السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أشجار اللبان تضرب ثلاثاً لتفيض بخوراً فواحاً

أشجار اللبان تضرب ثلاثاً لتفيض بخوراً فواحاً
15 يونيو 2010 21:32
تتميز الأشجار في سلطنة عمان بأنها مصدر جذب للسياحة العلاجية يقصدها الزوار للعلاج والاستمتاع بالأجواء في أماكن وجودها بالإضافة إلى مواقعها السحرية مثل أشجار اللبان التي تعتلي جبال ظفار الخضراء. وتتميز أشجار البخور في عمان بوجود عود البخور وهي مادة عطرية اشتهر استخدامها في المنطقة العربية والخليجية وتنبت هذه الأشجار في المناطق المرتفعة وتتباين هذه الأشجار العطرية من حيث الجودة في إنتاج العود إضافة إلى النقصان المتزايد في هذه الأشجار وعدم تعويضها وتناقص الخبرة المتوارثة في العناية بها. وتستورد منطقة الخليج أجود أنواع العود وتنتشر هناك أشهر المحال المتخصصة بالعود. وعود البخور كلمة تطلق على مواد عطرية بعينها أو خلطات عطرية. وتوضع على الجمر لتحترق مطلقة موادها العطرية المكونة لها فينطلق دخانها العطري الجيد الرائحة. إلى ذلك، يقول سالم الحمر، الذي يعمل في صناعة عود اللبان “تحظى شجرة اللبان بحضور تاريخي هائل جعل منها جسراً للتواصل بين حضارات العالم القديم قبل أكثر من 7 آلاف سنة. ولأجلها تحركت القوافل التجارية، في مسارات شاقة من ظفار بجنوب عمان، إلى شواطئ جنوب العراق، وإلى الشام ومصر القديمة، وحتى غزة الفلسطينية الساحلية، التي حملت منها السفن ثمار الشجرة الظفارية إلى البلدان الأوروبية، وخاصة روما القديمة”. ويضيف “تنمو أشجار اللبان العُمانية المعروفة باسم “بوزيفليا ساكرا” بارتفاعات تصل إلى خمسة أمتار تقريباً، وهذا النوع من الأشجار وكذلك أشجار المر هما من فصيلة الأشجار البخورية التي يتميز أعضاؤها بوجود مجارٍ راتينجية في لحائها”. وفي أوائل شهر أبريل من كل عام، وما أن تميل درجة الحرارة إلى الارتفاع، حتى يقوم المشتغلون بجمع الثمار، (بتجريح) الشجرة في مواضع متعددة، فالضربة الأولى يسمونها (التوقيع)، ويقصد به كشط القشرة الخارجية لأعضائها وجذعها، ويتلو هذه الضربة نضوح سائل لزج حليبي اللون، سرعان ما يتجمد فيتركونه هكذا لمدة 14 يوماً تقريباً. ويشرح الحمر “يتبع “التوقيع” عملية التجريح الثانية حيث إن النوعية في هذه المرة لا تكون بالقدر نفسه من جودة المرة الأولى، فضلاً عن كون الكميات المنتجة منها غير تجارية”. ويبدأ الجمع الحقيقي بعد أسبوعين من التجريح الثاني، وفق الحمر، حيث ينقرون الشجرة للمرة الثالثة، في هذه الحال ينضح السائل اللبني ذو النوعية الجيدة، والذي يعد تجارياً. وضرب أشجار اللبان ليست عملية عشوائية، وإنما هي عملية تحتاج إلى مهارة فنية خاصة ويد خبيرة، وتختلف الضربات من شجرة إلى أخرى حسب حجمها، ويستمر موسم الحصاد لمدة ثلاثة أشهر، ويبلغ متوسط إنتاج الشجرة الواحدة عشرة كيلو جرامات تقريباً من الثمار. ويقول الحمر إن سكان محافظة ظفار يستخدم ثمار شجرة اللبان في ماء الشرب، حيث يعتقد أنها تساعد على الإدرار، كما أنها تجعل الماء بارداً ونقياً في أوقات الصيف، ويتم استخدام اللبان كمادة مهمة في صناعة البخور الذي يستخدم في الكثير من المناسبات الاجتماعية، المرتبطة بعادات الزواج والولادة، وقد ذكرها وأشاد بها ابن سينا حيث يقول إنها “تداوي جميع الأمراض”. ولا يزال اللبان العُماني، بحسب الحمر، الذي يعتبر أفضل أنواع اللبان في العالم، مطلوباً في العديد من بلدان العالم، حيث يتم إدخاله في صناعة الأدوية، والزيوت والمساحيق والعطور والشموع الخاصة، بالإضافة إلى استخدامه في العديد من دور العبادة حول العالم. ويقول راشد بن أحمد من ولاية قريات إن الأشجار العُمانية لها صيت شائع في التداوي وأيضاً في استخدامها في العلاج وبالإضافة إلى وجود العديد من الأشجار المختلفة على المنحدرات الأودية وهذه الأشجار عرفها أهل عُمان، وأطلقوا عليها مسميات مختلفة واستخدموها لعلاج بعض الأمراض والكسور، وأصبح لها سوق رائج في الأسواق العُمانية فشجرة الظفرة والشوع واللثب تستخدم لعلاج الكسور، وشجرة الشخر تستخدم في صناعة البارود (الطلقات)، وشجرة الحلف تستخدم كأقلام بحيث تقلم على هيئة قلم باركر ويغرس طرفه في المحبرة وكثير ما يستخدمه الخطاطون في الكتابة. من جهته، يقول عبد الله السيابي، يعمل في مؤسسة حكومية تُعنى بالأشجار والبستنة “عرف الأجداد سر وجود هذه الأشجار فمنها ما تستخدم في علاج العيون والبعض الآخر يعالج بها الأمراض الجلدية وأمراض المسالك البولية والحصبة، كما توجد شجرة الضج وتستخدم لعلاج أمراض البواسير”. ويضيف تستخدم النساء ثمار أشجار السدر بدلاً من الشامبو، وهناك شركات المستحضرات التجميل تستخدم شامبو السدر كدليل على أن شجرة السدر لها أهمية في علاج الشعر وتنظيفه”.
المصدر: مسقط
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©