الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مصريات يلتحقن بأول أكاديمية للطهي بهدف التغيير والتخسيس

مصريات يلتحقن بأول أكاديمية للطهي بهدف التغيير والتخسيس
15 يونيو 2010 21:33
سافرت دينا سرحان بصحبة زوجها إلى أستراليا للحصول على الماجستير في الهندسة من جامعة “سيدني”، بعد تخرجهما معاً في الجامعة الأميركية بالقاهرة وهناك غيرت مسارها بعد أن اكتشفت في نفسها موهبة لم تكن تعرفها وبعد سنوات عاد الزوجان وحصل الزوج على الدكتوراه في الهندسة بينما حصلت دينا على شهادة من أشهر معاهد الطهو في العالم “كوردن بلو” لتبدأ تجربتها الرائدة في مصر من خلال أول مدرسة علمية (أكاديمية) لتعليم فنون الطهو وإعداد المئات من الوجبات من كل أنحاء العالم. لم تكن دينا سرحان تتخيل أن الطهو علم وفن وثقافة وكانت تتصور أن المسألة مجرد وصفات لبعض الأصناف الشائعة في كل دولة ولكن تجربة السفر غيرت الكثير من المفاهيم الخاطئة لديها، ومنذ وصولها إلى أستراليا لاحظت أن برامج الطهو تقدم في معظم القنوات التليفزيونية ويركز مقدمو تلك البرامج على الجوانب الصحية التي يجب مراعاتها أثناء إعداد الطعام والقيمة الغذائية إلى جانب طريقة تجميل الأطباق المختلفة وكانت تسجل بعض الوصفات وتنفذها ثم بدأت بقراءة الكتب المتخصصة في الحلوى والمخبوزات واكتشفت وجود معاهد متخصصة لتعليم ثقافة الطهو، فقررت أن تلتحق بواحد من لأشهر المعاهد المعروفة عالميا “كوردن بلو” وحصلت على شهادتها بعد أن اجتازت فترة الدراسة الجادة والممتعة. المقبلات على الزواج تقول سرحان “بعد عودتي إلى مصر كان حلمي أن افتتح معهداً متخصصاً لأنقل خبرتي خاصة للمقبلات على الزواج أو المتزوجات حديثاً ولم أتوقع رد الفعل السريع الذي أسعدني فقد كانت المترددات على المدرسة أفضل دعاية لها وتزايد الإقبال ونجحت الفكرة، وأصبح لدينا طلاب من كل الأعمار سيدات كبيرات إلى جانب الفتيات والرجال والأطفال، ولأنني أحب عملي جعلت ابني وابنتي يشاركان في المشروع بحيث يقدمان بعض الدروس للأطفال خاصة في الإجازات والكل يستمتع بعمل الوصفات التي يحبونها مثل الشطائر للإفطار أو البيتزا وغيرها ويكون دوري مقصوراً على تأمين المطبخ والتعامل مع النار”. وعن نوعية الرجال الذين يلتحقون بالمدرسة، تقول سرحان “بعضهم جاء مع خطيبته كنوع من المشاركة وآخرون جاءوا ليتعلموا إعداد الوجبات لأنفسهم لأنهم كرهوا الوجبات السريعة ولا يحبون التردد على المطاعم. وهناك شريحة من الرجال جاءت للتعرف إلى أساليب الطهو الصحي لوجبات تساعدهم على خفض الوزن”. وتشير إلى أن “المدرسة تضم قسماً للمحترفين حيث يلجأ العديد من المطاعم في العالم العربي إلى استشارتنا كخبراء لاختيار فريق الطهاة وتدريب بعضهم على أشهر أصناف الطعام والحلوى والمشروبات”. وعن أنشطة المدرسة، تقول “لدينا برنامج بعنوان “بناء روح الفريق” يعتمد على تنظيم يوم ترفيهي بعيداً عن جو المكاتب والعمل الروتيني وننظم يوماً كاملاً يقضيه جميع العاملين مرتدين مريلة المطبخ ونضع لهم قائمة الطعام بحيث ينفذ كل فريق عدداً من الأطباق من البداية إلى النهاية وبعد ذلك يتناولون الطعام الذي أعدوه والفكرة شجعت عدداً من الرجال على التردد على المدرسة لتعلم بعض الأصناف الجديدة ومعظمهم يمثلون شركات عالمية في مجالات متعددة مثل البترول والاتصالات والكمبيوتر وغيرها”. مشروعات خاصة تؤكد سرحان أن كثيرين ممن تعلموا فنون الطهو وحصلوا على دورات متكاملة قرروا تغيير مجال عملهم وانتقلوا إلى هذا المجال وبعضهم له مشروعاته الخاصة ومنهم من يدير مشروعاً لإعداد الوجبات للمرأة العاملة أو للحفلات وأعياد الميلاد وبعضهم التحق بالعمل في مطاعم شهيرة، والالتحاق بالدراسة لا يتطلب خبرة سابقة بل إن معدومي الخبرة يحققون تقدماً أسرع. وتشرح أسلوب الدراسة، قائلة “نبدأ من تعلم شراء نوعيات الطعام والأدوات الضرورية لتجهيزه من ماكينات ومضارب وسكاكين وآنية متنوعة ثم طرق حفظ الطعام حتى لا يتعرض للتلف ونبدأ عملية الطهو وطريقة إعداد كل صنف بما في ذلك المقادير وطريقة خلطها ثم التقديم وهو مهم جداً لأن بعض الأصناف يجب أن تقدم ساخنة والأخرى باردة وتتضمن الدراسة التعامل مع بعض الظروف المفاجئة مثل الاستعانة ببدائل المكونات وبعد الانتهاء يجب أن يدرك الدارس أهمية تنظيف الأدوات وحفظها في مكانها بحيث يكون المطبخ مريحاً نفسياً”. وتضيف “بالنسبة للمحترفين نمنحهم شهادة تسهل لهم فرص الحصول على وظائف جيدة في مصر والخارج بعد أن أصبح لدينا اسم يحظى بثقة كبيرة”. وتقول الدارسة رقية عبد الحميد (50 سنة) “أعجبتني الفكرة عندما عرضتها عليّ إحدى صديقاتي وحين جئت لأول مرة كنت أهدف إلى تعلم بعض أنواع الحلوى ولكني وجدت الدرس شائقاً، وتعلمت أصنافاً جديدة وأصبحت أدعو أبنائي وأحفادي كل أسبوع لأقدم لهم أنواعاً صحية وشهية كما أصبحوا يفضلون الاحتفال بأعياد ميلاد أحفادي في منزلي ليستمتع الجميع بأصناف الحلوى والتورتة التي لا يجدون مثيلاً لها في المحال الكبرى”. تقول أماني أحمد (25 سنة) إنها لم تكن تتصور أن الطهو ممتع وكانت تكره المطبخ منذ صغرها وبعد الزواج وجدت نفسها في مأزق فقد سئمت تكرار الأصناف المحدودة التي تعرفها وعندما استعانت بطباخة لم تحتمل هي وزوجها الطعام الذي تعده لهما فقد كان يؤدي إلى عسر الهضم بسبب شدة دسامته أو احتوائه على كميات من البهارات غير محببة لهما، ولهذا قررت الالتحاق بمدرسة الطهي وتعلمت عشرات الأصناف وأصبحت تستمتع بإعداد الوجبات بطريقة سريعة وصحية وشهية. أما نشوى البرقوقي (27 سنة) فتؤكد أن المدرسة جعلتها تفقد الكثير من وزنها من دون اتباع رجيم قاسٍ بعد أن استفادت من الجزء العلمي الخاص بكمية السعرات التي تحتويها كل وجبة وأصبح من السهل عليها إعداد قائمة طعام أسبوعية متنوعة وجذابة وتحتوي على كميات قليلة من السعرات الحرارية. وأهم نصيحة حصلت عليها هي أن الجسم يحتاج لكل العناصر الغذائية ولكن بنسب محسوبة وتراعي ذلك في إعداد الوجبات الخاصة بأطفالها الذين يحتاجون إلى كميات من البروتين والسكريات تختلف عن احتياجات الكبار. وترى إيناس عبده (32 سنة) أن أفضل ما تعلمته في المدرسة هو الجزء الخاص بالتسمم الغذائي فقد حصلت على معلومات يندر أن تجدها في الكتب الشائعة توضح كيفية انتقال الميكروبات من طعام إلى آخر ومن الشخص الذي يعد الطعام نفسه وفي البداية كانت تشعر بالقلق بسبب وجودها في فصل يضم بعض الزميلات الأكثر خبرة ولكنها اطمأنت عندما وجدت الكل يسأل ويستفسر عن أي معلومة ولا يسمح لأحد بالتهكم أو السخرية من الدارس الجديد وفق شروط المدرسة. معلومات مفيدة تقول عبده “على الرغم من أنني أعشق الطهو وأجيد العديد من الأطباق التقليدية والحلوى فإنني أحرص على الانتظام في الدراسة لأنني صححت الكثير من المفاهيم الخاطئة واكتشفت أن الطهو فن وعلم وأصبح أبنائي يقبلون على أنواع مفيدة من الطعام كانوا يرفضونها قبل أن أقدمها بطرق جديدة، وفي بعض الأحيان يأتون للحصول على حصص خاصة يتعلمون فيها إعداد بعض الوجبات المحببة إليهم”. وتقول د. رانيا عبد المنعم “أفضل الفهم في كل شيء وهذا يساعدني في دراستي للطهو فقد لاحظت أن دينا توضح كل خطوة ومبرراتها وأعددت مذكرات خاصة بي توضح العلاقة بين بعض الأمراض والأكلات الملائمة لها وهناك قسم خاص بالبهارات وفوائدها مثل الكركم الذي يساعد على التئام الجروح والزعتر الذي يزيد المناعة الطبيعية والقرفة التي إلى جانب نكهتها المحببة فهي علاج لضغط الدم، والزنجبيل مطهر للحلق والأمعاء، وزيت الزيتون يساهم في خفض الكوليسترول. فقد ربطت الدراسة بين الفائدة الصحية والوجبات الشهية التي لا تسبب عسر الهضم. وهناك قسم للأطعمة المناسبة لفصلي الصيف والشتاء”. وتعتبر سلوى شعراوي (26 سنة) أن حرصها على الانتظام في الذهاب إلى المدرسة مرة أسبوعياً هو بسبب إحساسها أنها تنتمي إلى نادٍ نسائي تلتقي فيه مع سيدات من مختلف الاتجاهات والمجالات يتبادلن الخبرة ويلتقين في جو عائلي ممتع ومكان مريح ومجهز ويتنافسن في إعداد وتجميل الأطباق المتنوعة. وتقول “تذوقت أصنافاً عديدة من السمك الذي كنت لا اكله على الإطلاق وأصبحت خبيرة في كل الأطباق التي تعتمد على “السي فود” ابتداءً من الحساء وحتى الطواجن والمشويات وغيرها”.
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©