قال نائب وزير الخارجية الروسي جريجوري كاراسين الليلة قبل الماضية ان قرار حلف شمال الأطلسي حول انضمام جورجيا سيشكل ''اختبارا'' للحلف بعد الأحداث في أوسيتيا الجنوبية الانفصالية· وأضاف في بيان ان ''انضمام جورجيا إلى حلف ''الناتو'' مسألة لا تخص فقط تبليسي انما تشكل اختبارا للنضج السياسي ومدى جدية مقاربة الحلف الأطلسي''· وتابع ان أي قرار حول احتمال الانضمام هو ''خيار محسوب ليس فقط في تبليسي وانما في بروكسل أيضا''· وأشار إلى ان ''الطابع الدموي للعدوان الجورجي ضد أوسيتيا الجنوبية والكارثة الانسانية التي تلت ذلك لا يحتملان تفسيرات إضافية''·
وكانت جورجيا طلبت الثلاثاء الماضي مساعدة عسكرية من الأطلسي لتبديل شبكة راداراتها التي دمرها الهجوم الروسي· وفي يونيو الماضي، سبق لوزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف ان حذر من انضمام جورجيا إلى الأطلسي ما قد يثير بحسب رأيه ''موجة متصاعدة من المواجهات'' في أبخازيا الجمهورية الانفصالية أيضا في جورجيا·
ويثير ترشيح جورجيا المدعوم من واشنطن انقساما داخل الحلف· فخلال آخر قمة للحلف مطلع أبريل في بوخارست، رفضت فرنسا وألمانيا بدعم من 10 دول منح جورجيا وأوكرانيا صفة المرشح· وتم اتخاذ قرار بارجاء النظر في هذين الترشيحين إلى اجتماع للحلف الأطلسي في ديسمبر المقبل·
من جانب آخر، يرى محللون ان العمليات العسكرية الروسية في جورجيا وضعت على المحك مسألة توسيع حلف شمال الأطلسي إلى الشرق خلال السنوات العشر الماضية ومن شأنها ان تفتح مجددا النقاش حول المشروع الأميركي لنشر الدرع الصاروخية في شرق أوروبا· وتابعت القوات الأميركية والتابعة للحلف الأطلسي من مواقع مجاورة اجتياح الجيش الروسي لمنطقتي أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا غداة الهجوم الجورجي على أوسيتيا وانتهت المعارك بهزيمة الجيش الجورجي الذي دربته أميركا· وأعلن سفير الولايات المتحدة سابقا في ''الناتو'' روبرت هانتر ان ''العبر التي يجب استخلاصها من النزاع الروسي الجورجي هو ان الذين يطالبون بانضمام بلدهم إلى الحلف يجب ان يدركوا اننا قد نضر بهم إذا لم نكن جاهزين لدعمهم أمنيا''·
وأضاف ''أظن انها صدمة للذين كانوا يعتقدون انه يمكن توسيع الأطلسي دون تقييم انعكاساته المحتملة''·
وفي قمة بوخارست الأخيرة، أكد ''الناتو'' ان جورجيا وأوكرانيا ''ستصبحان عضوين'' في الحلف لاحقا· وأدى هذا الاعتراف بالرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي إلى استعداء موسكو· وأوضحت جوليان سميث من مركز الدراسات الاستراتيجية الدولية بواشنطن ان فلاديمير بوتين الذي كان حينها رئيسا، غادر القمة ''ولديه شعور بأن الحلف نصب له كمينا''· وقالت الخبيرة ''بالتأكيد بدا للروس ان عليهم ان يثبتوا للغرب انه من السخافة من وجهة نظرهم، الالتزام بحماية الحدود الجورجية''، مؤكدة ان موسكو قالت ''يجب ان نبين للأطلسي ما هو مقبل عليه''·
عدد اليوم
