أحيا التشيك والسلوفاك أمس الذكرى الأربعين لقمع الدبابات السوفييتية لحركة الإصلاح الشيوعية (ربيع براغ) التي هددت قبضة موسكو على أوروبا الشرقية إبان الحرب الباردة·
فقد اجتاحت قوات حلف وارسو ما كان يعرف وقتها باسم ''تشيكوسلوفاكيا'' في الساعات الأولى من يوم 21 أغسطس عام ،1968 حيث سيطرت على البلاد واعتقلت الزعماء الإصلاحيين·
ودانت الدول الغربية الغزو لكنها لم تقم بعمل عسكري للتصدي له· وقبل حلول تلك الذكرى الجياشة بالعواطف، عقد قادة من التشيك ومعلقون أوروبيون مقارنة بين عام 1968 والغزو الروسي لجورجيا·
كذلك فعلت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس· وقال رئيس الوزراء التشيكي ميريك توبولانيك في مقالة صحفية مؤخراً: ''الدبابات الروسية في شوارع جورجيا أعادت ذكريات أولئك الذين عاشوا أيام الغزو السوفييتي''·
وفي حفل سنوى أقيم في النمسا المجاورة، شنت وزيرة الخارجية اورسولا بلاسنيك هجوماً حاداً على روسيا لمهاجمتها جورجيا·
وقالت في فيينا: ''إن واحدة من قوى المستقبل لا يمكن أن تعتمد على الدبابات بالدرجة الأولى في سياستها الخارجية·· إننا لا نريد أن نخاف من روسيا مجدداً أبداً''· وناشدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل المواطنين عدم نسيان ''القمع الوحشي'' خلال ربيع براغ·
وأحيا زعماء الحكومتين التشيكية والسلوفاكية أمس الذكرى عبر فعاليات أقيمت في العاصمتين براغ وبراتيسلافا· وقد اختمرت الفكرة الثورية مطلع عام ،1968 حيث اندفع جيل جديد من القادة الشيوعيين بقيادة زعيم الحزب الكسندر دوبتشيك باتجاه إصلاح اقتصاد كان في حالة تداعي والتخفيف من قبضة الحزب الخانقة على الحياة المدنية·
وقد وصفت تلك الإصلاحات بـ''اشتراكية'' ذات وجه إنساني· وقد تطلب الأمر عقدين من الزمان قبل أن تسقط الشيوعية وتعود الديمقراطية إلى تشيكوسلوفاكيا عبر الثورة المخملية عام ·1989 وغادر آخر جندي سوفييتي البلاد عام 1991 وعاش دوبتشيك بطل ربيع براغ حتى شاهد سقوط الشيوعية قبل أن يموت عام 1992 عن عمر يناهز 70 عاماً· وفي زيارة للعاصمة التشيكية عام ،2006 أعرب الرئيس الروسى -وقتها فلاديمير بوتين- عن ''المسؤولية الأخلاقية'' لروسيا عن قمع ربيع براغ·
عدد اليوم
