السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الجلسات الكهربائية» أكثر طرق العلاج فاعلية لتنظيم إيقاع المخ

«الجلسات الكهربائية» أكثر طرق العلاج فاعلية لتنظيم إيقاع المخ
12 ابريل 2011 21:02
يثار كثير من الجدل حول جدوى العلاج بالجلسات الكهربائية وتأثيراتها العلاجية، فالعلاج بالجلسات الكهربائية أو ما يطلق عليه «جلسات تنظيم إيقاع المخ»، إحدى طرق العلاج النفسي التي تستخدم في العالم في علاج الأمراض الذهانية مثل الاكتئاب والهوس والفصام. وتعتبر من أكثر طرق العلاج فاعلية وأكثرها أماناً في علاج حالات الاكتئاب الذهاني تحديداً. ما هي حقيقة هذا النوع من العلاج؟ وما هي التأثيرات العلاجية للجلسات الكهربائية؟ وكيف تتم؟ ولماذا يثار الجدل حولها ؟ الدكتور محمود جمال أبو العزائم، استشاري الطب النفسي. يجيب عن هذه التساؤلات، ويقول: «تعمل الصدمات الكهربائية على تغير حركة الهرمونات العصبية بين أغشية خلايا المخ مما يعيدها لحالة التوازن السابق للمرض، فضلاً على أنها تؤثر أو تعدل من عمل «الهيبوثلاموس»، وهو المركز الأعلى الذي يتحكم في الجهاز العصبي اللاإرادي بفرعيه السمبتاوى والباراسمبتاوى، وكذلك فهو أحد مراكز الانفعال في المخ، ويحتوى على اكبر نسبة من الموصلات العصبية الخاصة بالانفعال. ويحتمل أن جلسة الكهرباء تعيد توازن تحكم هذا المركز في العمليات الانفعالية المختلفة من اكتئاب وهوس وفصام ... الخ. كما أنها تعطي راحة وقتية لنشاط المخ الكهربائي بحيث يبدأ العمل ثانية بطريقة سوية. وتعطي جلسات الكهرباء تحت تأثير المخدر وراخي العضلات. ولا يشعر المريض إطلاقا بهذه الصدمات». تحضير المريض وعن كيفية تحضير المريض للجلسات الكهربائية، يقول الدكتور أبوالعزائم:» يتم تحضير المريض للعلاج باتباع الخطوات التالية: ـ فحص أجهزة الجسم المختلفة للتأكد من سلامة الجهاز العصبي والقلب وضغط الدم والصدر وخلو المريض من العلامات العضوية. ـ صيام المريض عن الطعام والشراب 6 ساعات قبل موعد الجلسة. ـ إفراغ المثانة من البول قبل موعد الجلسة مباشرة. ـ تجنب الملابس الضيقة خاصة في النساء. أما عن دور العلاج بالجلسات الكهربائية في علاج الاكتئاب، ومتى تستخدم للعلاج، يوضح الدكتور أبو العزائم:» العلاج باستخدام الجلسات الكهربائية هو نوع هام ومفيد في علاج الاضطرابات الوجدانية ويبدأ استخدام الجلسات الكهربائية عندما لا تستجيب حالات الاكتئاب الشديدة للعقاقير المضادة للاكتئاب أو أن يكون المريض غير قادر على تحمل التأثيرات الجانبية للعقاقير أو يجب أن تتحسن حالته سريعاً، وبعض المرضى لا يستجيبون للعلاج بالعقاقير المضادة للاكتئاب أو العقاقير المثبتة للمزاج ويكون العلاج بالجلسات الكهربائية هي الطريقة الأساسية لعلاج هؤلاء المرضى. وتستخدم الجلسات الكهربائية في علاج كلاً من حالات الاكتئاب وحالات الهوس. كما تستخدم الجلسات في علاج المرضى الذين يعانون من بعض الأمراض العضوية الذين لا يستطيعون تحمل العلاج بالأدوية المضادة للاكتئاب ومثال لذلك بعض المرضى الذين يعانون من أمراض الكبد حيث يكون علاج الاكتئاب باستخدام الجلسات الكهربائية أفضل لهم من استخدام العقاقير التي تؤثر على الكبد، وكذلك يتم استخدام العلاج بالجلسات الكهربائية للسيدات الحوامل أو لبعض المرضى الذين يعانون من أمراض بالقلب عند تعرضهم للاكتئاب. ويتم اللجوء للعلاج بالجلسات الكهربائية في بعض الحالات التي لا يستطيع المريض فيها الانتظار لمدة شهرين حتى تتحسن فيها حالته مع استخدام العقاقير المضادة للاكتئاب خصوصاً في بعض الحالات التي يكون فيها المريض عرضة للانتحار، أو بسب وجود وظيفة حساسة تتطلب سرعة التحسن لأن التحسن مع استخدام الجلسات الكهربائية يتم في غضون أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع. ويحتاج مريض الاكتئاب إلى حوالي 6-8 جلسات موزعة على أساس جلستين أو ثلاث جلسات كل أسبوع». ويضيف الدكتور أبو العزائم:» العلاج بالجلسات الكهربائية يعطى نتيجة سريعة وناجحة في علاج الاكتئاب، لكن يجب أن يتبع ذلك استخدام العقاقير المضادة للاكتئاب، وقد وجد أن المرضى الذين عولجوا بالجلسات الكهربائية ولم يتناولوا العقاقير المضادة للاكتئاب تنتكس حالتهم بنسبة 50 % على مدى 6 أشهر بعد العلاج بالجلسات . ومن هنا تظهر أهمية الاستمرار في العلاج بالعقاقير بعد العلاج بالجلسات الكهربائية حتى تستقر الحالة المزاجية. ذهان الهوس أما عن استخدام الجلسات الكهربائية في ذهان الهوس والاكتئاب، يقول الدكتور أبو العزائم:» بالرغم من أن الجلسات الكهربائية نالت دعاية غير منصفة إلا أنها قد تكون علاج منقذ لحياة المريض وتعتبر من أكثر طرق العلاج فاعلية وأكثرها أماناً في علاج حالات الاكتئاب الذهاني. ويتم الاستعانة بالجلسات الكهربائية في علاج الحالات الحادة والتي لا نستطيع فيها الانتظار حتى يظهر تأثير العلاج الدوائي أو إذا كان العلاج بالأدوية المضادة للاكتئاب لم يعطى نتيجة إيجابية ناجحة، أو إذا كان هناك ظروف طبية أو حمل بما يجعل العلاج الدوائي غير آمن. وتذكر دائما أن العلاج بالجلسات الكهربائية أكثر أماناً وراحة ولا يعتبر علاج مؤذ كذلك الذى يظهر في الأفلام السينمائية. أما في حالات علاج الفصام، فتستخدم الجلسات الكهربائية في علاج حالات الفصام الحادة، وكذلك الحالات الحديثة، وحالات الفصام الكتاتوني «التخشبي»، وتعتبر الكهرباء العلاج الأساسي في مثل هذه الحالات، وحالات الانعزال والقلق وعدم الاهتمام والخمول المصاحبة للمرض، وإذا صاحب الفصام أعراض وجدانية إما اكتئابية أو انبساطية. وتقلل أحيانا جلسات الكهرباء من شدة الهلاوس والضلالات وما يصاحبها من آلام نفسية شديدة». ويكمل الدكتور أبو العزائم:» يحتاج مريض الفصام لحوالي 8-12جلسة كهرباء بمعدل 2-3 صدمات في الأسبوع ويعتمد عدد هذه الجلسات على مدى درجة التحسن واختفاء الأعراض ويترك ذلك لتقدير الطبيب المعالج. وقد أثبتت البحوث المعملية والتشخيصية باستخدام رسم المخ بالكومبيوتر عدم وجود آثار سلبية من العلاج بالصدمات الكهربائية إذا استخدم هذا العلاج بالطريقة الطبية السليمة. وتشير الأبحاث الحديثة المقارنة إلى انه يتساوى تأثير الجلسات الكهربائية مع العقاقير بعد 6 أشهر من بدء العلاج ولذا فإن الكهرباء لها فاعليتها على الأعراض من الناحية الزمنية «أي زوال الأعراض سريعا». جدوى العلاج يؤكد الدكتور أبو العزائم، أن كثير من الدراسات التي أجريت على المرضى الذين عولجوا بالجلسات الكهربائية وجد أن حوالي 80 % من هؤلاء المرضى أشاروا بأن العلاج قد أفاد في حالتهم وأدى إلى تحسنهم كما أشار حوالي 70 % من المرضى أن إحساسهم بالخوف والقلق من هذا النوع من العلاج يعادل إحساسهم بالخوف عند ذهابهم لطبيب الأسنان. وليس هناك أي دليل علمي حتى الآن على أن الجلسات الكهربائية تؤدى إلى تلف المخ كما يشاع. وقد تم تشريح مخ سيدة توفت وفاة طبيعية وكانت خلال حياتها تعالج بالجلسات الكهربائية «حوالي 1000 جلسة كهربائية»، وأثبت التشريح عدم وجود أي تلف بالمخ بعد هذا العدد من الجلسات. وأحياناً تؤثر الجلسات الكهربائية على الذاكرة، ولكن الحالة تتحسن وترجع الذاكرة لطبيعتها بعد عدة أشهر. ومن مراجعة الحالات التي اشتكت من استمرار تأثر الذاكرة لمدد طويلة وجد أن المقاييس النفسية لقياس حدة الذاكرة كانت طبيعية وربما ترجع الشكوى لمشاكل أخرى متعلقة بالناحية المزاجية والتركيز». هل هي نوع من العقاب؟ عن أسباب الجدل الدائر حول استخدام الجلسات الكهربائية، وما يشاع حول استخدام الجلسات الكهربائية في عقاب بعض المذنبين أو المعتقلين، يقول الدكتور أبو العزائم:» هذا الجدل سببه أن هناك من كان يدعى أن الجلسات الكهربائية كانت تستخدم في المستشفيات العقلية في الماضي كنوع من عقاب النزلاء عند إصابتهم بنوبات الهياج الشديد، أو لعقاب المعتقلين السياسيين في الدول الاشتراكية أو الشيوعية السابقة. فجدواها يتمثل في التهدئة فقط وليس كعقاب. كما يجب ملاحظة أن العلاج بالجلسات الكهربائية يستخدم في جميع المصحات النفسية في العالم المتقدم، وهو أحد الطرق الطبية المذكورة في جميع المراجع العلمية العالمية، ولم تشر أية دراسات عن مشاكلها الصحية على المريض حتى الآن».
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©