أبوظبي (الاتحاد) - تتجه العديد من مؤسسات الحكومة إلى عقد شراكات تعاون متزايدة مع شركات التكنولوجيا والإعلام الجديد الأميركية، من أجل مساعدتها على تأدية مهامها الثقافية أو التعليمية، ما يؤكد أن هذه المؤسسات أصبحت عاجزة عن القيام بدورها بالطرق التقليدية، في وقت تشعر فيه شركات التكنولوجيا ولاسيما العملاقة منها، بالحاجة إلى تحسين صورتها رداً على اتهامات تتعلق بالهيمنة والخطر على الخصوصية.
فرنسا وبلجيكا
وقع المعهد الفرنسي الوطني للمرئي والمسموع اتفاقيتين، مع كل من موقع يوتيوب، وموقع «ديلي مويشن» من أجل بدء الموقعين، البارزين في مجال بث الفيديو على شبكة الإنترنت، ببث تسجيلات من أرشيف التلفزيون الفرنسي.
وذكر موقع «نكست ويب» أن المعهد التابع للحكومة الفرنسية والشركة المالكة لموقع يوتيوب وقعا اتفاق شراكة يسمح بموجبه للموقع العالمي ببث 57 ألف فيديو من الأرشيف التلفزيوني الفرنسي يقدر حجمها بآلاف الساعات، وهي جزء من بين كنوز المعهد العديدة التي تتراوح بين التحقيقات المتلفزة القديمة عن مهرجانات كان للسينما، وبطولة فرنسا للدراجات، وبين مقابلات مع الفنان العالمي الراحل سيلفادور دالي.
وكان المعهد نفسه وقع مؤخراً اتفاقاً مشابهاً مع موقع «ديلي مويشن»، وهو موقع الفيديو الفرنسي التابع للقطاع الخاص، والذي يعتبر منافساً وطنياً لموقع يوتيوب الأميركي.
وكانت شركة جوجل، الأكثر نشاطاً في مجال التنظيم الرقمي للمعلومات والبيانات على المستوى العالمي، اتفقت مع متحف «موندانيوم» البلجيكي الشهير على شراكة طويلة المدى تهدف إلى جمع وأرشفة وفهرسة المعرفة العالمية، من خلال إنشاء ما يشبه «كاتالوج» مكتبة عملاق يتضمن ملايين المداخل ورؤوس المواضيع.
تحسين الصورة
«موندانيوم»، الذي يقع في مدينة مون البلجيكية، هو مركز أرشيف وتوثيق تأسس في نهاية القرن التاسع عشر، يهدف إلى جمع كل المعارف في العالم بأشكالها المختلفة من كتب وبطاقات تعريفية وصحف وغيرها. ويضم المتحف مجموعات متخصصة واسعة منها مجموعات أرشيفية عن الصحافة الدولية، ومجموعة بطاقات البريد، ومجموعات صور، والدليل العالمي للتوثيق دولية للصحافة، ومجموعة خاصة بالحركات النسوية والفوضية. وقالت صحيفة «نيويورك تايمز» إن المشروع يشبه محرك بحث عملاقاً على طريقة الموسوعة العالمية الحرة على شبكة الإنترنت «ويكيبيديا».
وبالنسبة لجوجل تعتبر هذه الشراكة جزءاً من حملة علاقات عامة تقوم بها لتحسين صورتها في القارة القديمة، وإظهار اهتمامها بالثقافة الأوروبية في وقت تتعرض فيه أنشطتها وخدماتها في دول الاتحاد الأوروبي للمزيد من التحقيق على أكثر من جبهة. فالمفوضية الأوروبية، وهي الذراع التنفيذية للاتحاد، تقوم حالياً بالتدقيق في مدى صحة اتهام محرك بحث الموقع بالهيمنة، كما يتابع أعضاء برلمانات عدد من دول الاتحاد التغييرات التي أحدثتها جوجل في الإجراءات المتعلقة بخصوصية المستخدمين. وفي موازاة ذلك يبدي العديد من الشخصيات الثقافية والسياسيين قلقهم من مشروع جوجل لمسح وتصوير الكتب. وإلى جانب شراكتها مع المتحف البلجيكي، قدمت جوجل تمويلاً لمشاريع ثقافية أخرى، منها رقمنة كتب مكتبة جامعة جينت البلجيكية المتعاونة مع المتحف نفسه، وقالت جوجل إن محادثات تجري الآن، بهدف تعاون الجهات الثلاث في مجال حل مشاكل الإنترنت في كل من المتحف والجامعة، في وقت وافق فيه المتحف على استخدام موقع التواصل الاجتماعي «جوجل +» كواحد من أدوات الترويج والدعاية لأنشطته.
عدد اليوم
