الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

هيلاري.. تصنع التاريخ متجاوزة الحواجز السياسية

هيلاري.. تصنع التاريخ متجاوزة الحواجز السياسية
29 يوليو 2016 00:15
واشنطن (أ ف ب) تذكر هيلاري كلينتون أحياناً مقولة شهيرة لإيليونور روزفلت، زوجة الرئيس الديمقراطي الأسبق فرانكلين روزفلت: «إذا أرادت النساء ممارسة السياسة لا بد أن يكون جلدهن سميكاً كوحيد القرن». وفي المقاهي أو في اللقاءات الانتخابية، في جعبة كلينتون آلاف النوادر حول التجارب التي مرت بها وتجاوزتها في العقود الأربعة التي أمضتها في الحياة العامة، وهي تقول: «غالباً لديّ الندوب التي تثبت ذلك». ولا يمكن إحصاء الانتقادات بالكذب والاحتيال والمحسوبية وحتى بالقتل التي وجهها إليها «الجمهوريون»، وترى غالبية من الأميركيين أنها غير صادقة. لكن كلينتون، البالغة من العمر 68 عاماً، باتت اليوم على مشارف البيت الأبيض وهي أول امرأة في تاريخ الولايات المتحدة تترشح عن أحد الحزبين الكبيرين في هذا السباق. فقد أعلن الحزب الديمقراطي تنصيبها رسمياً مرشحة له في الانتخابات الرئاسية خلال مؤتمره العام في فيلادلفيا. وقالت كلينتون متوجهة إلى الفتيات: «ربما سأصبح أول رئيسة للولايات المتحدة، لكن واحدة منكن ستكون التالية». وُلدت «هيلاري دايان رودهام» في 26 أكتوبر 1947 في شيكاغو ونشأت في ضاحية «بارك ريدج» الهادئة التي يقطنها بيض في وسط الغرب الأميركي في كنف عائلة متوسطة. وهي تحب والدتها «دوروثي» وتصف والدها «هيو رودهام» وهو ابن مهاجرين بريطانيين بأنه عنيد وقاسٍ. إلا أنه نقل إليها أخلاقيات العمل والخوف من الفاقة. ومن والدها ورثت أيضاً القناعات الجمهورية التي بقيت تلتزم بها حتى سنوات الجامعة. وفي 1965 قُبلت هيلاري كلينتون، التي تتصف بالذكاء والطموح، في جامعة عريقة للشابات هي «ويلسلي كوليدج» غير البعيدة عن «هارفرد». وخلال الاضطرابات الاجتماعية التي شهدتها الولايات المتحدة في ستينيات القرن الماضي، فتّحت سنواتها الدراسية الأربع في الجامعة عينيها على حقوق السود والنضال من أجل الحقوق المدنية وحرب فيتنام والمساواة بين الرجل والمرأة. وانتُخبت الطالبة ذات النظارات السميكة والتي تتمتع بقدرات قيادية وشخصية قوية من قبل زميلاتها لتمثيلهن في الإدارة، وفي 1969 التحقت بكلية الحقوق في جامعة «ييل»، حيث التقت بيل كلينتون. وكتب بيل كلينتون لاحقاً: «كان لديها تصميم وقدرة على ضبط النفس نادراً ما لاحظتها لدى رجال أو نساء». وفي هذه الفترة، بدأ نشاط هيلاري للدفاع عن حقوق الإنسان والنساء، وعند انتهاء دراستها، اختارت العمل مع صندوق الدفاع عن الأطفال، بينما استقر بيل في «أركنسو» لبدء مسيرته السياسية. وبعد إقامة في واشنطن في 1974، حيث وظفتها لجنة التحقيق في فضيحة «ووترجيت»، تبعت بيل كلينتون إلى أركنسو، حيث انتُخب هو نائباً عاماً ثم حاكماً للولاية، بينما التحقت هيلاري بمكتب كبير للمحاماة. وفي 1980 وُلدت ابنتهما تشيلسي. وتحت الضغوط، تخلت كلينتون عن اسم عائلتها مكتفية بكنية كلينتون، وأصبحت السيدة الأولى لأركنسو ثم للولايات المتحدة بعد انتخاب بيل في العام 1992 رئيساً. إلا أن صورة «الشريكة في الرئاسة» في الظل التي يغذيها الجمهوريون تتناقض مع الصورة التقليدية للسيدة الأولى التي تهتم بالأعمال الخيرية. ورغم الإهانة التي شعرت بها من خيانة زوجها إلا أنها دافعت عنه بقوة لتفادي إقالته العام 2008 مع أنهما كانا يقصدان خبيراً نفسياً لإنقاذ زواجهما. ومع دنوّ موعد رحيلها من البيت الأبيض، انطلقت السيدة الأولى في العمل السياسي وانتُخبت في نوفمبر 2000 عضواً في مجلس الشيوخ عن ولاية نيويورك. ورفضت الترشح للانتخابات الرئاسية في 2004، لينتقدها السيناتور باراك أوباما آنذاك في الاقتراع التالي بلا توقف لتصويتها مع حرب العراق. وحوّلت هيلاري كلينتون تجربتها إلى شعار ووعدت بأن تكون سيدة حديدية. لكن الأميركيين فضّلوا عليها شاباً أربعينياً جديداً يجسد التغيير أكثر من أي شخص آخر. وفي حدث لم يكن متوقعاً، أصبحت وزيرةً للخارجية في حكومة باراك أوباما في ولايته الأولى. ويقول معارضوها إنها لم تحقق أي نجاح يذكر. وينتقدها الجمهوريون بشدة بسبب الهجوم الذي وقع في بنغازي وقُتل فيه السفير الأميركي مختنقاً مع ثلاثة أميركيين آخرين.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©