الثلاثاء 7 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

جلال لقمان: رواية «أيتام أرماغون».. فنتازيا على أسـس إنسانية

جلال لقمان: رواية «أيتام أرماغون».. فنتازيا على أسـس إنسانية
6 مايو 2018 23:58
نوف الموسى (دبي) منذ معرفتي الأولى بالفنان التشكيلي الإماراتي جلال لقمان، اكتشفت بحثه المستمر عن عمق الأشياء المتعلقة بذات الإنسان، وصراعاته وتجلياته، واللافت دائماً في أطروحاته إيمانه المستمر بقدرته على تشكيل الأشياء، أينما كانت وكيفما كانت، يرغمك من لحظة اللقاء الأول به، كفنان، إلى الذهاب مباشرة إلى فضاء التساؤلات حول ماهية تكوينه للحيز البصري، سواء في اللوحة بهيبتها المفرطة، أو للمنحوتة بتجسيدها للقوة وللضعف في آنٍ واحد. في الحقيقة؛ الحديث عن إصدار روايته الأولى بعنوان «ذي أرماغونداز: أيتام أرماغون»، ليس مفاجئاً، خاصةً أن الفنان جلال لقمان انتهى منذ فترة قريبة من إنجاز فيلم سينمائي قصير: «40 درهماً»، ما يوحي للمتابع لمسيرة الفنان، أن الأمر تجاوز معه، فعل التجربة الإبداعية، إلى مسألة البحث المستمر، للقدرة الفريدة على التعبير المتعدد، لدهاء الفكرة وتراكماتها في الوعي الخاص بالفنان جلال لقمان، الذي أراد أن يحضر في الرواية ككاتب فقط، مسلماً دفة الرسم هذه المرة للرسام الإيطالي دينيس ميدري، إيماناً منه أن دينيس سيخدم النص الروائي، معتمداً لقمان على خلفيته التشكيلية من خلال تحديده للوصف التشكيلي للشخصيات في الرواية، التي حملت حساً عالياً من الفنتازيا، كما أوضح جلال لقمان في حديثه لـ «الاتحاد»، والتي بنيت على أسس إنسانية، باللغة الإنجليزية، لضمان إيصال رسالتها للعالم. بين عامي 1986 ـ 1987، هو التوقيت الفعلي الذي انطلق فيه الفنان جلال لقمان نحو كتابة قصة الرواية، حيث أصدر الجزء الأول، من أصل 6 أجزاء قادمة، في معرض أبوظبي الدولي للكتاب لعام 2018، مستهدفاً فئة الشباب، وتحديداً أدب اليافعين. وقبل 3 سنوات من الآن، قرر جلال لقمان تكريس الوقت لإتمامها، لشعوره بأهمية أن تخرج القصة ويشارك بها العالم. وطوال رحلة النص عبر السنين، مرت القصة بتغيرات شملت تحولاً في الشخصيات، الذين كبروا مع الزمن، واختلفت طبيعتهم الداخلية والخارجية. وبحسب تعبير الفنان جلال لقمان، أنه في الخلق الأول للشخصيات، كانت أقرب إلى الكائنات الغريبة، ومع الوقت انبثقت إنسانيتها.. أي عاشت فعل (الأنسنة)، ورغم اتساع رقعة الخيال فيها، فإنها مقتبسة من أحداث واقعية، تجد فيها الحب والخيانة والخوف والأمان، متضمنة كل ما عاشه البشر عبر تاريخهم الممتد. يسرد الفنان جلال لقمان، بعضاً من سيرورة الحكاية، المرتبطة بمجموعة من الناس، تشكل تاريخهم عبر الحروب وسفك الدماء. وفي لحظة وعي منهم، أدركوا بأنهم لم يُخلقوا لذلك، ما جعلهم يذهبون بالجيل الجديد منهم، إلى جزيرة بعيدة، لعيش حياة مسالمة وآمنة، أخفوا سرهم الدموي، ونعرة الحرب المبطنة في دواخلهم، وحولوها إلى طاقة معرفة، يبنون من خلالها حضارة جديدة. إلا أنه خلال الـ 50 عاماً، من البناء والسعي للأفضل، جاء فجأة من هجم عليهم، وقتل الكبار منهم. وظل المواليد الجدد، المقصود بهم بـ الأيتام في الرواية، ليخرج بعدها السر الدفين مجدداً، ويبدؤون بمعايشة صراعهم مع المعتدي عليهم، وهل فعلاً سيستطيعون التعايش بعد كل الحرق والكسر والدمار الذي أصابهم. وهنا يتركز محور شعور الصدمة لدى شخصيات الرواية، كما يوضح الفنان جلال لقمان، مبيناً أنه كتبها بحس إنساني، يقصد فيها الكيفية التي يعيشها الإنسان، وماهية التصرفات التي يمكن أن يمارسها في ظروف معينة. ما يوده الفنان /‏‏ الكاتب جلال لقمان هو أن يأخذ القارئ، إلى ظروف حقيقية، مقدماً في الوقت نفسه حلولاً بحس من الفنتازيا الأنيقة، التي عادةً ما تبث الأمل، في الأحداث المتتالية، فرغم حضور عنصر الحزن، فإن التغلب على الصعاب يحضر بقوة هو الآخر، ولفت الفنان/‏‏ الكاتب جلال لقمان إلى أن تقنية الفنتازيا، جاءت وفق القالب المقبول من قبل فئة اليافعين، المهتمين جداً بقراءة هذا الأدب. وفيما يتعلق باختيار اللغة الإنجليزية لكتاب الرواية، وتجاوزاً للسبب الأول، وهو عالمية حضور الرواية، يؤكد الفنان/ ‏‏الكاتب جلال لقمان أن المسألة مرتبطة كذلك بأن ننتج لأبنائنا، ونشاركهم إيصال المفاهيم، ولا نكتفي باستقبالها من الغرب، إضافة إلى أن الرواية أسلوب تعليمي غير مباشر، يؤثر في الوعي والسلوك العام، بمدى أقوى من التوجيه المباشر، فهو اشتغال تفاعلي على الفضاء اللاواعي فيهم. أخيراً، يرى الفنان/‏‏ الكاتب جلال لقمان أن استراتيجيته الشخصية في النشر، ربما تختلف عن الكاتب الإماراتي، فهو يسعى بشكل أساسي إلى توزيع لكتابه، يصل إلى شمال أميركا وأوروبا، يوازيه حضور في «أمازون أون لاين»، حيث يصل بالرواية إلى الإنتاج التلفزيوني والسينمائي، والترجمات إلى لغات مختلفة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©