الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

92 قتيلا و217 جريحاً بسيارة مفخخة في بيشاور

92 قتيلا و217 جريحاً بسيارة مفخخة في بيشاور
28 أكتوبر 2009 23:22
قتل ما لا يقل عن 92 شخصا غالبيتهم من النساء والأطفال بانفجار سيارة ملغومة في سوق مزدحمة بمدينة بيشاور الباكستانية أمس بعد ساعات من وصول وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون إلى باكستان متعهدة بفتح صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين التي سادها توتر في بعض الأوقات. وقال الطبيب ظفار اقبال من المستشفى الرئيسي في المدينة “تلقينا 92 جثة و 217 جريحا”. وأضاف أن “19 امراة و11 طفلا بين القتلى .. جميع القتلى مدنيون”. وهذا أكبر عدد من القتلى يقع منذ عام 2007 عندما سقط نحو 140 قتيلا بانفجار أثناء موكب للترحيب بعودة رئيسة الوزراء السابقة بينظير بوتو للبلاد من المنفى الذي كانت تعيش فيه باختيارها. واغتيلت بوتو بعد ذلك بأسابيع. ووقع الانفجار في سوق “بيبال ماندي” المزدحمة بالمدينة مما أدى إلى نشوب النيران في عدد من المباني. وانتشر الهلع بين السكان وأطلق الأطباء نداء الى السكان بالتبرع بالدم. وتصاعدت السنة اللهب وسحب الدخان من بين الركام المشتعل فيما راحت المباني تنهار . وفي أعقاب التفجير، احتشدت القوات الباكستانية في محيط الموقع الاستراتيجي الحصين لحركة طالبان في وزيرستان الجنوبية القبلية، كما اعلن الجيش. وفي مؤتمر صحفي , وصف المتحدث باسم الجيش الجنرال اثار عباس الاعتداء بانه “عمل جبان يظهر حالة اليأس” لدى المتشددين . واعلن الجنرال اثار عباس ايضا “أن قوات الأمن حاصرت الموقع المحصن المهم في كانيجورام من ثلاث جهات”. وتشكل هذه المدينة برأيه “المركز العملاني” لطالبان الباكستانية وقاعدة للمقاتلين الأوزبك المتحالفين معها. وقال إن الجنود وصلوا الى مسافة اربعة كيلومترات من نقطة رئيسية استراتيجية اخرى هي مدينة ساراروغا. واعلن الجيش في بيان “أن 25 ارهابيا قتلوا في الساعات الاربع والعشرين الاخيرة”, مشيرا كذلك الى اصابة 5 جنود بجروح. وبهذه الأرقام ، يرتفع الى 264 عدد المتمردين والى 31 عدد العسكريين الذين قتلوا منذ بداية الهجوم البري. وكانت بيشاور طوال سنوات مقرا لقيادة حرب المجاهدين ضد القوات السوفيتية في أفغانستان وهي حرب دعمتها باكستان والولايات المتحدة. وعلى الرغم من عدم إعلان المسؤولية عن الهجوم تركزت الشبهات على الفور على متشددي “طالبان الباكستانية” الذين يتعرضون لهجوم يشنه الجيش. ووضعت باكستان في حالة تأهب وسط مخاوف من هجمات ثأرية يشنها المتشددون في الوقت الذي يهاجم فيه الجيش الباكستاني معاقل طالبان في وزيرستان الجنوبية على الحدود الأفغانية. وأصبحت المنطقة الوعرة بين أفغانستان وباكستان ملاذا لمقاتلي طالبان على جانبي الحدود وأيضا لمئات من نشطي القاعدة ومتمردين أجانب. وبعد ساعات من وقوع الانفجار قالت وزيرة الخارجية الأميركية في مؤتمر صحفي إن واشنطن تؤيد باكستان تأييدا كاملا في معركتها. وقالت “أريدكم ان تعرفوا ان هذه المعركة ليست معركة باكستان وحدها. “هذه معركتنا أيضا ونحن نحيي الجيش الباكستاني لمعركته الشجاعة ونحن ملتزمون بالوقوف كتفا بكتف مع شعب باكستان في معركتكم من أجل السلام والأمن”. وأقرت بوجود “سوء فهم” و”خلل في الاتصالات” بين البلدين إلا أنها أكدت أن إدارة أوباما ملتزمة ببناء علاقة طويلة الأمد مع البلد المضطرب. وتسعى الولايات المتحدة الى تعزيز الحكومة المدنية في باكستان والتي توترت علاقاتها مع الجيش المتنفذ في أعقاب إقرار خطة المساعدات الأميركية غير العسكرية الضخمة البالغة قيمتها 7,5 مليار دولار. وانتقد الجيش والمعارضة الباكستانية تلك الخطة بحجة أنها تنتهك سيادة باكستان. وقال صاحب جول الطبيب بمستشفى مدينة بيشاور ان غالبية قتلى التفجير من النساء والاطفال. وصرح أعظم خان المسؤول الحكومي الرفيع بالمدينة بأن الانفجار ناجم عن سيارة ملغومة. وتابع “السيارة كانت متوقفة خارج سوق معظم روادها من النساء”. وأضاف “تضرر بشدة عدد من المباني ومسجد كما حاصرت النيران المباني .. نحن نواجه هذا بشكل يومي لكن عزيمتنا لن تهتز”. وفي المعارك الأخيرة في الهجوم على وزيرستان الجنوبية قال الجيش انه قتل 25 متشددا وسيطر على عدد من مراكز التدريب وضبط أسلحة بعضها كان مخبأ في الكهوف. وبدأ الجيش هجومه بعد أن شنت طالبان الباكستانية سلسلة من الهجمات على الأمم المتحدة والجيش والشرطة والمواطنين مما أسفر عن سقوط أكثر من 150 قتيلا. ووقع عدد من تفجيرات القنابل منذ بدء هجوم الجيش. وأطلق الجيش الباكستاني هجومه في 17 أكتوبر على معقل طالبان في وزيرستان الجنوبية ويقول إنه يحرز تقدما في الوقت الذي يمضي فيه الجنود قدما صوب قواعد المتشددين الذين تربطهم صلة بتنظيم القاعدة. وقال الجيش ان 264 متشددا و33 جنديا قتلوا منذ بدء الهجوم. وسبب الانفجار أضرارا بالغة في المنطقة التي تضم مباني مصنوعة من الخشب والحجارة وفي الشوارع المزدحمة والأزقة الضيقة. وقال شاهد عيان يدعى عقيل الرحمن من مكان الانفجار “لحقت أضرار بالغة بعدد من المباني ومسجد في حين اندلع حريق في مبنى... يمكنني رؤية ثلاث جثث وسط الحطام”.
المصدر: إسلام آباد
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©