مغامرة من جبل حفيت إلى جبال الأنديز!

المكان جبل حفيت، مجموعة مكونة من ثلاثة عشر شخصاً من منطقة الخليج العربي اختارتهم مؤسسة “جلف فور جود” للتدرب على السير صعوداً لتسلق جبل “حفيت” الذي يقع في الجنوب الشرقي من مدينة العين، ويبلغ ارتفاعه أكثر من إحدى عشر ألف متر، وهو أعلى جبل في دولة الإمارات، والهدف من تسلق جبل حفيت هو تزويد المشاركين بنصائح فنية وبدنية عبر تنظيم جلسات عمل بشكل منتظم بمركز “فيتنس فيرست”، وحينما يكون الطقس حاراً، يتم الاكتفاء بالصعود والهبوط من على درج فندق “هاربور” في مرسى دبي البالغ سبعة وخمسين طابقاً، حيث تعد جلسات التدريب هذه طريقة ناجعة للمشاركين لمعرفة مدى لياقتهم البدنية للمشاركة في التحدي. أمَّا هدف التحدي فهو القيام برحلة إلى “ماتشو بيتشو” في جبال الأنديز، لجمع تبرعات لمدرسة في البيرو حيث سلكت المجموعة الطريق القديم لامبرطورية “الإنكا”، ووصلت إلى “ماتشو بكتشو” واستطاعت بذلك تحقيق حلمها في الوصول لهذا المكان. كما تضمنت الرحلة تسلق الجبال الشاهقة المنحدرة على ارتفاعات عالية، حيث وصلت درجات الحرارة إلى ما تحت الصفر، وذلك للوصول لمدينة “إنكا” المفقودة. سلكت المجموعة الطريق البديلة “لإنكا تريل”، واستطاعت بذلك تجنب التجمعات السياحية الكبيرة والاستمتاع بهدوء وجمال الجبال، وفي هذا السياق قال أحد المشاركين في الرحلة، وهو “جيريش شيفاناند” الذي يعيش في مدينة دبي: “لقد كان من الرائع تجنب الطريق المزدحم الذي يسلكه السائحون، وكل من رأيناهم كانوا من السكان المحليين، وكانت الرحلة أكثر من رائعة”. تبرعات فاقت المئة ألف درهم إلا أن الرحلة لم تكن كلها متعة ومرح، ففي أثنائها قامت المجموعة بجمع تبرعات مالية تجاوزت المئة وسبعة آلاف درهم، وذلك للمساعدة في بناء مدرسة تحتاجها قرية “كويلا هيوتا” التي ترتفع ثلاثة كليومترات ونصف عن مستوى سطح البحر، وقد شعرت المجموعة أنَّ زيارتها للمدرسة كانت الهدف الأساسي من الرحلة، خاصة بعد أن قامت هناك بمقابلة الأطفال والآباء ومدير المدرسة والأخصائي الاجتماعي والشخصيات البارزة في المجتمع المحلي للقرية. لم تتوقف الرحلة عند حد جمع التبرعات لبناء مدرسة فحسب، فقد شمّر الفريق عن ساعده وقام بالمساعدة في طلاء المدرسة بألوان الأصفر الساطع والأزرق، وقد عبّر “برونيان آدامز” الذي يعيش في مدينة أبوظبي عن إعجابه بالعمل وقال: “إنَّه لعمل رائع بالفعل، فحينما رأيت الفقر المدقع في “كويلا هيوتا”، شعرت بالسعادة لمساهمتي البسيطة في رفع مستوى المعيشة لهؤلاء الأطفال الفقراء ولو إلى حد بسيط”