السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

“صندقة” التلفزيون

3 نوفمبر 2009 23:14
صرت شبه متأكدة من أن تلفزيوناتنا المحلية لا تملك من المقومات الفعلية إلا كاميرا تصوير واحدة و”صندقة” لبث المواد الإعلامية فيها كرسيان خشبيان وجهاز استقبال و”تليفون بو فرة” . هذه الصندقة يعمل فيها شخصان يستلمان الأعمال التي ينتجها التلفزيون في الدول المجاورة ويرسلها بالبريد المسجل إلى الإمارات، لتعرض على أنها أعمال إماراتية. إن تلفزيوناتنا المحلية لا تملك مقومات أكثر، ولم تعرف بعد عالم التقنيات وبرامج معالجة الافلام ولا الإنترنت، ولا تملك أي مبان مجهزة، ويا حرام ليس في الإمارات مواقع معتبرة لتصوير البرامج التي يطمح مديرو التلفزيون بإنتاجها!. تأكد اعتقادي بضعف قدرات تلفزيوناتنا حين قرأت تصريحا نقلته لأحد مديري الإنتاج في تلفزيون محلي – أظنها ثالث الاثنين في الصندقة - بأنه خرج في رحلة سمر ليلية وفكر لم لا يكون لدينا برنامج سمر يقوم على نصب خيام في الصحراء ويستضيف المطربين!. فكرته الإبداعية تلك لاقت إعجاب المسؤولين عن الإنتاج ورصدوا ميزانية ضخمة لهذا العمل، لكنه اصطدم بعقبة مهمة، أن الإمارات دولة جليدية شتاء تتحول إلى غابات خضراء صيفا، وأن لا “ بقعة” صحراوية فيها، وأن لا مكان لتصوير تلك الفكرة الابداعية إلا في مدينة الإنتاج الإعلامي في القاهرة. لذا على إدارة التلفزيون المحلي أن تدفع تذاكر الدرجة الاولى وقيمة استئجار الخيام المزركشة، وآلات التصوير وبالطبع “اللوكيشن “ وبقية المصاريف له و”لحبايبه” في مدينة الإنتاج الاعلامي بالقاهرة. الغريب أن هذا التلفزيون المحلي، قرر أن يبث برنامج مسابقات محليا تراثيا يهتم بنشر الثقافة التراثية، واصطدم – مرة أخرى- أن الإمارات لا تملك أي مسرح في شاطئ الراحة، ولم تبن بعد مسرحا في كاسر الأمواج، وليس لدينا مسرح وطني في شارع المطار أساسا. لذا قرر التلفزيون المحلي أن يصور هذا البرنامج الذي يحمل اسم “محلاها بلادي” في لبنان، وأن يتحمل عبء دفع عدة دولارات لكل فرد من الجمهور كي يرتدي “تي شيرت” أبيض يحمل اسم البلاد التي لم يزرها قط، وأن يصفق للمذيعة ومتسابقيها الذين يتحدثون عن تنمية الحس الوطني الإماراتي من فوق مسارح لبنان.. وعجبي! فتحية البلوشي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©