الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

رواج عالمي للمنصات التعاونية الإلكترونية بين الشركات الإعلامية الكبرى

رواج عالمي للمنصات التعاونية الإلكترونية بين الشركات الإعلامية الكبرى
9 ابريل 2012
مفهوم الشراكات التعاونية بين الشركات الصحفية والإعلامية التقليدية لمواجهة مصاعب الانتقال إلى النسخ الرقمية، يشهد المزيد من التوسع والرواج في العديد من دول العالم، ومتخذاً أكثر من شكل وهدف لكنه يصب في اتجاه واحد وهو الاتفاق على ضرورة ابتكار آفاق جديدة للمؤسسات الإخبارية والإعلامية، بما فيها المجموعات الإعلامية الكبرى التي بدأت تتجه لتكوين كيانات لبيع الإعلانات عبر مواقع الإنترنت. أبوظبي (الاتحاد) - أعلنت أربع مجموعات إعلامية فرنسية كبرى مؤخراً عن إنشاء منصة مشتركة لكنها متخصصة في بيع المساحات الإعلانية على مواقعها على الإنترنت التي لم تتمكن المجموعات من بيعها بالطرق التقليدية، في مشروع وُصف بأنه حشد للإمكانات وللجمهور المستهدف من المعلنين. واللافت أن المشاركين في المنصة التي أسميت «أدميديا بريميوم» هم أربع من كبرى المجموعات الإعلامية الفرنسية التي تنشط في مجالات مختلفة بين المطبوع والمرئي والمسموع، وهي «فيجارو ميديا» و«لاجاردير بوبليستي» وإعلانات القناة التلفزيونية الخاصة «تي أف 1» ومجموعة «آرموري ميديا». التجربة الهولندية تحوز مواقع الإنترنت الأربعة التابعة لهذه المجموعات على نحو 22 مليون زائر، ووفق مؤسسة التحقق من الانتشار «أو جي دي» فإن بعض المواقع التابعة لهذه المجموعات، مثل موقع صحيفة «لوكيب» الرياضية و«لو فيجارو» و«لوباريزيان» تحتل أعلى قائمة ترتيب المواقع الأكثر زيارة في فرنسا. وبموجب صيغة المنصة المشتركة التي تحدثت عنها صحيفة لوفيجارو، ستكون لإعلانات موقع كل مجموعة أسعار خاصة، كما سيكون بوسع وكلاء الإعلان الخارجيين بيع هذه المساحات لزبائنهم. وفي هولندا باشرت مجموعة من الصحف محادثات بهدف إنشاء منصة رقمية مشتركة يُرجى من خلالها زيادة المردود المالي للصحف من محتوياتها على الشبكة من خلال ما يشبه الدفع بالتجزئة لقاء كل محتوى. ورجح موقع دوتش نيوز إطلاق المنصة في نهاية العام الجاري بعد إنجاز الاتفاق على صيغة وآلية رسوم الكلفة على القراء، متوقعاً أن تكون هذه الصيغة مشابهة لموقع المنتجات الموسيقية «سبوتافاي» الذي يسمح للمشتركين بتنزيل ما يريدونه من التسجيلات مجانا لمدة شهر قبل البدء بالدفع مقابل كل تسجيل. ولوحظ أن المشروع يضم صحفاً تعتبر الأبرز في البلاد، ومنها صحيفة «ان آر سي» و»فايننشيل داجبلاد» و»فولكسكرانت» التي قالت في تقرير لها إن المنصة قد تلجأ إلى صيغة بيع كل مقال أو مادة صحفية على حدة في أي صحيفة كانت. خيارات قليلة قالت مارياك دونك، من مجموعة «ديلويت» الاستشارية ذات السمعة الدولية التي تساعد الصحف على إيجاد المعادلة المناسبة لتسويق محتوياتها، إن الفكرة من المنصة تعود إلى أن الناس يمكن أن تشكل وتجمّع محتويات صحيفتها الخاصة، بغض النظر عما يمكن أن تقدمه كل صحيفة على حدة. وكانت دونك ساعدت مجموعة «أن دي بي» الصحفية على إيجاد صيغة مماثلة، أي الدفع مقابل كل مادة صحفية، وهي تعرب عن ثقتها بأن «هناك بالتأكيد سوقاً للجدار المدفوع في الأخبار». ويأتي مشروع المنصة هذا كواحد من الخيارات القليلة المتبقية أمام جميع الصحف في هولندا، حيث تضغط التحولات في عادات القراء نحو ابتكار طرق جديدة لجني عوائد من النسخ على الإنترنت، بعدما تأكد استحالة تعويض الإعلانات على الإنترنت نقص المصادر التقليدية، من مبيعات واشتراكات وإعلانات ورقية. ويشمل ذلك الصحف الورقية المجانية ومنها صحيفة «دي بيرس»، التي أصدرت عددها الأخير في 30 مارس الفائت، بعدما أعلنت عن توقفها عن الصدور لعجزها عن تحقيق أي أرباح خلال أكثر من خمس سنوات، ورفض الشركة الأم المالكة، مجموعة ميكوم الأوروبية العملاقة، تخصيص أي اعتمادات لإنقاذ الصحيفة. إلا أن موقع «نيوزبيبر انيفايشن» ذكر أن ناشرين جدداً أبدوا رغبتهم بإعادة إطلاق الصحيفة على الإنترنت فقط، حيث قال نحو 11 ألف شخص إنهم يريدون الاشتراك في موقعها إذا تم ذلك. محرك بحث إعلاني في الولايات المتحدة، وفي مشروع تعاوني من نوع آخر، اتفقت مجموعة من ناشري الصحف وشركات إعلامية أخرى على توحيد الجهود في مشروع مشترك من أجل بيع مزيد من الإعلانات إلى أشخاص يبحثون عن عروض أسعار مخفضة على شبكة الإنترنت. وبموجب هذه الشراكة التي تضم ثماني شركات إعلامية تم الاستحواذ على محرك البحث «فيند آن سيف» (أعثر ووفّر) الذي يركز على العروض المخفضة التي يقدمها البائعون والتجّار وأصحاب المؤسسات (المحليون) في المدن عبر الولايات المتحدة. وخلافاً لنهج محركات البحث المعروفة مثل جوجل، فإن «فيند آن سيف» مختص بإظهار التخفيضات المعروضة من قبل المعلنين في الأسواق المحلية. حيث بوسع المستهلك مثلاً البحث عن طعام مكسيكي فتظهر له لائحة بالمطاعم الصينية وعروض الأسعار التي يقدمها كل منها. ومن المنتظر أن يجني هذا المحرك عوائد مالية (مشتركة) من المعلنين المشمولين في قاعدة بياناته. كما يمكن وضع إعلانات أخرى من قبل شركات تتطلع للتواصل مع أشخاص أمكن ملاحظة اهتماماتهم ببعض السلع والخدمات من خلال الأسئلة التي طرحوها في محرك البحث نفسه. وستنال الصحف المشاركة في هذا المشروع نصيباً من العائد، وتسهم في تغطية التخفيضات اليومية في نطاق سوق انتشارها. مشكلة إعلانات إذا كان صحيحاً أن الهبوط الحاد في إعلانات الصحف الورقية في الولايات المتحدة قابله نمو قطاع الإنترنت وقطاع نشر المحتويات على الشبكة، إلا أن هذا النمو لم يغط سوى جزء ضئيل من خسارة مصادر المطبوع، وفقا لدراسة مركز «بيو» للأبحاث، التي أظهرت أنه مقابل كل 7 دولارات خسارة في الإعلانات المطبوعة، أمكن جني دولار واحد في الإعلانات الرقمية. ولكن الشراكات التعاونية بين المجموعات الإعلامية لا تمنع استمرار خيارات كل صحيفة ومؤسسة إعلامية عريقة من تدعيم مكانتها «التاريخية»، ونقلها إلى مكانة مماثلة على الشبكة وخاصة مواقع التواصل الاجتماعي، مثل حالة مجلة «الإيكونوميست»، التي راحت تفاخر بأن عدد معجبي صفحتها على فيسبوك قد تجاوز المليون، متقدمة بذلك بكثير على الصحف المنافسة لها، حيث إن رقم مجلة «تايم» لم يتجاوز نصف المليون، بينما بلغ رقم «وول سترتي جورنال» أقل بقليل، ولم يتخط رقم مجلة «أطلنتيك» حاجز المائة ألف. وكذلك بالنسبة لمجلة «بلومبيرج بيننيس»، وفق ما نشره موقع مجلة «فوليو». وتعليقاً على ذلك قال نيك بلوندين، الناشر الدولي لطبعات الإيكونوميست الرقمية، إن موقع علامة المجلة الورقية قد تمت ترجمته جيدا إلى الشبكة الاجتماعية. ووفق مكتب تدقيق أرقام التوزيع للفترة بينيوليو وديسمبر الماضيين، تتمتع الايكونوميست برقم توزيع عالمي بلغ 1.5 مليون شاملاً نسختها المطبوعة ومشتركيها الرقميين. وأوضح بلوندين بعض أساليب نجاح مجلته؛ حيث إنها ركزت بشكل أولي على أفضل الطرق وأكثرها التزاما خلال وضع محتواها على مواقع التواصل الاجتماعي وموقع فيسبوك بالدرجة الأولى. وأضاف «في فضاء الإعلام الاجتماعي، إذا كنت تريد أن تلتقي مع الإيكونوميست وتظهر أنك مهتم بالعالم، ستتشارك مع أصدقائك بمحتوانا على فيسبوك وتيوتير. ما أتاحه فيسبوك لنا هو الإفراج عن القيمة الاجتماعية المهمة لمحتوى مجلتنا»، معربا عن أمله في أن تتمكن من تحقيق تبادل لهذه القيمة من خلال تفاعل جمهور فيسبوك مع محتواها. وذكر بلودين أن أفضل طريقة لمجلته لوضع محتوياتها على فيسبوك تتمثل في مراعاة التوقيت المناسب، وفي انتقاء مختارات محررة جيداً، وبما يناسب فيسبوك بدلا من وضع المحتوى كما هو. الأسرع هبوطاً كشف إحصاء جديد أن قطاع الصحف الأميركية شهد أكبر تقلص بين جميع القطاعات. وهذا ما أظهره تحليل حسابات شركة الإنترنت «لينكد إن» المتخصصة بالوظائف اعتمادا على معطيات وبيانات مجلس المستشارين الاقتصاديين العائدة لخمس سنوات (من 2007 إلى 2011). ولكن الدراسة أظهرت في المقابل أن قطاعي الإنترنت والنشر كانا من بين القطاعات الأسرع نمواً بنسبة ارتفاع بلغت 24.6% و24.3% على التوالي في الفترة نفسها. أما مقدار انخفاض وظائف قطاع الصحافة فقد بلغ 28.6% وهي أكبر نسبة انخفاض وظائف في جميع القطاعات وفق موقع «بيزنيس انسايدر»، الذي فسّر ذلك بالقول إن هذا الهبوط لم يكن مفاجئاً حيث أن «سعر تداول سهم شركة «نيويورك تايمز» في العام 2007 كان بحدود 25 دولاراً أميركياً، ولكنه وصل في فبراير الماضي إلى 6.56 دولار.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©