الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

شركات التقنية الآسيوية تتجه للاستثمار في أميركا للحصول على التكنولوجيا

شركات التقنية الآسيوية تتجه للاستثمار في أميركا للحصول على التكنولوجيا
10 ابريل 2015 20:50
ترجمة: حسونة الطيب تقود شركات التقنية الأكثر ثراء في آسيا، موجة من الاستثمارات في نظيراتها الناشئة الأميركية، أملاً في تأمين موطئ قدم لها في سيلكون فالي والحصول على أحدث المنتجات وجلبها لبلدانها. واستثمرت مؤخراً مجموعة علي بابا، أكبر شركة للتجارة الإلكترونية في الصين، نحو 200 مليون دولار في موقع سناب شات الأميركي، وساهم هذا الاستثمار في رفع قيمة الشركة العاملة في مجال رسائل الهواتف النقالة إلى 15 مليار دولار، كما قادت راكوتن اليابانية للتجارة الإلكترونية، جولة من الاستثمارات تقدر بنحو 530 مليون دولار في شركة ليفت، التي ارتفعت قيمتها إلى 2,5 مليار دولار. وتلت هذه الصفقات الضخمة، موجة من الاستثمارات، التي أصبحت ظاهرة عامة بالنسبة لشركات الإنترنت الكبيرة من الصين واليابان وكوريا الجنوبية. ومدفوعة بالمنافسة الحادة، أظهرت الشركات الآسيوية، رغبة في إنفاق أموال طائلة للوصول لأكثر التقنيات تطوراً، تشجعها في ذلك إمكانية جني أرباح مغرية. وأضاف هذا الانتعاش في الاستثمارات الآسيوية، لتدفقات رأس المال التي تنهال حالياً على شركات التقنية الأميركية الناشئة، ونجم عن منافسة الصفقات هذه، ارتفاع في قيمة الشركات الصغيرة، التي تفتقر لنماذج العمل وتتميز بتنامي المخاطر للمستثمرين. وقامت كل من سوفت بنك اليابانية وعلي بابا وتن سنت الصينيتين، بفتح مكاتب استثمارية في أميركا، بهدف الاستحواذ على حصص في تقنيات برامج الهواتف المحمولة والألعاب والإعلام الرقمي والتجارة الإلكترونية وعمليات الدفع. وعلى العكس من مؤسسات رؤوس الأموال الاستثمارية، تتنافس هذه الشركات بشدة على إبرام الصفقات، حيث لا تأبه كثيراً بالأرباح المادية، وتبحث هذه الشركات، عن أحدث التقنيات لجلبها لبلدانها التي تحتضن مجتمعة، أكبر قدر من مستخدمي الإنترنت في العالم. وشاركت الشركات الآسيوية وأذرعها الاستثمارية، في 86 من عمليات تمويل الأسهم التابعة للشركات الأميركية المدعومة برؤوس الأموال الاستثمارية خلال العام الماضي، بزيادة تجاوزت الضعف مقارنة بالثلاث سنوات السابقة. وفي الحقيقة، تبدو الشركات الآسيوية أكثر تأثيراً في عقد الصفقات، حيث أبرمت 29 في أميركا خلال العام الماضي، بالمقارنة مع ولا صفقة واحدة قبل خمس سنوات. وقررت علي بابا، التي تملك في حوزتها 21 مليار دولار من السيولة النقدية حتى 31 ديسمبر الماضي، الاستثمار في سناب شات بعد أقل من سنة من فشل المفاوضات بينهما. ورغم سيطرتها على ساحة التجارة الالكترونية الدولية، لكن تظل علي بابا خلف منافستها المحلية تن سنت، التي تحقق نمواً سريعاً في قطاع رسائل الهواتف المحمولة. كما أنه ليس في مقدروها مقارعة تطبيق وي شات للرسائل، الذي يزيد عدد مستخدميه على 460 مليوناً، والذي يعمل أيضاً كبوابة للتسوق الإلكتروني والعمليات المصرفية وخدمات الإنترنت وغيرها. وقادت علي بابا أيضاً، صفقة قدرها 280 مليون دولار في العام الماضي للاستثمار في تطبيق تانجو للرسائل النصية، التي رفعت قيمة الشركة بأكثر من مليار دولار. ويقول أيريك سيتون، الشريك في تأسيس تانجو ورئيس قسم التقنية :«لا شك في أن لعلي بابا رغبة أكيدة في مجال تطبيقات الرسائل، خاصة في ظل النجاح الكبير الذي حققته كل من وي شات وتن سنت في الصين».وبجانب ليفت، تستثمر علي بابا في عدد من مؤسسات التقنية الناشئة مثل، شوب رنر وفناتيكس للتجارة الإلكترونية وتطبيق محرك البحث كويكسي. وعزا جو تساي نائب الرئيس التنفيذي لشركة علي بابا في مؤتمر عقده مورجان ستانلي في العام الماضي، استثمار شركته في أميركا، نسبياً لما تحفل به البلاد من آخر الابتكارات التقنية. وعلاوة على الأموال المجزية التي تدفعها للاستحواذ على حصص في الشركات الناشئة، تهدف شركات التقنية الكبيرة في آسيا من وراء إبرام هذه الصفقات، لمساعدة المؤسسات الأميركية للحصول على عملاء جدد في الخارج. ويقول كنت ويكفورد، مدير العمليات في شركة كابام، العاملة في مجال ألعاب الأنترنت والتي حصلت على تمويل قدره 120 مليون دولار من علي بابا في العام الماضي، رفع قيمتها إلى ما يزيد على مليار دولار :«ليس من السهل دخول السوق الصينية، ومن الضروري بالنسبة لنا، الحصول على شريك استراتيجي قادر على فهم سلوك المستهلك وطرق التسويق والتوزيع والتغلب على العقبات التي تعترض طريق الدخول للسوق». ويبدو أن الصفقة بين شركتي راكوتن وليفت قد أثمرت لكل من الشركتين، حيث بدأت الأخيرة العاملة في مجال مشاركة السيارات للوصول إلى مواقع العمل والتي تعد أقوى المنافسين لشركة أوبر، في التخطيط للتوسع في الخارج والبحث عن مستثمر لدعم ذلك. ويعني الاستثمار في مؤسسات ذات قيم عالية، دخول الشركات الآسيوية في عمليات تتميز بالمزيد من المخاطر.وعقدت «تن سنت» في 2013 صفقة مع شركة فاب، قوامها 165 مليون دولار، ساهمت في رفع قيمة فاب لما يقارب المليار دولار، وفي فبراير الماضي، وبعد أن أنفقت الشركة بسخاء على عمليات التسويق، وجدت نفسها مرغمة على بيع أصولها بمبلغ زهيد للغاية. ويرى بعض الخبراء، أن اندفاع الشركات الآسيوية للاستثمار في الشركات الأميركية الناشئة، شبيه بموجة تدفق الأموال الآسيوية في ثمانينيات القرن الماضي بهدف شراء العقارات الأميركية. ويقول تيم شانج المدير الإداري لشركة ماي فيلد الأميركية الناشئة للتقنية : تخطط هذه القوى الآسيوية المتخصصة في مجال التقنية، لمد جسورها في الخارج، تدعمها في ذلك السيولة النقدية الضخمة التي تملكها، والتي ترغب في استثماراها في قطاع التقنية الرقمية. نقلاً عن: وول ستريت جورنال
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©