السباق الرئاسي الأميركي يدخل مرحلة حاسمة

تقاربت معدلات التأييد للمرشحين لانتخابات الرئاسية الأميركية الديمقراطي باراك أوباما والجمهوري جون ماكين هذا الأسبوع رغم تقدم طفيف للأول، وقد دخلا المرحلة الحاسمة في معركتهما الانتخابية، حيث ستبلغ ذروتها في ولايات مثل كولورادو وفيرجينيا وميسوري واوهايو وفلوريدا التي تعتبر نتائجها حاسمة للوصول الى البيت الأبيض· ويتوقع أن يعلن أوباما الاسبوع المقبل مرشحه لمنصب نائب الرئيس الا اذا كان يعتزم القيام بإعلان مفاجئ خلال مؤتمر الحزب الديمقراطي، الذي ينعقد في دنفر (كولورادو) بين 25 و28 اغسطس· فيما يعقد الجمهوريون مؤتمرهم بعد ذلك بأسبوع مطلع سبتمبر ليعلنوا ترشيح ماكين في مينيابوليس (مينيسوتا) ما يترك مجالاً أكبر لاختيار الأخير مرشحه لمنصب نائب الرئيس· ثم يلتقي المرشحان في مناظرات رئاسية في 26 سبتمبر و7 و15 اكتوبر، يعتبرها المحللون حاسمة بالنسبة لقرارات الناخبين قبل انتخابات 4 نوفمبر· وشارك أوباما وماكين أمس الأول معاً للمرة الاولى في منتدى ديني نظمه في كاليفورنيا أحد ابرز القساوسة في الولايات المتحدة· وقد تبادل المرشحان التحية قبل أن يتصافحا طويلاً· ولبى اوباما وماكين دعوة القس ريك وارن في كنيسة سادلباك في لايك فورست بكاليفورنيا، ليجيبا كل على حدة وعلى مدى ساعة دون أن يسمع أحدهما الآخر عن اسئلة متشابهة تتصل بالإيمان، الاجهاض، الزواج المثلي، والفقر· وكرر أوباما انه يؤيد الحق في الإجهاض، موضحاً إنه لا يتخذ هذا الموقف ''لأنني أؤيد الاجهاض كمبدأ، ولكن لأنني لا اعتقد ان النساء اللواتي يلجأن الى الاجهاض يقمن بذلك من دون وعي''· وأكد انه يرفض الإجهاض المتأخر الا اذا كان الوضع الصحي للأم في خطر، وشدد على انه سيرفض تعديلاً للدستور الاميركي لحظر الزواج المثلي، مؤيداً الزواج المدني بين المثليين· ورأى أن الاخفاق الاكبر لأميركا يتمثل في عدم مساعدة ضحايا الفقر والعنصرية والتمييز الجنسي، وتحدث عن تجربته في شبابه مع المخدرات· في المقابل أكد ماكين رفضه المطلق للإجهاض لأن ''حقوق الانسان تبدأ منذ تكوينه''، معارضاً الزواج المدني بين المثليين· واعتبر ان الإخفاق المعنوي الأكبر لاميركا تجسد في عدم قدرة الاميركيين، بعد هجمات 11 سبتمبر على خوض ''قضايا اكبر من مصالحهم الشخصية''· واعرب عن تعاطفه مع الجورجيين، مؤكداً استعداده لملاحقة زعيم تنظيم ''القاعدة'' اسامة بن لادن ''حتى ابواب الجحيم''· وأشار إلى فشل زواجه الأول كأكبر فشل أخلاقي في حياته· وذكر موقع ريال كلير بوليتيكس على الإنترنت أن متوسط نتائج استطلاعات الرأي التي جرت مؤخراً أظهرت تقدم اوباما بمقدار 4,2 نقطة مئوية على مكين· فيما أظهرت دراسة مسحية جديدة قام بها مركز أبحاث بيو أن 46% من الناخبين الآن يفضلون أوباما مقابل 43% لمكين· وفي السياق جمع أوباما خلال شهر يوليو أكثر من 51 مليون دولار كما أعلن فريقه الانتخابي أمس الأول، وفي المجموع بات يملك 65,8 مليون دولار لتمويل حملته الانتخابية· بينما جمع ماكين 27 مليون دولار في يوليو، وكان يمتلك مطلع اغسطس 21 مليون دولار في حين يمتلك الحزب الجمهوري تبرعات بقيمة 75 مليون دولار· وبخلاف ماكين لم يقبل أوباما تمويلاً حكومياً وبالتالي لا يسري عليه نظام سقف الإنفاق الذي يضع حدوداً لإنفاقه الانتخابي·