السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

إيقاع الحياة

15 يونيو 2010 21:41
وجدتني أعيش حالة وهم جديد، إيقاع الحياة سريع، الأيام تمضي بشكل سريع رتيب، لا تلتفت إلى من تغافل لحظة، أو انشغل بالتفاصيل لدقيقة، الأشياء والأحداث تتوالى كأنها عواصف أزلية، بما أننا في زمن الأعاصير. شعرت بأنني أعيش في غير الزمان، تبعثرٌ وتمزقٌ، وتشتتٌ في المتاهات والدروب، وقد تماهت وتلاشت كل المسافات والحدود.. شعرت بأنني أحتاج إلى إعادة تقييم الأمور، وتحديد الأولويات في زمن صار فيه كل شيء يقاس بالمال والنقود، حتى العلاقات الإنسانية صارت محسوبة بشروط ومصالح. ربما أكون حالما، وربما مجنوناً، فكم مرة رفضت فكرة قوانين المصالح الحديثة، وكم مرة تمسكت بمبادئ وهمية، لا تسمن ولا تغني من جوع، وليس لها لزوم، لأن حياة أمثالي لابد أن تبقى مبعثرة، لاستحالة إعادة الترتيب، بسبب تراكمات السنين وترسبات الزمان الذي أتوه في متاهاته، إلى أن أصل إلى اكتشاف الذات وإلى محطات جديدة في مسيرة الحياة، لكن الدروب طويلة والأسفار كثيرة. وجدتني في وقفة مع الذات، في محاولة لفهم علاقة الإنسان بنفسه ومحيطه، وفهم علاقتي بنفسي من أجل مزيد من الفهم المتبادل، ومعرفة آخر المستجدات، فقد زادت تعقيدات الحياة، وتغيرت النفوس ومعها تغيرت الاحتياجات. وجدتني استيقظ مبكرا كل صباح أرتدي ملابسي على عجل، أذهب إلى عملي على عجل، أصل لاهثا، أبدأ اجتماعات سخيفة مملة لا تنتهي، أعود في نهاية اليوم منهكا. يتكرر هذا الروتين بشكل يومي حتى في نهايات الأسبوع، تجد نفسك كأنك تعيش في حلقة مفرغة، تعمل، تصحو، تأكل، تنام، يخيل إلي أنني صرت حبيس هذه الدورة التي لا تتوقف، إيقاع الحياة السريع يتحكم في حياتي ويسرق مني فرص الاستمتاع بالحياة، بل حتى فرصة التأمل مع الذات. ووجدت أن المفاهيم تتغير وأنه حتى الضغوط صارت إحدى أهم محركات الحياة، لأن من خلالها تتكشف الإمكانيات والقدرات، فنندفع إلى العمل والتحدي والمواجهة، وجدت أنها ليست دائمة سلبية، وأنها ليست دائما سبباً من أسباب اعتلال الصحة النفسية، بل إنها يمكن أن تكون إيجابية، فهي تجعلنا نكمل دروبنا في الحياة، وهي التي تدفعنا إلى تحقيق حالة من التوافق النفسي والاجتماعي، إنها نوع من الوقود، لكنه وقود ضار بالصحة البدنية. لقد حان وقت التغيير إذن، وكل شيء قابل للتغيير فهو سنة كونية ولا سبيل إلا بالتأهب والاستعداد، ومع هذا الإيقاع السريع، لابد أن أعيد اكتشاف الذات، لكنك أنت تبقين كما أنت شمعة تضيء دروبي، ونورا يهديني، فاتركيني أفتش عنك بين جنبات قلبي وأفتش عنك هنا وهناك فهذا الزمان زمانك. rahaluae@gmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©