عمدة ريجيكوفو يعتبر نشر الدرع يوم حداد

أعرب رئيس بلدية ريجيكوفو التي ستنشر فيها الصواريخ الأميركية عن حزنه الشديد بعد الاتفاق الأولي الذي توصلت إليه وارسو وواشنطن حول نشر جزء من الدرع على الأراضي البولندية· وقال ماريوس شميل رئيس بلدية هذه البلدة الصغيرة ذات الشواطئ الجميلة شمال بولندا، إن ''هذا يوم حداد بالنسبة لنا''· وأضاف في مكالمة هاتفية مع فرانس برس ان ''الهدف من الدرع الصاروخية حماية الولايات المتحدة وليس حمايتنا· بل على العكس فإن هذه الدرع تعرضنا للخطر''· ووقع المفاوضون البولنديون والأميركيون بالأحرف الأولى على اتفاق بشأن نشر 10 صواريخ معترضة في بولندا· وتعتزم واشنطن كذلك نشر منشأة رادار في جمهورية تشيكيا المجاورة بحلول 2011 إلى 2013 لإكمال نظام تنتشر أجزاء منه في الولايات المتحدة وغرينلاند وبريطانيا· وتؤكد واشنطن ان الهدف من الدرع هو التصدي لأي هجمات صاروخية من دول تعتبرها ''مارقة'' وخصوصاً إيران· ووقعت براغ اتفاقا لنشر رادار أميركي على أراضيها في يوليو الماضي، بينما استمرت المحادثات مع وارسو 15 شهراً· وتثير هذه المسألة توتراً مع موسكو التي تعتبر الدرع تهديداً أمنياً يهدف إلى تقويض قوة الردع النووية الروسية، وتعهدت برد قاس إذا ما مضت تشيكيا وبولندا في خططهما· وتزداد حساسية هذه المسألة لأن تشيكيا وبولندا كانتا جمهوريتين سوفييتيتين سابقتين حتى عام 1989 قبل ان تتحولا إلى حليفتين قويتين للولايات المتحدة بعد انهيار الاتحاد السوفييتي· واختار المسؤولون عن التخطيط بشأن الدرع الصاروخية من الجانبين الأميركي والبولندي بلدة ريجيكوفو الشمالية الصغيرة لأنها تضم قاعدة سوفياتية سابقة لم تعد مستخدمة· واحتمال أن تعود المدينة مركزاً عسكرياً يعيد إلى اذهان سكان البلدة ذكريات الحرب الباردة عندما كانت بولندا جزءاً من حلف وارسو العسكري السوفياتي، وكانت ريجيكوفو من بين الأهداف المرجحة لأي هجوم كان من الممكن ان يشنه حلف شمال الأطلسي ''الناتو''· وقال شميل: ''لقد حذرت روسيا من انه إذا تم نشر الدرع، فإنها سترد وأظهر الوضع في جورجيا ان علينا ان نأخذ التهديدات الروسية على محمل الجد''· وأشار شميل الى أن مساحة القاعدة العسكرية البولندية المهجورة الواقعة في المدينة تبلغ 400 هكتار، وكان يستخدمها الجيش والقوات الجوية البولندية حيث كانت مركزاً لنحو 2500 عسكري، وتشمل على مدرج طوله 2,3 كلم يعد ''الأطول في بولندا''· وقبل الحرب العالمية الثانية عندما كانت المنطقة جزءاً من ألمانيا، كانت بلدة ريجيكوفو قاعدة للقوات الجوية· وانطلقت القاذفات الألمانية من تلك البلدة عندما بدأت ألمانيا الحرب بمهاجمة بولندا في سبتمبر 1939 وإضافة إلى القاعدة العسكرية البولندية، كانت تتمركز قوات سوفياتية في هذه المنطقة من شمال بولندا الواقعة على ساحل البلطيق، خاصة في موقع تحيط به إجراءات أمنية مشددة في بلدة بورن-سولينوفو المجاورة· وكانت قواعد الجيش الأحمر في بولندا تعتبر أراضي سوفياتية·