رغم التاريخ الحافل للمشاركات المصرية في دورات الألعاب الأولمبية وبدء تلك المشاركات منذ عقود طويلة وحصول البعثات المصرية على نصيب الأسد على أكثر من ربع عدد الميداليات الأولمبية المتنوعة التي توجت بها البعثات العربية مجتمعة على مدار مشاركاتها الأولمبية، لم يصادف الحظ أي فتاة مصرية في الدورات الأولمبية·
وظلت جميع الميداليات المصرية في الدورات الأولمبية بعيدة عن الجنس اللطيف ليصبح ذلك مثار العديد من التساؤلات، خاصة أن المشاركة النسائية المصرية في الدورات الأولمبية بدأت أيضاً قبل عقود، بالإضافة إلى الاهتمام الكبير في الرياضة المصرية بالرياضة النسائية على نفس الاهتمام على مستوى الرجال·
وأخيراً جاءت الفرصة على طبق من ذهب للجنس اللطيف المصري للتعبير عن نفسه بقوة في الدورات الأولمبية من خلال النجمة الذهبية آية مدني نجمة الخماسي الحديث التي تمثل مصر والعرب في أولمبياد بكين ·2008
وعندما تقام مسابقة الخماسي الحديث على مستوى السيدات اليوم ضمن فعاليات دورة الألعاب الأولمبية ببكين، ستكون آية مدني مرشحة فوق العادة أيضاً لإحراز إحدى ميداليات المسابقة، بل إنها مرشحة أيضاً لإحراز الميدالية الذهبية في إطار نتائجها السابقة خلال بطولات العالم التي خاضتها في السنوات القليلة الماضية·
وتمثل آية مدني أكبر آمال البعثة المصرية في أولمبياد بكين لإحراز ميدالية ذهبية بعد أن توالى سقوط باقي الأبطال المصريين في مختلف الالعاب واقتصار رصيد البعثة حتى الآن على الميدالية البرونزية التي أحرزها هشام مصباح في الجودو·
وعلى مدار 30 عاماً مرت منذ تأسيس الاتحاد المصري للعبة، استضافت مصر بطولة العالم للناشئين، وكذلك أحد لقاءات بطولة كأس العالم سنوياً بداية من عام ،2005 ونجح اللاعبون الثلاثة عمرو الجزيري وآية مدني وأمنية فخري في احتلال مراكز متقدمة بالتصنيف العالمي للاعبي الخماسي الحديث·
وفي سبتمبر 2007 كانت آية في حاجة لأكثر من الحظ من أجل الفوز بنهائي كأس العالم وهو اللقاء الذي كان طريقها نحو التأهل لدورة الألعاب الأولمبية الحالية (بكين 2008)· كانت آية في حاجة إلى العزيمة والإصرار والتألق، وبالفعل نجحت في تحقيق هدفها من خلال هذا الطريق لتضع نفسها بين أبرز نجمات العالم في الخماسي الحديث·
وأنهت آية منافسات الرماية والمبارزة في هذه المسابقة بتلك البطولة في المركز التاسع ولكنها تألقت في منافسات السباحة لمسافة 200 متر حرة وقطعتها في زمن بلغ دقيقتين و35ر16 ثانية، ثم في منافسات قفز الحواجز في الفروسية لتدخل منافسات العدو 3000 متر وهي في المركز الثالث بالترتيب العام للمسابقة، ولكنها نجحت في التفوق على منافساتها البريطانية مهايري سبينس والفرنسية إميلي كيز واللاتفية إيلينا روبليفسكا لتفوز بالمركز الأول ولقب المسابقة وتتأهل بجدارة إلى أولمبياد بكين ·2008
رغم نجاحها في تحقيق حلم التأهل لأولمبياد بكين الذي كان هدفها الاول لم تلجأ آية إلى الراحة وأصرت على المشاركة في بطولة العالم للكبار التي أقيمت في مايو الماضي بالعاصمة المجرية بودابست واحتلت المركز الثاني بفارق 20 نقطة فقط خلف منافستها الفرنسية كيز·
كما شاركت آية في بطولة العالم للناشئات التي أقيمت في مصر خلال شهر يوليو الماضي ونجحت خلالها في الفوز باللقب لتضيفه إلى لقب نفس البطولة عام 2006 بالصين· وما زالت آية في التاسعة عشر من عمرها، لكنها تمتلك الخبرة الكافية التي تجعلها قادرة على المنافسة بقوة حيث سبق وأن أحرزت لقب البطولة الافريقية عام ،2007 بالإضافة للقب بطولة العالم في جمهورية التشيك هذا العام والميدالية الذهبية للمسابقة في دورة الألعاب العربية ·2007
ومن الأسباب التي تساعد آية بالفعل على التألق وجود زميلة لها على مستوى عال من الكفاءة توفر لها الاحتكاك والمنافسة الجيدة في التدريبات وهي أمنية فخري (26 عاماً) التي تشارك في نفس المسابقة اليوم وسبق لها الفوز ببرونزية بطولة العالم 2006 في جواتيمالا· وفي الوقت الذي تأهلت فيه آية من خلال أكثر من طريق مثل الترتيب في التصنيف العالمي وفوزها ببطولة العالم وبنهائي كأس العالم، وكذلك ببطولة أفريقيا تأهلت أمنية كواحدة من بين أفضل 15 لم تتأهل عن طريق البطولات العالمية والقارية·
وقال محمد شاهين رئيس بعثة مصر المشاركة في أولمبياد بكين إن الخماسي الحديث يمثل الأمل الأكبر لمصر في الدورة الحالية فجميع التوقعات تشير إلى إمكانية فوز آية مدني بالميدالية الذهبية أو على الأقل بميدالية في هذه المسابقة·
عدد اليوم
