السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

ميسي العجيب؟

10 ابريل 2013 22:40
يوم فتح البرغوت ليونيل ميسي شارعا سريا في حدائق باريس وهو الذي كان مودعا في نفق مظلم وسجل هدفا من تلك التشكيلات العجيبة التي لا يقدر على تصميمها إلا هو، قليلون هم الذين رأوه ينسحب إلى الزاوية المعاكسة يطلب المشورة الطبية بعيداً عن عيون الجواسيس. انطوى ميسي على نفسه، وضع يده على العضلة الخلفية للفخذ، شعر بشبه تمزق، أخذ رأي الطبيب تم توارى عن الأنظار، لقد جرى تغييره للضرورات القصوى، وضعت إدارة وجماهير برشلونة أيديها على قلوبها، فلا أحد كان يعرف ما إذا كانت الإصابة بليغة، وما إذا كان البرغوث سيهجر الملاعب طويلا، والبلوغرانا لا تطيق بل لا تعرف للنهارات الجميلة ضوءا، ولا للنيازك لونا، وميسي مبعد عن الملاعب. ما جذبني شخصيا هو أن الصحافة الفرنسية كانت لها استباقية عجيبة، فقد تساءلت قبل ثلاثة أيام من المباراة التي وضعت برشلونة في مواجهة باريس سان جيرمان بحديقة الأمراء عن ذهاب ربع نهائي أبطال أوروبا عن السر وراء تفادي ليونيل ميسي للإصابات العضلية برغم أن بداياته مع برشلونة دلت على أنه أكثر من غيره تعرضا لهذه الإصابات العضلية، وكان السؤال الجريء دعوة بالفعل لسفر تاريخي باح بالكثير من الأسرار. يوم 7 مارس من سنة 2006 بملعب ستامفورد بريدج في اللقاء الأوروبي الخالد بين برشلونة وتشيلسي أذاق ميسي الباسكي ديل هورنو من العذاب صنوفا إلا أن مدافع تشيلسي سيصيب البرغوث بتمزق في العضلة الخلفية بعمق 5 سنتيمترات، وكان مورينيو مدرب تشيلسي وقتذاك مخطئا عندما تحدث عن استعراض سينمائي، فحقيقة الأمر أن الإصابة كانت بليغة وأبقت ميسي نزيل العيادة الطبية لشهرين ونصف، وقال وقتها الطبيب لويس تيل المكلف بإعادة الساحر لمسارح الفرجة بنبرة القلق: “جسد ميسي يتعرض لاختبارات صعبة جداً بسبب التغييرات الفجائية للإيقاع التي يلجأ إليها للإطاحة بملاحقيه، إن له تكوينا عضليا شبيها بعدائي السرعة، عضلاته ضخمة ومليئة بالألياف وتحتاج إلى تدفق كبير للأوكسجين وهي معرضة جراء ذلك للإصابة. كان السؤال المقلق الذي لاحق برشلونة ادراة فنية وإدارة طبية، كيف يمكن حماية ميسي من ميسي نفسه؟، كان بالفتى الذهبي إصرار غريب على أن لا يخلف الموعد مع التاريخ الذي سيجعل منه أسطورة هذا الزمان، لذلك كان يجبر جسده على أن يتجاوز الأعطاب ويعود للملاعب بأقصى سرعة ممكنة، ويعترف ريكارد بأنه عانى جراء ذلك الشيء الكثير قبل أن تتغير الصورة تماما مع قدوم جوارديولا. أوحى الفكر الثوري لجوارديولا بضرورة الانفصال عن إيطو، ديكو وبخاصة رونالدينهو الذي كان يراه مثالا سيئا لفتاه الذهبي، وقدم تيتو فيلانوفا النصيحة بسحب ميسي إلى الوسط وشد عضده بتشافي وإنييستا، وكانت الوصفة بالفعل سحرية، فقد تمكن ميسي سنة 2009 من لعب 60 مباراة من دون توقف، ليس هذا فقط بل إن البرغوث فجر كل ملكاته بأن أصبح هدافا أسطوريا وكونيا، وبأن أصبح عصيا على الأعطاب المجانية. drissi44@yahoo.fr
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©