تخوف صاحب كتاب “حروب المناخ” أستاذ علم النفس الاجتماعي هرالد فلتزر من سلسلة كوارث اجتماعية ونزاعات سيولدها التغير المناخي ونضوب الموارد الطبيعية الذي يرافقها. وتحدث العالم الألماني عن دوافع القتل في القرن الـ21 خلال زيارته لباريس للحديث عن كتابه محذرا من “ظلم مطلق” بسبب تداعيات احترار المناخ.
وقال إن “الذين يتحملون الجزء الأصغر من المسؤولية سيضطرون إلى تحمل الحصة الأكبر من العواقب، أي الدول التي تتسبب بنسبة انبعاثات ضئيلة.
وأضاف بالتالي سنشهد للمرة الأولى ظاهرة ظلم بين الأجيال”، مؤكدا أن “الأسطورة التي تقول إن أولادنا سيحظون بحياة أفضل منا اندثرت، في الواقع سيعيشون حياة أسوأ”.
ولم يقرع فلتزر طبول “حرب عالمية ثالثة” عام 2050 ولكن تحدث عن نشوب نزاعات متفرقة مرتبطة بالتغير المناخي ستؤدي إلى موجات هجرة كثيفة لأشخاص لم يعد في إمكانهم العيش على أراضيهم”، وذلك هو السبب الذي منحت على أساسه مجموعة الخبراء الدوليين للمناخ العام 2007 جائزة نوبل للسلام.
وتطرق فلتزر إلى دارفور، الإقليم السوداني الذي يواجه خطر التصحر وتمزقه النزاعات، ورأى أن “هذا النوع من النزاعات يعزى غالبا إلى الاختلافات العرقية، إلا أن جذوره تمتد إلى أسباب بيئية كالنزاع على الموارد”.
وأضاف “إذا لم تكن هناك مساحة كافية للتحرك، يبقى العنف هو الخيار الوحيد”. وأضاف “يجب أن نولي أهمية أكبر لكيفية تعامل مجتمعاتنا مع تبدل ظروف البقاء”. وختم حديثه بقول للشاعر الألماني هاينر مولر مفاده إن “التفاؤل جهل”.
عدد اليوم
