دعا رئيس الوزراء الصيني ون جيا باو إلى تحسين معاملة العدد الهائل من العمال المهاجرين داخل البلاد في الوقت الذي علق فيه عمال في مصنع لشركة “هوندا” أحدث إضراب في الصين، والذي سلط الضوء على تنامي التحدي من جانب العمال.
والإضراب الذي يشهده المصنع الذي ينتج الأقفال لسيارات “هوندا” هو الأحدث ضمن موجة من النزاعات العمالية التي اجتاحت المصانع في دلتا نهر اللؤلؤ جنوب الصين، وهي منطقة صناعية شاسعة يخرج منها حوالي ثلث صادرات البلاد بأيدي عمال يطالبون بحصة أكبر في الثروة الاقتصادية الصينية المتنامية. وفي حالة انتشار هذه التحركات، فقد تضع الاضطرابات الناجمة عنها الحزب الشيوعي الحاكم في الصين أمام خيارات صعبة بعد أن تعهد برفع رواتب مئات الملايين من المزارعين والعمال المهاجرين مع رغبته أيضا في الحفاظ على نمو الصناعة بدعم التصدير والتصدي لأي تهديدات قد تزعزع سيطرة الحزب.
وقال رئيس الوزراء الصيني إنه يدرك أن الجيل الجديد الذي يهاجر من قرى فقيرة للعمل في المصانع ومواقع البناء لن يرضى بالأوضاع الصعبة التي تحملها أسلافه. وقالت صحيفة “الشعب” الرسمية أمس إن ون قال أمام مجموعة من العمال المهاجرين في بكين “العمال المهاجرون من الريف هم الجيش الرئيسي للقوة العاملة الصناعية المعاصرة في الصين. ثروتنا ومبانينا الشاهقة كلها ثمار عملكم الشاق وعرقكم”. وتابع قائلا “عملكم شيء مجيد ويجب أن يحظى باحترام المجتمع”. وأضاف “الحكومة وكل شرائح المجتمع ينبغي لها أن تعامل العمال المهاجرين الشبان كما تعامل أبناءها”. لكن بعض العمال في مصنع “هوندا” الذي يشهد إضراباً وفي مكتب عمل قريب تغطيه طلبات توظيف بأجور أعلى قليلاً من الحدود الدنيا رفضوا ما اعتبروها لهجة خطابية من جانب ون ودعوا إلى تدخل أكبر من الجانب السياسي الرسمي لمواصلة الزيادات التي تمت مؤخرا للأجور المتدنية في المناطق الساحلية بالصين.
وفي مصنع أقفال سيارات “هوندا” الذي يشهد أحد أحدث الإضرابات التي لم تجر تسويتها، عاد مئات العمال إلى العمل في صباح ماطر في مدينة تشونجشان جنوب الصين لينهوا بذلك مؤقتاً وقف العمل الذي بدأ قبل نحو أسبوع عندما أضرب مئات من عمال المصنع البالغ عددهم 1500 عامل. وقال بعض العمال إنهم وافقوا على العودة إلى العمل حتى يوم الجمعة عندما وعدت الإدارة بتقديم عرض جديد لزيادة رواتبهم بناء على مطالبهم بعد أن اعتبروا أن العرض السابق بزيادة رواتبهم بواقع 200 يوان متدن جداً.
عدد اليوم
