بسكويت «دانات» منتج مميز تخبزه معاقات

خولة علي (خورفكان) - أطلقت مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية فرع خورفكان مشروعاً مهنياً خاصاً بالفتيات ذوات الإعاقة السمعية، يدربهن على صناعة البسكويت، إذ أرادت الشارقة للخدمات الإنسانية أن تستغل طاقتهن وتكشف عن قدراتهن المغلفة بالتحدي الذي يمكن أن يستشفه المرء من وحي المكان وصورهن وهن منكبات يشكلن بأيديهن نماذج مختلفة من البسكويت، وقد ارتسمت البسمة على محياهن. أداء متميز حول مشروع ورشة «دانات» للبسكويت، تقول مديرة فرع خورفكان بالإنابة منى كرم، إن المشروع قام على توفير البيئة المشجعة على الأداء المتميز والمحفز على الإبداع، وهو يسعى إلى مساعدة الأعضاء على التكيف والاندماج في بيئتهم ومجتمعهم المحلي، وتعريف المجتمع بأدوار المعاق وأنشطته، وبناء شراكة جديدة مع المجتمع والانتقال من مرحلة الانطواء إلى الاحتواء في مجتمع واحد لا يعترف إلا بأفضلية العمل والإنتاجية، مشيرة إلى أن تلك الأهداف تتفق مع منظومة التأهيل الذي تقدمه مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية تحت مظلة المدينة. وتشير إلى أن مشروع ورشة «دانات» جاء في سبيل إيجاد كوادر منتجة من الفتيات ومن ذوي الإعاقة السمعية اللاتي يتمتعن بقدرة على التعلم، وسرعة اكتساب المهارة من المشرفة عليهن، وإيجاد مجال عمل لهن من خلال إنشاء وحدة تشغيل لورشة البسكويت تشرف على الإنتاج الذاتي للطالبات، من مرحلة الإعداد ومن ثم آلية التنفيذ من خلال مشرفة تقدم التوجيه والنصح والإرشاد لهن، حيث تم الحصول على الرخصة التجارية بالتعاون مع دائرة التنمية الاقتصادية بغرفة تجارة وصناعة الشارقة فرع خور فكان. وتلفت كرم إلى أنه كانت هناك مبادرة من غرفة تجارة وصناعة الشارقة لإيجاد منافذ بيع لتسويق منتجات دانات، وهذه الخطة تسهم في منح المعاق دفعه إلى الأمام والاستمرار في الإنتاج، عندما يجد صدى إيجابياً وتشجيعاً من المحيطين به ما يعزز رضاه عن ذاته، ويقوي إيمانه بقدرته على العطاء والعمل. عملية مستمرة تشير كرم إلى أن التأهيل المهني هو العملية المستمرة المنظمة التي تشمل تقديم الخدمات المهنية كالإرشاد والتوجيه والتقييم والتدريب والتشغيل، وبالتالي تحقيق الكفاية الاقتصادية للمعاق عن طريق العمل أو تعلم حرفة أو صنعة معينة يستطيع أن ينخرط بها في العمل التنموي. مع مساعدته على التكيف والاستمرار فيه. وتضيف «تعتبر عملية التأهيل مسؤولية اجتماعية عامة تتطلب التخطيط والعمل والدعم الاجتماعي وفق المستويات كافة، كما لا بد من الانتقال بالمعاق من فكرة الاعتماد على الآخرين إلى الاعتماد على ذاته من خلال الاستقلال الذاتي والكفاية الشخصية، والاجتماعية والمعنية التي يمكن أن اعتبارها خطوة مهمة لبناء معاق له كيانه وشخصيته قادر على اتخاذ قرارته بمعزل عن الآخرين. وهذا يتطلب التشغيل المتخصص الذي يعني مساعدة المعاق في الحصول على العمل والتدريب عليه بما يلائم قدراته سعياً للوصول به إلى القدرة على الكسب والإنتاجية والكفاية الذاتية»، مشيرة إلى أن نجاح التشغيل يعتبر مقياسا لنجاح عملية التأهيل. وتوضح أنه يجب أن يكون هناك زيادة في وعي المجتمع باحتياجات المعاقين وإمكاناتهم وقدرتهم على العطاء فيما لو أتيحت لهم الفرصة في ذلك، وتتابع «نجد العديد من المعاقين اثبتوا جدارتهم وحصدوا نجاحات في مجالات مختلفة، فهذه الطاقة لا يكمن أن نغض الطرف عنها لأسباب واهية، تشل هذه الطاقة الإنتاجية من الأيدي العاملة، التي نحن بأمس الحاجة لها في ظل التنمية المتزايدة». وتؤكد كرم «مشروع دانات يعتبر أحد المشاريع التي نحاول من خلالها بناء مهنيين في صناعة منتجات البسكويت، قادرين على تلبية احتياجات السوق والتنافس فيه. وكانت هناك مشاركات في معارض بالمؤسسات التعليمية بخور فكان وكلباء وقد لمسنا مدى تجاوب المجتمع لشراء المنتج خاصة عند إعلامهم بأنه إنتاج ذاتي من طالبات الخدمات الإنسانية. ونأمل مستقبلاً أن نطرق بوابة المراكز التجارية من خلال علامة تجارية ذات جودة وتميز».