الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

إرجاء إعلان الفائز بجائزة نوبل للآداب تحت وطأة الفضيحة

إرجاء إعلان الفائز بجائزة نوبل للآداب تحت وطأة الفضيحة
4 مايو 2018 22:20
أحمد عثمان والوكالات (ستوكهولم، باريس) صبيحة أمس الأول، انبعث الدخان من داخل الأكاديمية السويدية، ولكنه كان هذه المرة دخاناً أسود، بعكس لونه عندما تعلن المؤسسة المانحة لجوائز نوبل أسماء الفائزين، وخصوصاً جائزة الآداب. فبعد أسابيع من الضباب، الذي أحاط بسلسلة من الفضائح الخاصة بزوج عضوة في الأكاديمية، بعضها جنسي، وأكثرها مالي، أعلنت الأكاديمية السويدية إرجاء جائزة نوبل للآداب لعام 2018، وذلك للمرة الأولى منذ نحو سبعين عاماً. وصرحت الأكاديمية في بيان أنها «تعتزم اتخاذ القرار، وإصدار الإعلان حول جائزة نوبل للآداب لعام 2018 في الوقت نفسه عند إعلان الفائز بها عن عام 2019». وعلق السكرتير الدائم بالنيابة انديرس أولسون في بيان أن «أعضاء الأكاديمية السويدية مدركون تماماً بأن أزمة الثقة الحالية ترغمهم على إجراء إصلاحات طويلة وقوية». وتابع أولسون «نرى من الضروري أن نأخذ وقتاً لإعادة كسب الثقة قبل تعيين الفائز المقبل»، مضيفاً «وذلك احتراماً للفائزين السابقين والقادمين». لقد قال شكسبير، الأديب الإنجليزي الشهير مرة: «هناك شيء ما عفن في مملكة السويد»، فما هي طبيعة هذه العفونة في المؤسسة التي أنشأها غوستاف الثالث عام 1786 لكي تظهر العظمة الثقافية للبلاد». في الشهر الماضي، مع دفع سارة دانيوس، السكرتير الدائم للأكاديمية، إلى الاستقالة، تبدى أن المؤسسة في حال تصدع بسبب الاتهامات بالتحرش الجنسي والاختلاس المالي. على الرغم من التفاؤل باختيار امرأة على رأس الأكاديمية السويدية، وكذا اختيار غير مألوف (بوب ديلان)، لكن مع إعلان إرجاء الجائزة لهذا العام، فإنها تكون قد دخلت في منعطف دراماتيكي. فما الذي جرى؟ في نوفمبر 2017، ومع «حركة #أنا_أيضا» Me Too، نشرت صحيفة «داغنز نييتر» شهادات 18 امرأة تعرضن لتحرش جنسي من قبل جون-كلود آرنو، الفرنسي المقيم في السويد منذ ما يقرب الأربعين عاماً، والوجه الثقافي المعتبر في البلاد. حسب الصحيفة، قام آرنو بإساءة معاملة عدد كبير من النساء طوال عشرين عاماً في عقارات مملوكة للأكاديمية، سواء في باريس أو ستوكهولم. والمعروف أن آرنو متزوج من الشاعرة كاتارينا فروستنسون، وهي أيضاً عضو بالأكاديمية. ومعاً، يديران نادياً ثقافياً خاصاً ـ مغلقاً حالياً ـ ينظم المعارض والحفلات الموسيقية. فضلاً عن ذلك، قام آرنو بتسريب أخبار عدة تخص المداولات السرية للجنة منذ عام 1996، كما جرى مع هارولد بنتر وبوب ديلان كمثال. من ناحيته، ينكر ارنو الاتهامات كافة، ولكن الأكاديمية قامت بفتح تحقيق داخلي، وكلفت مكاتب محامين بمتابعته. وأعلنت النيابة العامة في منتصف شهر مارس جزءاً من التحقيقات الأولية، التي أفضت إلى اتهامات موجهة ضده: يتعلق الأمر بحالات اغتصاب وقعت ما بين 2013 و2015. ومع التحقيقات المتوالية، وجدت الأكاديمية نفسها في قلب تحقيق مالي فتحه النائب العام يان تيبلينغ، كما أعلن المكتب السويدي لمكافحة الجرائم الاقتصادية والمالية يوم الجمعة 25 إبريل. في البداية، رفضت كاتارينا فروستنسون مغادرة الأكاديمية على الرغم من المطالبات الموجهة لها. وفي جلسة مغلقة جرت في الأيام الأولى من أبريل، صوت ثمانية أعضاء بالإبقاء عليها في مجلس الإدارة، بينما صوت ستة بطردها. (لم تقم بالتصويت). ثلاثة أعضاء من الذين صوتوا بطردها (كلاز أوسترغرن، كييل ازبمارك وبيتر انغلوند) أعلنوا بعد التصويت مباشرة عدم الاستمرار في العمل بالأكاديمية. بعد أسبوع، دفعت سارة دانيوس إلى الاستقالة، وكاترينا فروستنسون إلى التقاعد. وفي اليوم نفسه، تقلد آندرس أولسون، الكاتب وبروفيسور الآداب، منصب السكرتير الدائم للأكاديمية. وفي 27 أبريل، أعلنت الروائية سارة ستريزبرغ استقالتها من لجنة الجائزة. في العرف، وبحسب القانون، فإن أعضاء الأكاديمية هم سريون، إلا أنهم أصبحوا علنيين بفعل الضجة المثارة في وسائل الإعلام. أحد أعضاء اللجنة، هوراس انغدهال، رأى أن زملاءه المستقيلين «خاسرون»، ووصف سارة دانيوس بكونها أسوأ من تقلّد منصب السكرتير الدائم على مر العصور. من الجدير بالذكر، أن الأعضاء دائمون ولا شيء يسمح لهم بالاستقالة، حسب القواعد الحالية، لذلك ستظل مقاعد الأعضاء المستقيلين خالية حتى موتهم. بيد أن الملك كارل السادس عشر، راعي الأكاديمية، قرر في منتصف إبريل ضرورة تغيير الوضع، إذ قال: «لدي النية في تغيير لوائح الأكاديمية السويدية لتبيين إمكانية الاستقالة»، حسبما ذكرت صحيفة «سفنسكا داغبلاديت». في الواقع، وجدت الأكاديمية نفسها في مأزق: حسب قواعدها، لا يمكن أن تعين أعضاء جدداً، لأن من الضروري توفر اثني عشر عضواً على الأقل حتى يكون هذا الأمر ممكناً. يذكر أنه تم إرجاء جائزة نوبل للآداب خمس مرات قبلاً منذ تأسيسها في 1901. وفي الإرجاء الأخير في العام 1949، قررت الأكاديمية التأجيل لأن «أياً من المرشحين لا يلبي المعايير الواردة في وصية الفرد نوبل». وتنص قوانين الأكاديمية على إمكان إرجاء منح الجائزة حتى العام التالي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©