السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

غرفة النوم الإماراتية راحة اليوم الطويل

غرفة النوم الإماراتية راحة اليوم الطويل
11 يونيو 2010 21:47
بسيطة، صغيرة، دافئة وساترة. تلك هي أبرز صفات غرفة النوم الإماراتية القديمة، كانت في أغلب الأحيان مروشة بالحِِِصر (جمع حصير)، وتتناثر فيها الوسائد لتكون متعددة الاستعمالات: للنوم، للضيافة، وربما للطعام أيضا. في زمن لم يكن الإنسان يملك أثمن من أخلاقه، كانت الحاجات التي يتعود على استعمالها بسيطة خفيفة، لا يطمع فيها طامع، ولا يخاف عليها من اللصوص. غرفة النوم الإماراتية القديمة كانت تختلف باختلاف البيت، هي مبنية من الطين في بيوت التجار الكبار وأهل المدن، ومن سعف النخل في «المقايظ» ومعظم بيوت الحضر وأهل المزارع، ومن صوف الغنم في الخيام البدوية سهلة الحمل والنقل. لكنها على اختلاف البيوت كانت تتميز بمميزات خاصة تجعلها مكانا مريحا بعد تعب اليوم الطويل، إن كان أهل البيت موسراً اقتنى «الكرفاية» أو «الشبرية» وهو المسمى الإماراتي لسرير النوم، الكرفاية في المناطق الحضرية، بينما الشبرية هو الاسم السائد في مناطق الساحل، و لم يكن في السابق أكثر من ألواح خشبية تربط فيها حبال متينة يوضع فوقها مفارش قطنية للنوم. أما الغالبية العظمى من الإماراتيين فكانوا ينامون في «الدواشق»، وهي مرتبات بحشوات قطنية أو إسفنجية كان المسافرون يجلبونها من الهند، تفرش في النهار لجلوس الضيوف وتتحول ليلا إلى مرتبات نوم، وحتى هذه الدواشق لم تكن معروفة إلا قبل الاتحاد بقليل، وما زالت موجودة إلى اليوم في البيوت الإماراتية. أبرز محتويات غرفة النوم أيضا، «المندوس» وهو الصندوق الخشبي المزين بمسامير ذهبية أو فضية، فهذه الخزانة البسيطة كانت ترفا تحصل عليه المرأة في ليلة زفافها ويبقى خزانتها الوحيدة للأبد، فيه تحفظ ملابسها ومصاغها وعطورها البسيطة، وفي علبة صغيرة تضعها فيه أو بجواره، كانت تحفظ عدة الطيب من مدخن، مرش، مكحلة، وحبات الدخون والعود. هناك أيضا «السحارة» وهي تسمية تطلق على الصندوق الخشبي الكبير أو المعدني لاحقا، وهو يختلف عن المندوس بخلوه من الزينة، لكنه يشبهه في الوظيفة مادامت تحفظ فيه الأغراض، وأهم ما كان يحفظ فيه الأسلحة و«الزانة» أو الطلقات. بجوار الباب كانت دائما صينية الفوالة جاهزة (وجبة بسيطة من التمر وأي فاكهة موجودة)، تغطى «بالمجبة» وهي غطاء للطعام يصنع من السعف، في انتظار أي ضيفة ستدخل البيت. فوق الشبرية أو بجوار الجدار يعلق حبل طويل يسمى «الغدان» يقوم مقام الشماعة اليوم، تعلق عليه الثياب و«الخري» وهو خرج الدابة، جفران صغيرة لحفظ الأغراض. كان لغرفة النوم استعمالات كثيرة، لأن البيت القديم لم يكن يزيد على غرفتين، إحداهما مجلس الرجال وينام فيها الصبية مساء، بينما الأخرى هي غرفة النوم الرئيسية التي تنام فيها البنات أيضا، أما المطبخ فكان مكانه «الحوي» وهو جانب من فناء البيت، لأن الطبخ كان على «شبة الضو» أي إيقاد النار. وأمام باب الغرفة وفي زاوية قريبة من الباب، كان يوضع «حٍِب الماء» أو «الخرس» وهو وعاء فخاري يضمن تبريد المياه للشرب، ويفضل أن يكون قريبا من غرفة النوم كي يستطيع العطشان ليلا الوصول إليه بسهولة.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©