الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عصفور.. سفير الغرام في بنجلادش

9 ابريل 2012
خلال أربعين عاماً، ساهم قاضي أشرف حسين في إنجاح حوالي عشرة آلاف زيجة في بنجلادش، وفقاً لتقديراته.. وهو يرى أن مهنته كـ"وسيط زواج" أصبحت اليوم أكثر ضرورة في ظل تحديات الحياة المعاصرة. يشتهر حسين في بلده باسم "باخي بهاي" (الأخ عصفور). لكن انطلاقة مسيرته المهنية كانت متواضعة. في السبعينات، عندما اضطر سائق الرافعة السابق أن يتخلى عن مهنته لأسباب صحية، عمل بنصائح زملائه القدامى. ويتذكر "قالوا إني أعرف جيدا كيف أنجح في إقناع شخص معاند بالزواج". يضيف "وبدأت أعمالي تلك وأنا لا أملك سوى بعض الصور". في البداية، كان يزور العائلات في منازلها ويعرض عليها صورا لأزواج أو زوجات محتملين. ويشرح "كنت أنتقل بسرعة كبير بين عميل وآخر، فكانوا يشعرون بأنني أطير. لذا أطلقوا علي لقب (الأخ عصفور)". في أواخر السبعينات، اتخذ قراراً بالتقدم بعمله هذا، فراح ينشر إعلانات في الصحف. هو قرار "أحدث صدمة لدى كثيرين"، لكن الأمر أتى مربحاً. واليوم، يحل وسيط الزواج هذا ضيفاً دائماً على المحطات التلفزيونية وهو يشتهر بثرائه وبتأثيره الكبير. و"باخي بهاي" الذي يمتلك قاعدة بيانات معلوماتية مع آلاف من السير الذاتية وصور العزاب الذين يرغبون بالزواج، يعمل مع خمسة معاونين له. أما أجرته فتتراوح بين 1200 و4000 دولار للزواج المتمم، ما يعتبر مبلغاً كبيراً في هذه البلاد الفقيرة. أحمد مثلاً، يعمل في بورتسماوث في بريطانيا في قطاع الطيران. وهو كان قد أخذ إجازة طويلة غير مدفوعة كي يتزوج في وطنه. لكن الأمور لم تنجح حتى الآن. فيعلق باخي بهاي قائلا "لم يحصل أي تفاعل". ويشرح "الشاب حائز على شهادات عليا. ومن الطبيعي أن تبحث عائلته عن شابة جميلة. يريدونها جميلة ومعلمة ونحيفة على ألا يقل طولها عن 157 سنتيمترا". "باخي بهاي" مدافع شرس عن الزيجات المدبرة. ويشرح "الزواج المدبر صلب كالصخر، لأن المسألة هي بين العائلتين. والزوجان هما من العائلتين اللتين ستقومان بالمستحيل حتى لا يفترقا". ويؤكد قائلاً "شاهدت آلاف الزيجات التي بنيت على أساس الحب وهي تنهار. بعد ذلك يأتي المطلقون بحثا عن زواج مدبر". ويشير متنهداً "نواجه صعوبات اليوم مع الشابات. فهن يفضلن الانتظار إلى أواخر الثلاثين بدلا من الارتباط بمن لا يليق بهن". يضيف "ينسين كل الفضائل القديمة مثل النزاهة والتواضع والأخلاق الحسنة. جميعهن يرغبن بزوج ثري وذكي. كذلك عليه أن يمتلك سيارة أو شقة". ويتم انتقاد وكالات تدبير الزيجات في بنغلادش لأنها تميل إلى المبالغة في ما خص مهنة عملائهم أو ثروتهم. وهي عادة خاصة بالوكالات الجديدة التي تكاثرت في الآونة الأخيرة، بحسب "باخي بهاي". ويقر بأنه "من الصعب أن نعرف ما إذا كانت الشابة تكذب في ما خص سنها وما إذا كان الشاب يكذب في ما يتعلق بممتلكاته". يأسف باخي بهاي الذي أصبح مشهوراً وثرياً لأن الناس لا يرغبون في الإقرار بأن زواجاً ما أتى نتيجة عمل وسيط. ويقول "جمعت أشخاصاً كان ذووهم قد فقدوا الأمل في زواجهم. لكنني تقريباً لا أدعى أبداً إلى حفل زفاف".
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©