دمشق تطالب بيروت بالتحرك في قضية الخلية الإرهابية

دعت السلطات السورية أمس لبنان إلى التحرك بسرعة بعد الاتهامات التي وجهت إلى النائب في “تيار المستقبل” جمال الجراح بتمويل وتسليح خلية إرهابية في حركة الاحتجاج التي تشهدها سوريا. في وقت كشفت فيه مصادر أمنية أن شرطة الحدود اللبنانية اعتقلت شخصين كانا يحاولان قيادة سيارتين محملتين بالأسلحة إلى الأراضي السورية. وقال السفير السوري في بيروت علي عبد الكريم “إن اعترافات الخلية الإرهابية التي عرضها التلفزيون السوري يستوجب من السلطات اللبنانية التحرك ووضع يدها على هذا الملف حفاظاً على العلاقة المميزة بين البلدين”. وأضاف “لا حاجة لتواصل جديد من قبل السلطات السورية مع القضاء اللبناني لأن ما جرى عرضه كاف لتحرك الجهات اللبنانية المسؤولة بشكل تلقائي”. وكان التلفزيون السوري بث اعترافات لأشخاص، قال إنهم ينتمون إلى إحدى الخلايا الإرهابية المسلحة التي مارست التحريض على التظاهر، ادعوا فيها أنهم تلقوا دعماً من النائب الجراح “تيار المستقبل الذي يقوده رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري”. ورأى السفير السوري “ان الاعترافات التي عرضها التلفزيون هي المقدمة وليست كل شيء، وهناك شيء حصل والتدخلات بالشأن السوري كانت واضحة في لبنان وعرضتها وسائل الإعلام ومحطات التلفزة المحلية”. وقال “ان ما عرض من اعترافات هو بمثابة تواصل مع السلطات اللبنانية وليس بحاجة لطلب سوري آخر واستنفار للشعور بالمسؤولية تجاه العلاقة بين البلدين والحرص على امن البلدين”. وشدد عبد الكريم على اهمية تفادي حلقات اخرى من العبث تنعكس سلباً على الأمن والاستقرار في البلدين، خصوصا ان العلاقات متداخلة ولا تسمح بالعبث بأمن الشعبين”. وأوضح “ان مسؤولية القضاء اللبناني تحتمها الاتفاقيات والمعاهدات الموقعة بين البلدين”، مشدداً على ضرورة ان تبادر السلطات اللبنانية المعنية الى متابعة هذا الملف. واضاف “ان ما حدث من تدخلات وتورط من قبل بعض الاطراف اللبنانية بالاحداث التي جرت في سوريا والاعترافات التي عرضت امر بالغ الخطورة ومناقض لاتفاق الطائف والعلاقات المميزة بين لبنان وسوريا”. من جهته، جدد الجراح نفيه القاطع ما بثه التلفزيون السوري بأنه مول خلية إرهابية بالأسلحة والعتاد الحربي والاموال للتخريب في سوريا خلال التظاهرات، وقال في حديث تلفزيوني امس “ان انتماؤه السياسي هو لتيار المستقبل ولا يتصرف على هواه في العلاقات مع اي جهة كانت”، لافتا الى ان “الادعاءات والتركيبات استخباراتية سخيفة”. الى ذلك، قالت مصادر أمنية ان شرطة الحدود اللبنانية اعتقلت شخصين كانا يحاولان قيادة سيارتين محملتين بالأسلحة إلى سوريا. واوضحت ان السيارتين كانتا تحملان بنادق كلاشنيكوف وأسلحة نصف آلية وبعض القنابل”. واعتقل الرجلان واحدهما لبناني والآخر سوري في وقت متأخر الليلة قبل الماضية في منطقة الحدود عند وادي البقاع الشرقي. وأكد مسؤول في أجهزة الأمن اللبنانية توقف مئات الشاحنات الآتية من لبنان على الحدود الشمالية مع سوريا بسبب تشديد إجراءات التفتيش الأمنية، وقال المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته «إن ما بين 400 الى 500 شاحنة يحمل القسم الاكبر منها لوحات تسجيل سورية وأردنية تنتظر منذ الصباح، وانه يستغرق تفتيش كل شاحنة حوالي الساعة مما يؤخر مرورها». واضاف «إن عمليات التفتيش هذه مستمرة منذ ثلاثة أيام على معبر العبودية المؤدي الى مدينة حمص. من جهة اخرى، طلب قاضي التحقيق العسكري في المحكمة العسكرية في بيروت فادي صوان امس في قرار اتهامي عقوبة الاشغال الشاقة من 3 الى 15 سنة للموقوف السوري شوقي احمد لاقدامه على التعامل مع “الموساد” الاسرائيلي واتصال بالعدو عبر الهاتف وشبكة الانترنت واحاله امام المحكمة العسكرية الدائمة في بيروت للمحاكمة.