علاء المشهراوي، عبدالرحيم حسين، وام (غزة، رام الله) - ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي وعصابات مستوطنيه أمس اعتداءات جديدة في الضفة الغربية وقطاع غزة. واعتدى مستوطنون يهود على مزرعة في منطقة «وادي الأمير» التابعة لبلدة حلحول شمال الخليل.
وقال مالك المزرعة عبد الله محمود عقل لوكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) إن المعتدين جاؤوا من مستوطنة «كرمي تسور» المقامة على أراضي الأهالي وحطموا عددا من أشجار الزيتون المعمرة وهدموا الجدران الحجرية المحيطة بالأرض. وأضاف أن قوات الاحتلال لا تسمح له بدخول مزرعته إلا بتصريح منها لوقوعها خلف جدار الفصل العنصري الإسرائيلي في الضفة الغربية.
كما ذكرت «لجنة إعمار الخليل» أن مستوطني بؤرة «بيت يشاي» الاستيطانية المقامة على أراضي حي «تل الرميدة» في الخليل حاولوا الاستيلاء على قطعة أرض مساحتها 5 دونمات مزروعة بأشجار اللوز لزوجين هما عبد العزيز وفريال أبو هيكل، حيث قاموا بتمديد أنابيب شبكة ري إليها وزرعوها ببذور الخضراوات. وقالت إن فريال أبو هيكل أبلغتها أن الأرض تعرضت لاعتداءات عديدة على مدار عشرات السنوات الماضية أسفرت عن إحاطتها بسياج من الأسلاك الشائكة وتقطيع عشرات أشجار اللوز فيها.
إلى ذلك، أطلقت قوات الاحتلال الرصاص المعدني المغلف بالمطاط وقنابل الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية الحارقة على شبان قاوموا اجراءات التفتيش الاستفزازي في حاجزيها العسكريين على مدخلي مخيمي العروب وعايدة للاجئين الفلسطينيين شمال الخليل وغرب بيت لحم ما أسفر عن إصابة خمسة منهم بجروح وعشرات آخرين بحالات اختناق وإغماء. واعتقلت الفتى فادي الجواريش (18 عاماً) من داخل سيارة إسعاف كانت تنقله من مخيم عايدة إلى مستشفى في بيت جالا بعد إصابته بجروح متوسطة الخطورة. واعتقلت أيضاً الشاب موسى أمجد الطيطي بعد اقتحام منزله في مخيم العروب الى جهة غير معلومة.
واعتقلت قوات إسرائيلية الأسير المحرر ثائر حلاحلة الذي تم الإفراج عنه منذ 10 أشهر بعدما خاض إضراباً عن الطعام لمدة 78 يوما في سجون الاحتلال احتجاجا على اعتقاله الإداري لمدة عامين. وذكر «نادي الأسير» الفلسطيني بأن عددا كبيرا من الجنود اقتحموا منزله في عمارة سكنية في رام الله، وقاموا بتكسير أبوابه والعبث بمحتوياته، واعتدوا عليه بالضرب أمام أهله، ما أسفر عن إصابته بجروح ورضوض في وجهه وقدمه، وصادروا كمبيوتره وهاتفه المحمول. وأضاف أنه تم نقل زوجة ثائر إلى المستشفى بعد تعرضها لانهيار عصبي جراء وحشية الاعتداء عليه، فيما قررت محكمة عسكرية إسرائيلية استمرار احتجازه إدارياً لمدة 12 يوماً.
كما اقتحمت قوة عسكرية إسرائيلية منازل في بلدتي عزون وجيوس شرق قلقيلية واعتقلت 14 شاباً هم: أحمد سامي سليم، وحسن وليد قدومي، وصالح محمود قدومي، وعبد الرحيم ماجد خالد، ووليد يوسف سليم، وراسم سمير الشيخ، ووجدي حسن حمد، وصالح عبد اللطيف شماسنة، وأحمد عبداللطيف شماسنة، وفادي رياض دبس، وفادي محمد قاسم بيضة، وعزمي عماد الديك، وعماد ياسر خريس، ومحمد عبد العزيز حسن خرفان.
وذكر الناشط المقدسي مجدي العباسي أن قوات الاحتلال اعتقلت الشبان ثائر العباسي ومجد عويس ومحمد عويس بعد اقتحام منازل ذويهم في بلدة سلوان جنوبي القدس الشرقية فجراً.
وأفادت مصادر أمنية فلسطينية بأن قوات الاحتلال اعتقلت الشاب عمر عز الدين الجعبري بعد تفتيش منزله في الخليل والعبث بمحتوياته وتخريب أثاثه. وأضافت أنها اقتحمت نابلس، حيث اعتقلت الشابين بهيج دروزة وحكم مروان حسني الريشة. واعتقل جنود الاحتلال الشاب عماد حسن أبو زيتون من أهالي قرية زبوبا غرب جنين أثناء توجهه لزيارة شقيقيه الأسيرين في سجن «مجِدُّو» الإسرائيلي، مراد المحكوم عليه بالسجن 20 عاماً، وحسين المعتقل منذ عام واحد.
من جانب آخر، ذكر شهود عيان فلسطينيون أن قوات إسرائيلية مصحوبة بدبابات وجرافات عسكرية توغلت مسافة 200 شرق خان يونس في جنوب قطاع غزة وواصلت تجريف الأراضي الزراعية هناك لليوم الثاني على التوالي.
وقالت اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة إن سلطات الاحتلال احتجزت نحو ألف شاحنة محملة ببضائع للقطاعين الزراعي والتجاري، ومساعدات لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (أونروا)، ومواد بناء لمشاريع إعادة إعمار القطاع الدولية، وكميات من غاز الطهي في الجانب الإسرائيلي من معبر كرم أبو سالم الحدودي المغلق لليوم الثالث على التوالي، مانعة دخولها إلى القطاع. وقالت، في بيان أصدرته في غزة، إن احتجازها يكبد التجار ورجال الأعمال خسائر فادحة.
وتقدر جهات اقتصادية في قطاع غزة حجم خسائر التجار ورجال الأعمال الناتجة عن إغلاق المعبر 43 يوما منذ بداية العام بنحو 70 مليون دولار أميركي، علما بأن 60% من السلع التجارية تدخل إلى القطاع من خلاله.
من جانب آخر، دعت جامعة الدول العربية المجتمع الدولي إلى إلزام إسرائيل بوقف جرائمها ضد الشعب الفلسطيني وإنهاء الاحتلال وتنفيذ قراراته بشأن القضية الفلسطينية كافة. وأكدت، في بيان أصدرته في القاهرة بمناسبة الذكرى السنوية الخامسة والستين لمذبحة دير ياسين أن عدم محاسبة إسرائيل يمنحها ضوءاً أخضر لمواصلة الاحتلال وارتكاب المزيد من الجرائم، من عدوان واجتياح وعمليات اغتيال وخطف واعتقال وتعذيب وسلب ومصادرة الأراضي لإقامة المستوطنات وبناء جدار الفصل العنصري وتطبيق سياسة العقاب الجماعي على الشعب الفلسطيني، وتدمير أي فرصة لتحقيق السلام العادل والشامل على أساس «حل الدولتين» وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
عدد اليوم
