الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

سفراء السياحة

15 يونيو 2010 22:01
كرّمت هيئة أبوظبي للسياحة الأسبوع الماضي الدفعة الأولى من سفراء السياحة للعام 2010، وذلك في إطار برنامج سفير أبوظبي الذي تنظمه الهيئة في استمرار وتطوير لهذا البرنامج الناجح بكل المقاييس. فكرة هذا البرنامج بكل بساطة هو اختيار مجموعات من المواطنين العاملين في هيئات ودوائر ومؤسسات مختلفة، يتعامل أفرادها مع السياح أو الزوار لإمارة أبوظبي، وكون المواطن الإماراتي هو أفضل من يقدم الرسالة السياحية الإماراتية للعالم، يتم تدريب وتعريف المتدربين خلال البرنامج بمقومات وعناصر ورسائل السياحة في أبوظبي بشكل خاص، إضافة إلى المعلومات العامة والتراثية الإماراتية بشكل عام. وفي الحقيقة، هذا البرنامج هو أحد أفضل المشروعات التي تقوم بها هيئة أبوظبي للسياحة، خاصة أنه يقترب من الكوادر البشرية التي أعتقد أن الاستثمار فيها هو أفضل أنواع الاستثمارات السياحية. لقد شهدت الإمارات بشكل عام وأبوظبي بشكل خاص استثمارات بالمليارات في المجال السياحي، وتفوقنا في هذا المجال بشكل كبير، ولكن الاستثمارات في الكوادر البشرية ونشر الثقافة السياحية، وتقريب الأجيال الجديدة من صناعة السياحة، لم يستحوذ على نفس الأهمية التي أعطيناها للكوادر البشرية، ولم تتناسب وتيرة هذا مع ذلك، فظهرت بوضوح فجوة كبيرة، بين المنشآت السياحية وبين من يديرها أو يعمل فيها من العناصر المواطنة. وإذا كانت كلمة العناصر المواطنة تكتسب أهمية واهتماما كبيرين بشكل عام في أسواق العمل، فهي تشكل أعلى درجات الأهمية في القطاع السياحي، فليس من المنطقي أن نعمل على الترويج والتسويق لمنتجنا السياحي في العالم، وننفق في ذلك الملايين، ثم يأتي السائح ليجد مرشده ومستقبله من جنسيات أخرى غالبا غير عربية. لذلك يظل الاستثمار في المواطن الإماراتي وتعريفه وتقريبه وتدريبه على كل مايخص الأمور السياحية بقطاعاتها المختلفة هو خير استثمار، وأعجبتني بشدة الجملة التي قالها معالي الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان رئيس هيئة أبوظبي للسياحة عندما قال: نثق بأننا سنحصد ثمار ذلك من خلال الارتقاء بالخدمات المقدمة لضيوف أبوظبي، وبناء جسور من الحوار الحضاري معهم، وهو ما يدعم مكانة وجهتنا السياحية على الخريطة العالمية. فهذا هو أساس صناعة السياحة، أن نبني جسور الحوار الحضاري مع العالم، أن يعرف العالم أفكارنا وتقاليدنا وعاداتنا، أن ننشر صورة عامة عن الإمارات والمواطن الإماراتي، وتلك الصورة الإيجابية تعود بالنفع ليس على صناعة السياحة فقط كما يتصور البعض، وإنما على كل القطاعات الأخرى. إبراهيم الذهلي | رئيس تحرير مجلة أسفار السياحية
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©