الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فرنسا.. أزمة المهاجرين ما زالت قائمة

14 يونيو 2017 00:42
في مخيم كاليه، بفرنسا- كان يسير بمفرده، متجهاً إلى مكان لم يعد قائماً. هذه الأيام، يمكن لـ«باز»- وهو شاب أفغاني يبلغ من العمر 25 عاماً، كان قد عاش في كاليه لمدة 20 شهراً كما يقول- استخدام أي مكان للنوم، على رغم أنه كان لديه مكان مأمون للنوم، منذ وقت ليس بالطويل، عبارة عن خيمة في «معسكر الغابة» الذي أقام فيه 10 آلاف مهاجر من دول الشرق الأوسط وغرب أفريقيا، في ظروف بالغة الصعوبة لعدة شهور، بل ربما لسنوات على أمل الوصول، في نهاية المطاف، إلى البر البريطاني الذي لا يبعد عن المدينة سوى 20 ميلاً عبر القنال الإنجليزي. ولكن في أواخر شهر أكتوبر الماضي، وبعد سلسلة مروعة من الهجمات الإرهابية، وتصاعد الخطاب المعادي للمهاجرين الذي تلا تلك الهجمات، هدمت الحكومة الفرنسية المعسكر، وقامت إما بنقل المهاجرين المقيمين فيه إلى «مراكز ترحيب» منتشرة في مختلف أرجاء فرنسا، أو إجلائهم فحسب عن تلك المدينة العشوائية، التي كانت تعج بالمهربين وتحفل بالعنف. الحال أن معسكر الغابة قد اختفى، ولكن «باز» شأنه في ذلك شأن مهاجرين آخرين ما زال هنا- يتخذ من الشارع مكاناً للنوم، فنهاية المعسكر، لم تضع نهاية لأزمة المهاجرين في فرنسا، حيث واصل المئات من المهاجرين الجدد، التسرب بأعداد قليلة إلى هذه المدينة الواقعة على السواحل الشمالية لفرنسا، والتي تسكنها أغلبية من الطبقة العاملة. يشار إلى أن أحد منشورات حملة ماكرون الانتخابية قد تضمن عبارات تنطوي على تعاطف مع المهاجرين حيث جاء فيه: «إن واجب أوروبا هو توفير ملجأ لهؤلاء الذين تعرضوا للاضطهاد، أو الذين يطلبون الحماية»، وجاء في ذلك المنشور أيضاً: «في هذا السياق يجب على فرنسا أن تتحمل نصيبها العادل في استقبال اللاجئين، ويجب أن تصدر تصاريح لكل هؤلاء الذين تعتبرهم مستحقين للجوء في المنطقة». ولكن ما حدث الأسبوع الماضي، هو أن جيرارد كولومب، وزير داخلية ماكرون، أصدر تفويضاً بنقل 3 سرايا شرطة إضافية لمنطقة كاليه، وأدلى بتصريح قال فيه: «إن أولويتنا هو ألا تظل دنكرك وكاليه أماكن جذب للمهاجرين واللاجئين، والحيلولة دون تكون غابات جديدة». أما في بريطانيا، حيث نجت رئيسة الوزراء «تريزا ماي» بالكاد من الهزيمة في انتخاباتها المبكرة التي عقدتها مؤخراً، ما زال الوضع بشأن «بريكست» على ما هو عليه، وبالتالي فإن احتمال النظر في أي قوانين هجرة جديدة صارمة ضد المهاجرين واللاجئين في أي وقت قريب، غير وارد. ومما يجدر ذكره أن 150 من الـ400 مهاجر جديد الذين وصلوا إلى كاليه مؤخراً هم من القصَّر غير المصحوبين بأسرهم. أحد هؤلاء المهاجرين القصر هو «كايا رابيرا» 16 عاماً من إثيوبيا الذي كان يجلس مع صديقه «فيري ناناكي»، 15 عاماً، وهو أيضاً من إثيوبيا والذي قال: «أهل كاليه لا يحبون اللاجئين، فهو دائماً ما يستدعون الشرطة، ولا يعطوننا طعاماً أبداً، وهم يروننا ننام هنا فيأتون إلينا ويقولون لا تناموا هنا، هيا اذهبوا». وكانت الحكومة البريطانية، قد تعهدت في الخريف السابق مباشرة لهدم مخيم الغابة، بالمشاركة في استقبال مجموعة من اللاجئين القصر في نطاق التزامها باتفاقية دابلين- 3 وهي عبارة عن اتفاقية أوروبية تسمح بإعادة توطين اللاجئين الصغار في الدول الأعضاء، التي يقيم بها أفراد من عائلاتهم. ولكن ما حدث مع ذلك خلال الشهور التي مضت منذ ذلك الحين، وحتى الآن، أن بريطانيا تراجعت عن التزاماتها، وهو ما يرجع في الأساس إلى أن النص النهائي للتعديل المشار إليه لم يفوض بقبول عدد محدد من القصَّر الذين يسمح بدخولهم. يشار إلى أن كاليه، تعتبر من المعاقل التاريخية لحزب «الجبهة الوطنية» اليميني المتطرف والشعبوي المعادي للمهاجرين، والذي خسر الانتخابات الرئاسية الأخيرة، ولكنه يتنافس مع ذلك، من أجل تمثيل المنطقة في الانتخابات التشريعية. *مراسل واشنطن بوست في باريس ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©