الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

كفاية رأس المال لا تكفي

16 يونيو 2010 22:38
لم يعد معدل كفاية رأس المال كافياً لحماية البنوك من الأزمات المالية، وقد كشفت الأزمة المالية العالمية، وما نتج عنها من إفلاس عشرات المصارف في العالم، أن هناك ضرورة لتطوير معايير بازل 2 لتحقيق التوازن بين توفير حد أدنى لكفاية رأس المال وبين قدرة البنوك على توفير الائتمان. وتهدف هذه المعايير إلى وضع أوزان ترجيحية للأنشطة المصرفية التي يمارسها البنك، وإلزام المصارف برأسمال كاف لمقابلة مخاطر هذه الأنشطة. وقد رأينا أن مصرف ليمان براذرز الذي أشهر إفلاسه قبل عامين، تمكن من رفع هذا المعدل 3 أضاعف قبل انهياره مباشرة. ورغم أن هذا المعيار ينظر لرأس المال على اعتبار أنه الدرع الواقي الذي تتسلح به إدارة البنك ضد كل ما يمكن أن تواجهه من مخاطر أو خسائر، فإنه لم يمنع أكبر مصارف عالمية من براثن الإفلاس. ويدور نقاش على نطاق واسع في الأوساط المصرفية العالمية حول استحداث مؤشرات أو مبادىء أخرى بجانب بازل 2، من شأنها دعم النظام المصرفي العالمي ومواجهة الخلل المالي وتقليل المخاطر إلى أقل حد ممكن. وتعد “اختبارات الجهد” واحدة من المؤشرات الجديدة التي تعمل البنوك العالمية على تطبيقها للتأكد سلامة وضعها المالي، وعدم الاعتماد على المؤشرات المتغيرة مثل مستويات الملاءة المالية التي قد تعطي استنتاجات غير صحيحة في بعض الأحيان. و يستخدم هذا المؤشر لقياس قوة وملاءة المصارف في مواجهة أسوأ السيناريوهات الاقتصادية المحتملة، تبعاً لرأسمالها وانكشافها على المخاطر وحجم المديونية، كما يستخدم كذلك من من قبل المصارف المركزية لدراسة مدى قوة القطاع المصرفي في أي دولة. ومن الضرورة أن تبنى البنوك المحلية مؤشر اختبارات الجهد بهدف تحديد مدى قدرتها على مقاومة التحديات الطارئة وتجنب التعرض لمزيد من المخاطر في المستقبل. وهذا المؤشر من شأنه بجانب معايير بازل 2، أن يحافظ على سلامة ومتانة الجهاز المصرفي ما يعزز في النهاية من الاستقرار المالي بشكل عام. إن سلامة الاقتصاد الوطني تعتمد على متانة النظام المالي بصفة عامة والجهاز المصرفي بصفة خاصة وبالتالي فإن الأمر يتطلب زيادة فعالية السياسة النقدية وتشديد الرقابة فيما يتعلق بإدارة السيولة والعائد، ومخاطر الائتمان، وكفاية رأس المال. ومن الضروري أيضاً الحفاظ على مرونة وسلامة الأنظمة والتعليمات بحيث تأخذ في الاعتبار التطورات والمستجدات على نشاطات البنوك لضمان كفاءة وفعالية هذه الأنظمة. atef.abdullah@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©