انسحاب الجيش الروسي من جورجيا يبدأ اليوم

وعد الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف ببدء سحب قواته اليوم من جورجيا، فيما اتهمت هذه الأخيرة موسكو بتدعيم مواقعها في الأراضي الجورجية· وأعلن الكرملين ان الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف أبلغ نظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي في اتصال هاتفي اجراه معه أمس ان روسيا ستباشر ابتداء من اليوم سحب قواتها العسكرية التي كانت ارسلت لتعزيز قوات حفظ السلام الروسية إثر الهجوم الجورجي على أوسيتيا الجنوبية''· وفي باريس، أكدت الرئاسة الفرنسية ان الرئيس ميدفيديف أبلغ رئيس الجمهورية الفرنسية ان انسحاب القوات الروسية سيبدأ اليوم الثامن عشر من أغسطس عند الظهر· وحذر ساركوزي نظيره الروسي خلال الاتصال، بحسب ما جاء في بيان قصر الأليزيه، من ''التداعيات الخطيرة لعدم تطبيق اتفاق السلام بشكل سريع وكامل، على علاقات روسيا بالاتحاد الأوروبي''· ونقل الأليزيه عن ساركوزي، الرئيس الحالي للاتحاد الأوروبي، قوله ان ''توقيع كل الأطراف المعنيين وآخرهم رئيس اتحاد روسيا، على اتفاق وقف اطلاق النار المؤلف من ست نقاط يجب ان يترجم بانسحاب من دون تأخير لجميع القوات العسكرية الروسية التي دخلت جورجيا منذ السابع من أغسطس الحالي''· ونقلت وكالة الأنباء الروسية ''انترفاكس'' عن ميدفيديف قوله في الاتصال الهاتفى مع ساركوزي إن عملية الانسحاب تتعلق بجميع الوحدات العسكرية التي شاركت في تعزيز قوات حفظ السلام الروسية أثناء الهجوم على جورجيا· وتابع بيان الأليزيه ان الرئيسين ''اتفقا على نشر مراقبين دوليين تابعين لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا في أقرب وقت''· وأضاف البيان انهما اتفقا أيضا ''على اجراء اتصال هاتفي يومي يركز على كيفية تطبيق اتفاق وقف اطلاق النار''· وينص اتفاق وقف اطلاق النار بين روسيا وجورجيا الذي تم التوصل اليه بمبادرة من الرئيس الفرنسي، على عودة القوات الجورجية إلى مراكزها، وانسحاب القوات الروسية إلى المواقع التي كانت فيها قبل بدء النزاع في أوسيتيا الجنوبية· وكان ساركوزي أكد في رسالة بعث بها إلي رئيس جورجيا ميخائيل ساكاشفيلي ان روسيا يجب ان تنسحب من كل البلدات الرئيسية في جورجيا بموجب اتفاق سلام وقعته على الرغم من شروط تخولها اجراء ''ترتيبات أمن اضافية''· وجاء في الرسالة التي أعلنها مكتب ساركوزي أمس ''كما ذكرت بشكل محدد في مؤتمرنا الصحفي المشترك في تبليسي فإن ترتيبات الأمن الاضافية لا يمكن ان تنفذ سوى في الجوار المباشر لأوسيتيا الجنوبية ولا تشمل أي مناطق أخرى من اراضي جورجيا''· ويخول الاتفاق الذي توسطت فيه فرنسا الأسبوع الماضي القوات الروسية باتخاذ اجراءات أمنية إضافية مؤقتة إلى ان تصل قوات حفظ سلام دولية يتطلب ارسالها اصدار قرار لمجلس الأمن الدولي· وأضاف ساركوزي بقوله في رسالته ان القوات الروسية لن يسمح لها بالتواجد في أي بلدات خارج أوسيتيا الجنوبية وانه يتعين ضمان حركة النقل البري وبالسكك الحديدية· وجاء في الرسالة أيضا ''وبشكل أكثر تحديدا هذه ''الترتيبات'' لا يمكن تنفيذها سوى في منطقة تبعد بضعة كيلومترات عن الحدود الادارية بين أوسيتيا الجنوبية وباقي اراضي جورجيا وبحيث لا تشمل أي مركز حضري رئيسي·· وأنا في ذهني بشكل خاص بلدة جوري''· وأعلن وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير في مقابلة نشرت أمس أن جورجيا أساءت التقدير في الأزمة الحالية مع روسيا ولكن رد فعل موسكو كان غير متناسب· وأبلغ كوشنير صحيفة ''جورنال دو ديمانش'' الأسبوعية أمس ''وقعت أخطاء كبيرة في التقدير من جانب الجورجيين ورد فعل غير متناسب بشكل واضح من جانب الروس''· ولكنه تفادى الانحاء باللائمة على أي من الطرفين في اندلاع العمليات الحربية والتي طردت خلالها الدبابات الروسية التي توغلت في الأراضي الجورجية القوات التي أرسلتها جورجيا إلى منطقة أوسيتيا الجنوبية الانفصالية التي تدعمها روسيا· ميدانيا، أفاد الجنرال الروسي فياتشيسلاف بوريسوف، قائد منطقة جوري الجورجية القريبة من أوسيتيا الجنوبية، أمس ''ان قوات حفظ السلام الروسية وصلت، والقوات الروسية تنسحب تدريجيا''، من دون ان يوضح ما إذا كانت هذه التحركات تشمل كافة أنحاء جورجيا او منطقة جوري·