصام 10 سنوات”، لتقدم بعدهما الفرقة معزوفة “تراث” حيث قدم العازفون كل بمفرده لونا من الحوار الموسيقي العذب مع أستاذهم. ثم كان مسك الختام مع الفنان الرائد منير بشير، إحياء لذكراه العطرة، ليبتهج الجمهور مع تغريد ألطف الطيور “العصفور الطائر”. وبعد انتهاء السهرة كان لـ “الاتحاد” لقاء مع الفنان نصير شمة، والذي قال: “العود هي الأداة الموسيقية التي كانت مع الشراح، مع العلماء والفلاسفة، ومع الملحنين والمغنين، والآن “صولفجة” العازفين، كل هؤلاء استعانوا بهذه الآلة ليقدموا إبداعاتهم. لذلك لا غنى عن هذه الآلة في الثقافة الموسيقية العربية، لا غنى عن العود كون هذه الآلة من 2350 سنة قبل الميلاد. هي الآلة الأولى التي عاشت في كل الحضارات، في بلاد بين النهرين، في وادي النيل، وبعد ذلك انتقل العود إلى إيران وتركيا وإلى أوربا، فالعود جوهر ثقافتنا الموسيقية العربية وجوهر الشرق بشكل عام”
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©