كان البرازيلي آبل براجا مدرب الجزيرة هادئاً قبل المباراة في الأيام الثلاث الأخيرة، ولكنه كان هدوء البركان، بدليل أن ابتسامته أحياناً كانت تكتم بداخله عندما نتحدث معه، وكان حريصاً للغاية على أن يتحلى في تصريحاته بالديبلوماسية، وخلال المباراة وبرغم التقدم بهدف كان عصبياً للغاية، ومنفعلاً معظم الوقت بسبب سيطرة الوحدة على منطقة المناورات في وسط الملعب، وتهديده الكثير لمرمى الجزيرة.
وبعد المباراة حرصنا على إجراء مقابلة خاصة معه بعيداً عن المؤتمر الصحفي لنسأله عن الكثير من الأمور، وكان سعيداً للغاية، وحيث أكد أن تصريحات ما بعد المباراة يحيطها شعور خاص مليء بالفرحة والسعادة وهو يختلف أيضاً عن الشعور الذي لازمني خلال السنوات الثلاث الماضية.
وقال: المهمة لم تنته بعد، بل إننا أمام تحد كبير وهو دوري المحترفين، وعلى الجميع أن يعمل من الآن للقاء بني ياس الذي نعول عليه كثيراً في حسم 90 % من اللقب.
أسرار الحوار
وكشف براجنا عن الحوار الذي دار بينه وبين الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلي للقوات المسلحة لحظة التتويج وقال براجا: أنا أعلم أن سموه يقدرني ويحبني، ولدي أمراً سأكشف عنه لأول مرة، هو أن سموه وفور علمه بوفاة والدتي أرسل لي كلمات للتعزية، وتمنى لي أن أتجاوز تلك المحنة وأستمر في عملي، فوجدت أن أقل شيء أفعله كرد على تلك الرسالة هو أن أبقى وأستمر في عملي، ولم أسافر للبرازيل في إجازة قصيرة، فأجلت ذلك إلى ما بعد نهاية الموسم.
وأضاف: بعد نهاية الموسم الماضي استقبلنا سموه ليبارك لنا كأس الرابطة، فدار بيننا حديث هنأنا فيه على كأس الرابطة، وطلب منا الفوز بالكأس والدوري في هذا الموسم، وأنا من جهتي اعتبرت ذلك أمراً واجب التنفيذ، تعاهدنا مدرباً ولاعبين على ذلك.
لحظات تاريخية
وقال: خلال حوار لحظة التتويج فقد هنأني سموه، وأنا حاولت أن أقول لسموه ها نحن أوفينا بالوعد الأول، وسنسير بكل قوة من أجل الوفاء بالعهد الثاني، وقدمت لسموه الشكر على مشاعره الطيبة تجاهي، ورد سموه على معبراً عن تقديره لعملي وجهدي، وأمنياته لي بالتوفيق.
وعما إذا كان قد تحدث مع سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان لحظة التتويج قال: الوقت كان محدوداً، ولكنني أقول إن سمو الشيخ منصور بن زايد هو الرجل الذي يقدم كل شيء للجزيرة ويتابع العمل باستمرار، وهو الذي يستحق الشكر في تلك اللحظة لأنه من ساهم في صنع الإنجاز بإدارته الناجحة، ونصائحه التي أستفيد منها، والتي أتذكر منها ما قاله سموه لي بخصوص الاهتمام بالنتائج في الدور الأول نظراً لصعوبة المنافسة في الدور الثاني من الدوري.
نتيجة مفاجئة
وأكد براجا انه توقع الفوز على الوحدة والحصول على الكأس عندما نظر في وجوه اللاعبين قبل التدريب الأساسي الذي سبق المباراة بـ 48 ساعة، لأنني وجدت على وجوههم الإصرار البالغ، ولكني لم أتوقع النتيجة، ولا سيما أن مركز وطريقة هوجو فاجأتني وسببت لنا بعض المشكلات، إلا أننا سريعاً ما استوعبنا الأمر، وتحسن أداؤنا في الشوط الثاني، فكان الفارق في تسجيلنا للأهداف.
مفتاح الفوز
وقال: باري تعرض لحملة قوية في بداية الموسم، ولن أنسى اليوم الذي طالبني الجمهور بتبديله في إحدى مباريات الدور الأول من الدوري علي ملعبنا، وهو اليوم الذي غضبت فيه كثيراً، وكدت أفقد أعصابي، لأنني على ثقة كبيرة بقدرات هذا اللاعب الذي كان يجتهد ولا يحالفه التوفيق، وفي مثل هذه المباريات العصيبة تظهر كفاءات اللاعبين الكبار، وكان باري هو مفتاح الفوز في هذا اللقاء التاريخي، وسوف يسجل له التاريخ ذلك، وأنا سعيد به وبمستواه الذي عاد له، ولكني أقول لولا زملائه ما تمكن من تحقيق شيء بمفرده، فهو قدم مباراة رائعة، وسجل أهدافاً مهمة، وكان عند حسن الظن به.
انتظرنا 3 سنوات
وقال براجا: هذه الكأس انتظرناها 3 سنوات، وعندما لم تتحقق في السنة الأولى، عاهدت نفسي على أن أبذل كل ما أملك لتحقيقها في العام الثاني، وفي العام الثاني تسرب إلى اليأس، ولكن دعم الإدارة العليا للنادي وصبرهم أعطاني درساً مهماً، فصممت على أن أواصل العمل، وأبذل كل ما أملك حتى أقدم لهم شيئاً يسعدهم.
أما عن بطولة الدوري فقد أكد براجا أن المنافسة عليه لم تنته بعد، والفريق لن يحصل على راحة أو يبالغ في الفرحة بالكأس، ولن أسمح بذلك لأن المبالغة في الفرحة قد تكلف الفريق عناء وتعب عام كامل في بطولة مهمة وهي الدوري، مشيراً إلى أن الفريق تنتظره مباريات صعبة للغاية، وأولها المباراة المقبلة مع بني ياس أقرب المنافسين على أرضه ووسط جمهوره، ولابد أن يستعد اللاعبون لها بشكل جيد.
فرص الدوري
وعن فرص الجزيرة في تحقيق بالثنائية قال براجا: حتى الآن فرصنا في الدوري لا تتجاوز الـ 70 % والـ 30 رقم كبير في عالم كرة القدم، وعلينا أن نستمر في العمل، وأن نجعل الفوز بالكأس دافعاً لنا في تحقيق البطولات الكبرى، موضحاً أن الجزيرة أصبح لديه درع وسيف الآن ممثلة في كتيبة اللاعبين المتميزين الأساسيين ومن على الدكة، وأنهم قادرون على صناعة مجد هذا النادي في السنوات العشر المقبلة.
وعن موضوع تجديد عقده مع النادي قال: من الحكمة ألا يتحدث أحد في هذا الموضوع الآن، فلدينا ارتباط مهم وهو بطولة الدوري، ومن جهتي أحترم توجه إدارة النادي، وعلينا أن ننتظر، وفي النهاية أنا مدرب محترف، أرحب بقرار إدارة النادي مهما كان.
عدد اليوم
