الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

تصاعد الاحتجاجات في غرب اليمن

تصاعد الاحتجاجات في غرب اليمن
8 ابريل 2013 00:07
عقيل الحلالي (صنعاء) - صعّد “الحراك التهامي” احتجاجاته المناهضة لسياسيات الحكومة اليمنية بحشد آلاف من أنصاره أمس الأحد أمام القصر الجمهوري بمدينة الحديدة(غرب)، حيث يقيم الرئيس الانتقالي، عبدربه منصور هادي، منذ وصوله الخميس إلى هذه المدينة الساحلية المضطربة منذ شهور.وردد المتظاهرون، وغالبيتهم قدموا من بلدات مجاورة، شعارات نددت باستمرار ما وصفوها بمعاناة “أبناء تهامة”، وهو إقليم جغرافي يمتد على المناطق الساحلية في غرب اليمن، ويضم محافظة الحديدة وأجزاء من محافظات حجة، ذمار، وتعز، ويتجاوز عدد سكانه أكثر من خمسة ملايين نسمة، معظمهم تحت خط الفقر. وهتف المتظاهرون “يا تهامة صح النوم”، ورفعوا لافتات كتب عليها عبارات مناهضة لـ”تهميش” و”إقصاء” أبناء تهامة، الذين انبثق عنهم في يناير الماضي تكتل سياسي حمل اسم “”الحراك التهامي” على غرار “الحراك الجنوبي” الذي يقود الاحتجاجات الانفصالية في جنوب اليمن منذ 2007. ولم تسجل التظاهرة أي صدامات بين المتظاهرين وقوات الأمن المنتشرة في الشوارع المؤدية إلى مبنى “القصر الجمهوري”، وسط مدينة الحديدة، التي شهدت الأسبوع الماضي مواجهات بين الشرطة ومسلحين من “الحراك التهامي” أوقعت ثلاثة قتلى، بينهم ضابط وجندي.وتزامنت التظاهرة مع قيام مسلحين مؤيدين لـ”الحراك التهامي” بإغلاق الطريق الذي يربط مدينة الحديدة بالعاصمة صنعاء، للضغط على السلطات بتحقيق مطالبهم خصوصا إعادة الأراضي المسلوبة والمنهوبة من قبل السلطات أو “نافذين”. وقال الناطق الرسمي باسم “الحراك التهامي”، وديع عطا، لـ”الاتحاد” : يعاني أبناء إقليم تهامة من مشكلة الأراضي منذ عام 1926 عندما أمر الإمام يحيى بن حميد الدين (الذي كان يحكم شمال اليمن آنذاك) بتأميم مساحات شاسعة”، متهماً الحكومات اليمنية المتعاقبة بانتهاك حقوق التهاميين “ونهب أراضيهم”. ولفت عطا إلى أن كافة مناطق الإقليم تعاني من انعدام أو تردي الخدمات الحكومية الأساسية كالمياه والكهرباء والصحة، مشيرا إلى ارتفاع نسبة الوفيات بين سكان تهامة بسبب غياب الخدمات الطبية والصحية. وردا على سؤال حول ردود الفعل تجاه توجيهات الرئيس هادي الأخيرة بشأن إنهاء معاناة “أبناء تهامة”، اعتبر عطا أن هذه التوجيهات “زادت الطين بلة” لأنها تضمنت اعتقال ومحاكمة المتورطين بقتل رجلي أمن الأسبوع الماضي بمدينة الحديدة “دون الاكتراث إلى قتلى الحراك التهامي”، حسب قوله.وقال :”نطالب بلجنة تحقيق محايدة لكشف ملابسات المواجهات الأخيرة”، مؤكدا التزام الحراك التهامي بالنهج السلمي “بالرغم انقسام داخل الحراك بشأن العمل المسلح”.والتقى الرئيس عبدربه منصور هادي، صباح الأحد، بالقصر الجمهوري، وفدا من علماء الدين وقيادات أحزاب “اللقاء المشترك” بمدينة الحديدة، حسب ما ذكرت وكالة الأنباء اليمنية “سبأ”. وتحدث هادي خلال اللقاء عن معاناة اليمن بسبب اضطراباته الراهنة والمستمرة منذ اندلاع الانتفاضة ضد الرئيس السابق في يناير 2011. وقال الرئيس المنتخب العام الماضي خلفا لسلفه علي عبدالله صالح ولولاية مؤقتة تنتهي في فبراير المقبل :”كان اليمن على مفترق طرق وعلى وشك حرب أهلية ليس لها آخر، حتى انبثقت المبادرة الخليجية واليتها التنفيذية وتدخل المجتمع الدولي بأسره حتى لا يذهب اليمن إلى هاوية الحرب الأهلية”.واستعرض خطوات انتقال السلطة منذ توقيع اتفاق المبادرة الخليجية في الرياض أواخر نوفمبر 2011 وحتى إطلاق مؤتمر الحوار الوطني الشامل في صنعاء الشهر الفائت.وقال هادي إن “مخرجات المؤتمر ستمثل عقدا اجتماعيا جديدا على أساس الحكم الرشيد بكل متطلباته ومواصفاته والجميع شركاء دون استثناء أو إقصاء ويمن جديد لا ظالم ولا مظلوم”، مضيفا :”يكفي اليمن خمسين عاما من العذابات والانقلابات والمنعطفات التي أثرت على سير التنمية الخدمية والتنموية حتى في أبسط أمورها”. ومنذ الإطاحة بصالح، يعاني اليمن من اضطرابات وأعمال عنف متصاعدة في ظل اتهامات للحكومة الانتقالية بالعجز عن فرض هيبة القانون، ومزاعم حول تورط الرئيس السابق في هذه الاضطرابات. وبحثت “لجنة الشؤون العسكرية” المنبثقة عن اتفاق المبادرة الخليجية، أمس الأحد في صنعاء، “الإجراءات التي يتوجب اتخاذها لفرض هيبة النظام والقانون وتوطيد الخطوات الأمنية التي تحفظ أمن الوطن والمواطن”. وأمرت اللجنة، التي تضم وزيري الداخلية والدفاع و12 من قادة الجيش والأمن، بـ “تفعيل الإجراءات العسكرية الأمنية الحازمة للحفاظ على الأمن والسلامة العامة للمواطنين”، مشددة على ضرورة “منع أية إخلالات أمنية في أي من مناطق الجمهورية”. ودعت اللجنة العسكرية كافة القوى السياسية والاجتماعية ومنظمات المجتمع المدني في البلاد إلى “تعزيز الاصطفاف الوطني وتضافر الجهود المخلصة من أجل اليمن وضمان فاعلية الأمن والاستقرار”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©