الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

شتاء الوداع

7 مايو 2018 00:34
نظرت باتجاه النافذة وأنا جالس على كرسي هزاز داخل غرفتي، أراقب شعاع الشمس يتسلل ببطء من خلال النافذة إلى نواحي الغرفة يكشف عن سحر خاص، تتغير الغرفة كلياً كأنها تبدلت بمجيئه. شتاء مدينة عرعر في شمال المملكة العربية السعودية يكون قارساً وشديد البرودة ونادراً أن يتسلل شعاع الشمس إلى نافذة غرفتي. كانت الأمطار قد توقفت في الخارج بعد أن غسلت الشوارع المعبّدة ومسحت الغبار عن زجاج السيارات فبدت المدينة أنيقة ونظيفة شعرت بالدفء والأمان فكانت الأيام السابقة منذ بداية فصل الشتاء شديدة البرودة، وامتلكني شعاع الشمس امتلاكا كاملا، أغمضت عيني واستسلمت إليه. الساعة تشير إلى الخامسة عصرا.. فقد حان الموعد للذهاب إلى المطار... كانت طوال اليوم تزعجني بعض الأفكار التي أتخيلها عن السفر والغربة... انتهت الأيام الدافئة في أحضان العائلة والوطن... لملمت أغراضي داخل حقيبة.. وأصبحت جاهزا للسفر... ابتسم أبي ولكن ابتسامته كانت خافتة، وعيناه حزينتين، وظهر على أمي الانفعال والضيق، كانت الشمس قد قاربت على الرحيل ناثرة وراءها لون الشفق المحمر، وبعض السحب المعلقة بالسماء، وكان الجو هادئاً وجميلاً، نسمة هواء خفيفة تنتقل عبر نافذة السيارة.. سلكت طريقي إلى ساحة الوداع واللقاء... أرض الدموع باختلافها.. إلى المطار... المكان الذي يتشابه فيه الناس.. تلتقي فيه العيون... تبرق فيه دمعة أمل بلقاء آخر.. وبين فراق الأحبة.. واحتضان دقات قلبي... يدوي في المكان صدى صوت النداء الأخير للمسافر على متن الطائرة. عمرو أبو العطا
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©