الهلال الأحمر تبحث مع عدد من المنظمات الدولية تعزيز جهود الإغاثة الإنسانية

أبوظبي (الاتحاد)- بحثت هيئة الهلال الأحمر مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا) ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) ومكتب تنسيق المساعدات الإنسانية بمنظمة الأمم المتحدة (أوتشا) وقسم المساعدات الإنسانية بالمفوضية الأوروبية، كل على حدة عمليات تعزيز جهود الإغاثة الدولية للمتأثرين من الكوارث والأزمات حول العالم، وذلك على هامش فعاليات معرض ومؤتمر دبي الدولي للإغاثة و التطوير (ديهاد) الذي اختتم أعماله مؤخرا في دبي. وجاءت هذه الاجتماعات ضمن تحركات الهيئة لتفعيل مضامين الشراكة بين المنظمات العاملة في المجال الإنساني، وتم الاتفاق على تعزيز آليات التعاون والتنسيق لتقديم أفضل الخدمات الإنسانية للمنكوبين والضحايا وتوفير احتياجاتهم وتخفيف وطأة المعاناة الإنسانية عليهم، إلى جانب تنسيق البرامج الميدانية وتعزيز الشراكة وتبادل المعلومات و الخبرات للتغلب على التحديات اللوجستية في إيصال المساعدات الإنسانية للمتضررين في كل مكان. والتقى أحمد حميد المزروعي رئيس مجلس إدارة هيئة الهلال الأحمر في مستهل الاجتماعات التنسيقية فيليبو غراندي المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) بحضور بيتر فورد نائب المفوض والدكتور عبد الكريم بن سي علي مستشار العلاقات الدولية في هيئة الهلال الأحمر، وبحث اللقاء سير العمل في عدد من المشاريع التنموية التي تمولها هيئة الهلال الأحمر وتشرف على تنفيذها (الأونروا) في إطار الشراكة الإنسانية بين الجانبين والمستمرة منذ عدة سنوات لتخفيف معاناة الفلسطينيين داخل الأراضي الفلسطينية وفي مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان وسوريا والأردن. كما ناقش الجانبان عددا من المشاريع الجديدة المقترحة في المجالات الصحية و التعليمية والسكنية وآليات التعاون في تنفيذها لتعزيز قدرة الفلسطينيين على مواجهة ظروفهم الصعبة، وأكد الجانبان عزمهما على الاستمرار في تعزيز هذه الشراكة من أجل تحسين حياة الشعب الفلسطيني في الداخل و الخارج. مساعدات للاجئين بالشرق الأوسط كما التقى رئيس مجلس إدارة هيئة الهلال الأحمر يعقوب الحلو مدير منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، واستعرض اللقاء الوضع الراهن للاجئين في عدد من المناطق والساحات الملتهبة، وقدم المسؤول الدولي شرحا لظروف اللاجئين في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا و الجهود التي تبذلها المفوضية لتوفير الرعاية اللازمة لهم في ظل التحديات الإنسانية الكبيرة التي يتعرض لها الفارون من الأزمات، مشيرا في هذا الصدد إلى تفاقم معاناة المتأثرين من النزاعات الجارية في دولة مالي بغرب أفريقيا مما أسفر عن نزوح أكثر من 170 ألف شخص إلى الدول المجاورة لمالي، مؤكدا أن هذه المستجدات فرضت على المفوضية تعزيز شراكتها مع المانحين في المنطقة وفي مقدمتهم هيئة الهلال الأحمر الشريك الاستراتيجي للمفوضية في مساعيها الرامية لتخفيف وطأة النزوح عن كاهل ملايين البشر حول العالم، وتم الاتفاق على توقيع مذكرة تفاهم في القريب العاجل لتنسيق العمل و التعاون بين الجانبين. وفي لقاء منفصل بحث أحمد حميد المزروعي مع جوهانيز لوشينير رئيس قسم المساعدات الإنسانية لمنطقة الشرق الأوسط ووسط وجنوب غرب آسيا في المفوضية الأوروبية مجالات التعاون الإنساني في عدد من الدول التي تواجه تحديات إنسانية كبيرة كالصومال و بنجلاديش و باكستان واليمن وغيرها من دول المنطقة، وتم الاتفاق على بناء جسور للشراكة الإنسانية بين الجانبين لمقابلة الاحتياجات المتزايدة للعمل الإنساني إقليميا ودوليا. تعاون مع «اليونيسيف» كما التقى رئيس مجلس إدارة هيئة الهلال الأحمر ماريا كاليفيس المديرة الإقليمية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) وتم استعراض أوضاع الطفولة في المنطقة وتأثير الأحداث الجارية على حياة الأطفال واحتياجاتهم التعليمية والصحية والمعيشية، وأكدت مسؤولة (اليونيسيف) أن الوضع الراهن للأطفال في عدد من الدول يحتاج للتعاون والعمل سويا من أجل تحسين ظروفهم، وقالت إن منظمتها تتطلع للمزيد من التنسيق مع هيئة الهلال الأحمر لتنفيذ برامج مشتركة تعمل على تعزيز قدرة الأطفال وتخفف من معاناتهم، وأسفر الاجتماع عن تبني الجانبين برامج صحية مشتركة تعنى بتطعيم الأطفال من الأمراض في عدد من الساحات التي تشهد تدهورا في هذا الجانب. وفي لقائه مع رشيد خاليكوف مدير إدارة المساعدات الإنسانية بمنظمة الأمم المتحدة بحث رئيس مجلس إدارة هيئة الهلال الأحمر آفاق التعاون الإنساني بين الجانبين في عدد من الدول الأفريقية التي تعاني شعوبها ظروفا إنسانية صعبة خاصة في الصومال، كما ناقش اللقاء إمكانية الاستفادة من خبرات المنظمة الدولية في المجال الإنساني وبناء قدرات موظفي الهيئة من خلال برامج تدريبية يشرف عليها خبراء من المنظمة الدولية، وتم الاتفاق على بناء جسور التعاون بين الجانبين وتعزيز قنوات التواصل للمزيد من التنسيق و الشراكة الإنسانية. وفي ختام الاجتماعات أكد أحمد حميد المزروعي رئيس مجلس إدارة الهلال الأحمر حرص الهيئة على تعزيز الشراكة مع نظرائها في الحقل الإنساني لتقديم خدمات أفضل ورعاية أكبر لضحايا النزاعات و الكوارث، وقال إن تضافر جهود المنظمات الإقليمية والدولية ستحقق بلا شك مكتسبات كبيرة ضمن جهودها لتحسين أوضاع المتأثرين، وستضيف بعدا جديدا ونقلة نوعية في مضامين الشراكة الإنسانية التي لا غنى عنها في عالم اليوم الذي يشهد حدة النزاعات وشدة الكوارث، وشدد على أن وحدة الهدف وتبادل الخبرات و التجارب و الأفكار بين الشركاء الإنسانيين جديرة بأن تحقق المزيد من النجاحات على جميع الصعد الإنسانية.