قال نشطاء في مجال حقوق الإنسان وشهود عيان إن متمردين متشددين سيطروا أمس على مدينة كيسمايو جنوب الصومال بعد ثلاثة أيام من المعارك الطاحنة ضد ميليشيات محلية اخرى اسفرت عن سقوط 70 قتيلا على الأقل اضافة الى وقوع 100 جريح على الأقل·
وأوضحت المصادر أن 55 شخصا قتلوا خلال اليومين الماضيين في كيسمايو بينما قتل 15 آخرون في اشتباكات متفرقة امس· وأفاد سكان أن معظم المدينة يخضع حاليا لسيطرة المتمردين من جماعة ''حركة الشباب المجاهدين'' الذين قاموا بعمليات تفتيش من منزل إلى منزل بحثا عن مقاتلين موالين للحكومة·
وقال أحد سكان مرفأ كيسمايو ويدعى فرح عبدي ''ان كل الميليشيات طردت من المدينة التي اصبحت تحت سيطرة المتشددين''· وقال شاهد آخر يدعى آدن جيدي ''ان غالبية الميليشيات المحلية طردت الى خارج المدينة وما زلنا نسمع أصوات إطلاق النار في الشطر الغربي من المدينة، وفي الوقت الحاضر نرى أعدادا من المتشددين تدخل المدينة''· واوضح عبدي ان المتشددين يدعون الناس الى الهدوء·
وقال أحد السكان ويدعى عمر حسن ''سيطر متشددون مسلحون بأسلحة ثقيلة على كسمايو والوضع هادئ الآن··لا أرى رجال الميليشيا ويقول البعض إنهم لاذوا بالفرار··الإسلاميون يتحدثون الآن مع الناس وتوقف إطلاق النار''·
وقال الشيخ مختار روبو المتحدث باسم المتشددين لوكالة ''رويترز'' ''كيسمايو تحت سيطرتنا تغلبنا عليهم وأنهينا المعركة ولا زلنا نطارد المقاتلين الفارين، الوضع هادئ ونحث الناس على أن يلتزموا الهدوء''· إلا أن قياديا في الميليشيات المحلية يدعى محمود حسن قلل من اهمية دخول المتشددين الى المدينة، وقال ان رجاله نفذوا انسحابا تكتيكيا من اجل تجنب تعريض السكان المدنيين للخطر· واضاف ''ان المتمردين لم يسيطروا على المدينة بكاملها، وقواتنا ستستعيد السيطرة على كيسمايو قريبا جدا''·
وقال علي باشي رئيس منظمة حقوق الانسان المحلية في كيسمايو ''إن 100 شخص على الأقل أصيبوا في المعارك''· واضاف ''ندين هذه الابادة الجماعية ونحث الطرفين على وقف القتال دون شروط''· بينما قال عبدي أحمد سوجول مدير مستشفى كيسمايو العام إن هناك طبيبا واحدا فقط وعددا قليلا من الممرضات· واضاف ''الأدوية بدأت تنفذ وهناك المزيد من المصابين في الطريق إلى المستشفى''· وقال احد الصيادلة ويدعى محمد عمر ''قمنا بدفن 12 شخصا امس والعديد منهم كانوا مدنيين''·
وذكرت البوابة الالكترونية لمحطة ''جاروي'' الإذاعية الصومالية أن الاشتباكات اندلعت بعد انفجار لغم أرضي استهدف أفراد ميليشيا تابعة لعشيرة محلية كانوا تقلهم شاحنة· وقالت إن الجثث تناثرت في الشوارع وان المتاجر ظلت مغلقة في الوقت الذي اندلع فيه القتال في أنحاء المدينة·
وتواجه الحكومة الصومالية الانتقالية وحلفاؤها الاثيوبيون تمردا تستخدم فيه هجمات المورتر وتفجير قنابل تزرع على جوانب الطرق والاغتيالات وذلك منذ مطلع العام الماضي· وقتل في العنف أكثر من 8000 مدني كما اضطر نحو مليون شخص للنزوح· ووقعت الحكومة اتفاق سلام مع بعض شخصيات المعارضة الاثنين الماضي· لكن متمردي ''حركة الشباب'' ومتشددين آخرين في المعارضة رفضوا الاتفاق·
وكانت كيسمايو هادئة نسبيا في الشهور الأخيرة مقارنة مع العاصمة مقديشو التي شهدت أيضا معارك عنيفة· ووقع بعض تلك المعارك بالقرب من مقر اقامة الرئيس عبدالله يوسف الذي يزور يوسف اثيوبيا حاليا·
من جهة اخرى، قال المكتب البحري الدولي امس ان قراصنة استولوا على سفينة اخرى هي سفينة شحن المانية قبالة ساحل الصومال· ويرتفع بذلك عدد السفن التي تعرضت للخطف في الممر البحري الرئيس الذي يربط آسيا واوروبا الى مستوى قياسي بلغ اربع سفن في الساعات الـ48 الماضية مما يثير مخاوف من تفاقم اعمال القرصنة هناك·
وقال نويل تشونج رئيس مركز الإبلاغ عن اعمال القرصنة التابع للمكتب البحري الدولي في كوالالمبور ''لا يوجد رادع وبالتالي فإنه بالنسبة للقراصنة والمجرمين وأمراء الحرب من السهل الحصول على اموال''· واضاف ''لا أحد سوف يضبطك ولا توجد شرطة··يمكنك ان تجمع مبالغ كبيرة من المال''
عدد اليوم
