الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المهجرون قسراً وقهراً (2/2)

المهجرون قسراً وقهراً (2/2)
31 يوليو 2016 23:07
اليوم يسكن هؤلاء مع المئات من المهجرين من كل الأنحاء في أكواخ من الصفيح، والبعض منهم في الخيام بلا مستقبل ولا أمل ولا غد يعلمونه عندهم، فلا مدارس لصغارهم ولا مستشفيات ولا طب ولا دواء ولا ماء ولا كهرباء، يجود عليهم المحسنون ببعض مما عندهم، وهذا هو حالهم لحين يأتي الفرج من رب السماء. وتنبه على صوت قرقعة في المقعد الخلفي من السيارة، لترتسم على شفتيه ابتسامة فارقتها منذ زمن بعيد، وحين تذكر آخر راكب معه هذا المساء، رق قلبه عليه عندما رأى دموعه تغالبه، وعلم بعضاً من مأساته، وحين أوصله لبيته، أصر أن يعطيه طعاماً وفرشاً وأغطية وملابس كثيرة وأواني للطبخ، وأجزل له أضعاف أجرته من العطاء، وأصر أن يأخذ منه رقم هاتفه لكي يتواصل معه ويقدم له المساعدة كلما استطاع، وهذا سبب ابتسامته لأن اليتامى سيفرحون الليلة وأمهاتهم الأرامل بما يحمل لهم من طعام ومن متاع، عسى ربي أن يكثر من أمثال المحسنين هؤلاء، وسأكثر لهم بالدعاء، عسى الله يزيدهم خيراً من عنده كما يبذلون لليتامى والمشردين الإحسان والعطاء، وها هو يصل إليهم، وهو يتساءل كل مساء هل من فرج قريب من كل هذا الظلم والعناء؟ أهي لعنة أصابتنا أم عين حاسد أو ربما كيد ساحر، فذهبت النعمة وحل البلاء؟ وها هو يخطو بخطى متثاقلة يجرها نحو الكوخ الذي يأويهم، وتمر بخاطره أبيات لمحمد المري سمعها عبر الأثير وظل يرددها. تدري وش اللي يجرح القلب جرحين ويمد حبل الحزن فيك ويشده انك تناظر طفل من غير أبوين يمشي ودمعة سايل فوق خده منظر صعيب ويقسم القلب قسمين لا قام يمسح دمعة بكف يده أنا يتيم وما لدربي عناوين وجزر الحزن فيني يساوي لمده وهذا اللي يجرح القلب جرحين ويمد حبل الحزن غصب ويشده. مؤيد رشيد - أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©