الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

العلاقات المصرية السودانية

10 ابريل 2013 23:13
عبدالله عبيد حسن كاتب سوداني مقيم في كندا أخيراً تشرفت الخرطوم بزيارة الدكتور محمد مرسي رئيس مصر الشقيقة. وكانت الزيارة الرسمية في حساب الوقت أقصر زيارة لرئيس مصري منذ استقلال السودان. ومع أن الاستقبال الرسمي للزائر الكبير كان على مستوى الود والمحبة التاريخي الذي يربط بين السودان ومصر، إلا أن الاستقبال الشعبي للرئيس المصري لم يعبر على ما يبدو عن حرارة المشاعر السودانية الشعبية المعهودة. فقد عاصرت عشرات الزيارات الرسمية المصرية للخرطوم منذ عهد الجنرال محمد نجيب وجمال عبدالناصر والسادات ومبارك، ورأيت كيف أن جموع الجماهير السودانية تستقبل «الأشقاء». ولعل هذه هي أولى الملاحظات حول زيارة مرسي، ولا شك أن سيادته ومرافقيه قد أدركوا بالذكاء المصري المعهود أسباب هذا الفتور وعدم اهتمام الشعب السوداني بهذه الزيارة! قبل الزيارة الميمونة كان الناس يعرفون أن الخرطوم كانت غير سعيدة لتأخر زيارة الرئيس المصري للسودان الذي كان رئيسه أول رئيس عربي شد الرحال إلى مصر للتهنئة. وعلى الرغم من أن وزير الخارجية السودانية قد صرح لإحدى الصحف بعد وصول الرئيس المصري، بأن الحكومة تقدر وتتفهم ظروف مصر في هذه الأيام وتعذر الرئيس المصري، الذي سافر إلى عشر دول قبل زيارته للسودان، لم يتوقعوا أن تأتي الزيارة المباركة والاجتماعات الرسمية المعلنة والمغلقة بجديد، إلا أن الفضول البشري كان يجعلهم في حالة نفسية (وشوق) ليروا كيف ستجري الأمور بين الرئيسين أو الحكومتين الإخوانيتين. فلأول مرة يصل إلى سدة الحكم في البلدين الشقيقين حكام تربطهم علاقات أيديولوجية ومشروع استراتيجي تحت راية «تنظيم الإخوان»، والذي كان القسم السوداني منه يدين إلى المرشد العام للإخوان، إلى أن جاء حسن الترابي وقطع الحبل المتين الذي كان يربط «إخوان السودان» بالتنظيم الذي مقره وقيادته العالمية في القاهرة، وفي شخص مرشد أعلى مصري. وتحدث البيان المشترك حديثاً عاماً عن التعاون بين الحكومتين الشقيقتين في مشروعات التنمية الطموحة والاستثمار وفي مسائل المياه، ولكن الجديد هنا أن البيان استدرك الأمر، وأضاف إلى فقرة التعاون حول مياه النيل استعدادهم لمد يد التعاون لدول حوض النيل الأخرى، والمقصود هنا هي إثيوبيا، وأضيفت إليها الآن دولة جنوب السودان. المفاجأة (وهي مستغربة من نظام الإنقاذ) أن البيان أخبر السودانيين بأن البشير قد منح مصر مساحة في حدود ولاية الخرطوم مقدارها مليوني متر وليس في الأمر ما يثير غضب السودانيين، فالسودان فعلا محتاج ويأمل في الاستثمار العربي والدولي خاصة في ثروات السودان المخزونة، وأراضيه الشاسعة (حتى بعد انفصال الجنوب). لكن المثير في الأمر، هو الطريقة التي أُعلن بها الخبر الذي يقول إن البشير قد قدم للرئيس المصري هذه المساحة الكبيرة لتقيم فيها مصر (يعني الرأسمالية الإخوانية في الواقع) مدينة صناعية. وما لم ينشر ويذاع في حينه أن زيارة الرئيس المصري المتأخرة سبقتها زيارة غير معلن عنها، فقد جاء الكتاتني رئيس حزب «الحرية والعدالة» الواجهة الحزبية لـ«الإخوان» المسلمين في مصر، في زيارة خاطفة للخرطوم، وتحدث بصراحة مع «إخوان» السودان حول الملفات الشائكة في العلاقات المصرية- السودانية، سواء ما يتعلق بالحريات الأربع والحدود والمعابر وحلايب ... وأن مصر تطلب تأجيل أي حديث عنها الآن وذلك حتى تستقر الأحوال في مصر، ومن دون ذلك، فإن رئيس الجمهورية لن يستطيع زيارة السودان، وتقول المعلومات المسربة أن رئيس حزب «الإخوان» قد تلقى تأكيداً من الحكومة بالموافقة. وعندما قال مرسي في خطبة الجمعة بمسجد النور ضمن خطبة طويلة: إنه قد تكون هنالك اختلافات في الرأي والرؤية بين البلدين الشقيقين، فإن الواجب أن نقدر بعضنا البعض، وأن نتحاور، وأن نصل إلى الحلول التي ترضي الطرفين... فقد قال المصلون آمين.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©