الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ريما عبدالله: الحوار الهادئ مدخل التواصل مع الطلبة

ريما عبدالله: الحوار الهادئ مدخل التواصل مع الطلبة
12 ابريل 2011 21:02
نظراً لما للتعليم من أهمية لمستقبل النشء، والتجديد الذي حدث على المناهج بفضل ثورة المعلومات، برزت أعباء إضافية باتت تقع على عاتق المعلم. إلى ذلك، تقول ريما عبدالله، معلمة منذ حوالي 11 سنة، وتتعامل مع طالباتها الشابات بصداقة وحوار “من قبل كان الطالب يكتفي بالشرح الكلاسيكي، المعلمة تكتب على اللوح وتشرح الدرس، بطريقة التلقين، لكن اليوم مع مرور الزمن والتطور صار الطالب يشعر بالملل وأصبحنا نتيجة للتعليم الإلكتروني”. وسائل تعليم تقول عبدالله “حالياً أستخدم جرافك كالكيوليتر graphic calculater وهو نوع جديد من الآلات الحاسبة، واستخدم سمارت بورد (اللوح الذكي)، وأستخدم دائما أحدث المعلومات عن طريق الإنترنت، وأبحث عن الوسائل لتوصيل المعلومة، لأن الطالب صار يمل”. وتتابع “الطريقة التي كانت تكتب من أيام أجدادنا هي نفسها تنتقل لآبائنا ولأولادنا، لذلك يشعر الطالب بالملل واستيعابه لن يكون كما هو مطلوب منه. بالتالي نحن في عصر التكنولوجيا وأنا أستخدم هذه الأساليب، وفعلا أشعر أن الطلاب يستجيبون مع التقنية الحديثة”. وعن تعامل المعلم مع الطلاب المتميزين إن كانوا يحصلون على اهتمام ومتابعة أكبر من المدرس، توضح “سن الطلاب الذين أدرسهم حرج جدا، لا أستطيع أن أميز واحدا عن الثاني، لكن ممكن أن أستفيد من قدرات أحدهم أو بعضهم وأستعين فيهم ليعطوني أكثر. وهؤلاء أسميهم (شركاء المعلم) هكذا يشعرون بأنهم أعطوا دورا أكبر، وبنفس الوقت ساعدوني دون أن يبين أني ميزتهم، وطبعا إذا كان زملاؤهم يحتاجون مساعدة منهم أتعاون معهم لتقديم أي عون”. وتواصل عبدالله توضيح طريقتها أكثر “ربما كان المدرس يميز أحياناً طالباً معيناً، وهذا يثير بعض الغيرة عند الآخرين. لكن كل واحدة أرى فيها صفة مميزة أبرزها. الطالبة المميزة ببعد تفكيرها أعطيها الأسئلة الصعبة، المتميزة بالتكنولوجيا، بالترتيب، بالتطوع والمساعدة، أدرس شخصيات الطالبات عندي ثم أركز على تلك النقطة بحيث تشعر كل واحدة منهن أن لها دورا مهما حتى لا تكون بينهن غيرة”. منافسة شريفة حول المنافسة بين الطلاب، وإن كانت تؤدي إلى دور جيد أحيانا، تؤكد عبد الله “المنافسة أحيانا تساعد الطلبة وتدفعهم إلى الأفضل، إن كل طالبة تبذل جهدها من أجل تحصيل علامات أعلى من زميلتها، خاصة في المشاريع التي نعملها في المدرسة ونستخدم فيها أحدث التكنولوجيا. عندي في الصف 30 طالبة أعمل مجموعات تضم كل واحدة منها خمس طالبات، ونناقش هذه المجموعات في هذه المشاريع، لأن الإدارة لا يمكن أن تحضر كل المشاريع، هنا يكون التنافس بشكله الإيجابي، أقول لهن: على كل واحدة أن تشتغل وتعطني أحسن ما عندها، لأننا سنختار مجموعتين ونرشح أحسن مشروعين يقدم للإدارة”. وعن التعاون بين البيت والمدرسة وأهمية التواصل مع أهل الطالبات، خاصة في مرحلة التعليم الثانوي، تبين عبدالله قائلة “ننظم ثلاثة اجتماعات سنوية، يتم التنسيق فيها مع أولياء الأمور، لكن هناك حالات لا تنتظر هذه الاجتماعات. لو وجدنا مثلا أن إحدى الطالبات عطاؤها غير جيد نعطيها ملاحظة في البداية ثم إنذارا أول وربما نضطر لإنذار ثان، وإن لم نجد تحسن على أحوالها نتصل مع أهلها ونطلب اجتماعا طارئا ندرس معهم الوضع، إن كان عندها ظروف في البيت أدت إلى تراجع مستواها الدراسي، ومن خلال الاجتماع مع الأهل نعمل خطة مشتركة مدرسية - بيتية لنرفع من مستوى الطالبة. طبعا هناك أولياء أمور يتجاوبون مع المدرسة، والبعض للأسف لا يردون على التلفونات ولا يحضرون الاجتماعات الدورية للمدرسة. لكن بشكل عام، الجميع مهتم بمصير أولادهم. طبعا، كيف ينفذ هذا الاهتمام كل له طريقته”. علاقة طيبة عن استمرار تواصل العلاقة بين الطالبات والمدرسة بعد انتهاء المرحلة الثانوية، تؤكد “علاقتي طيبة مع طالبات، توجد محبة واحترام، أؤكد لك أنه يوجد تواصل مع طالباتي خرجتهم من 21 سنة، منهن من تزوجت وعندها أولاد تتصل بي وتسألني نصيحة، أي مدرسة أفضل لأولادهن، وهناك البعض من الطالبات يعرضن علي مشاكلهن، وأنا أعمل بإشارة أفضل لحلها. وأنصحهن كأم وبما يرضي الله وأمانة المسؤولية”. وعن ضرورة الحوار بين المدرسة وطلابها، تؤكد عبدالله “الحوار ضروري، الأجيال تتغير، التي كنت أدرسها منذ 12 سنة تختلف عن أجيال اليوم. لابد أن ندرس نفسية وعقلية هذه الأجيال، وأن ننزل لمستواهم حتى يطمئنوا لنا ويعطونا الاطمئنان والسلام ويسمحوا لنا أن نحاورهم، ولا يصح أن ننظر لأنفسنا نظرة مختلفة أو نفكر أنه أنا المدرس أنا أعرف أكثر منكم. يمكن الطلاب زهقوا من جو البيت بسبب كثرة الأوامر، لأن الأم والأب على طول محاضرات والصح والخطأ والأمر والنهي. وإن جاء أيضا من المدرسة طالب لا يعمل بتوجيهات المدرسة ويبطل يسمع لنا، أنا أعمل نفسي كواحدة منهم، أنظر ما يحبونه وأنزل لهذا المستوى عندما يطمئنون لي ويحبونني ويحترمونني، وقتها يكون فيه مجال للحوار”.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©