السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الخوف والفوضى والمصالح تكبح احتجاجات سوريا

11 ابريل 2011 00:24
رأى خبراء ومحللون أمس أن الاحتجاجات في سوريا لا تزال مقيدة بسبب الخوف من الأجهزة الأمنية والقلق من الفوضى كما حصل في العراق، كما أنها لا تزال بانتظار بلورة الصورة الإصلاحية للرئيس السوري بشار الأسد تحرص على استقرار المصالح الاقتصادية. لم تشهد دمشق وحلب تظاهرات منذ اندلاع موجة الاحتجاجات في 15 مارس، ولا تزال الاحتجاجات تتركز في محافظة درعا ذات الطابع الزراعي (جنوب)، وفي حمص (شمال) وفي بلدة دوما (ريف دمشق) التي يغلب عليها الطابع المحافظ. واعتبرت ريم العلاف المحللة السورية في مركز تشاتام هاوس للدراسات والأبحاث في لندن “انه أمام قسوة قوات الأمن، فإن الكثيرين يفضلون الانتظار لرؤية نتائج الإصلاحات التي أعلنت عنها السلطات وتم الترويج لها بقوة بدل النزول إلى الشارع والتعرض لخطر الاعتقال”. وكانت القيادة السورية أعلنت عن سلسلة إصلاحات تلبي طموحات الشعب في محاولة لاحتواء الوضع وتهدئة النفوس والقيام بإطلاق سراح جميع الموقوفين على خلفية أحداث درعا. ومن بين الإجراءات التي أعلن عنها على لسان بثينة شعبان مستشارة الرئيس السوري دراسة إلغاء قانون الطوارئ المعمول به منذ تسلم حزب البعث السلطة عام 1963، وإعداد مشروع لقانون الأحزاب وزيادة رواتب الموظفين في القطاع العام. وأضافت المحللة “ان العامل الآخر هو شبح الفتنة الطائفية الذي يلوح به النظام بقوة”، مشيرة إلى أن السوريين يخشون من رؤية بلادهم تغرق بالفوضى بعد أن رأوا نزوح عشرات آلاف العراقيين واللبنانيين إلى بلادهم هربا من الحرب الأهلية في بلادهم”. وشهد العراق صراعاً دامياً بين السنة والشيعة بين عامي 2006 و2007 كما شهد لبنان حربا اهلية بين المسيحيين والدروز والمسلمين بين 1975 و1990. وتتعايش في سوريا طوائف متعددة يشكل السنة الغالبية، الى جانب العلويين والمسيحيين وطوائف أخرى. وقال وضاح عبد ربه الذي يرأس الصحيفة الخاصة الوحيدة “الوطن” المقربة من السلطة “لقد شارك بمسيرات التأييد لبشار الأسد في 29 مارس من يحب الرئيس بالطبع أم من ينتمي إلى حزب البعث ولكن أيضا من يعترف له بأنه حامي الأمن العام”. ولا يمكن للبعض ان يقيم مقاربة بين صورة الأسد الذي يبلغ من العمر 45 عاماً بصورة الرئيس المصري حسني مبارك (82 عاما) والذي حكم مصر 30 عاماً أو بصورة الرئيس التونسي زين العابدين بن علي (72 عاماً) وحكم لمدة 23 عاماً. وقال أحد رجال الأعمال الذي لا يؤيد حزب البعث “ان بشار الأسد نجح رغم انه خلف والده حافظ الأسد في رئاسة سوريا بإعطاء صورة الإصلاحي الذي يواجه معارضة لبرامجه من قبل الحرس المحافظ في داخل عائلته وفي الحزب”. وأضاف “ما زال يتمتع برصيد من التعاطف رغم انه حد بسرعة من فورة الحرية التي انطلقت عقب تسلمه الحكم إلا ان اليوم فان هذا الرصيد مهدد بالانهيار ما لم يقم بإجراءات تقضي بالحريات السياسية”. وأشار “إلى انه يبدو متخوفا أو في أسوأ الأحوال يبدو وكأنه يرغب بإبقاء الوضع على حاله على الصعيدين السياسي والأمني”. ولفتت ناشطة حقوقية فضلت عدم الكشف عن اسمها الى ان دمشق وحلب لم تشهدا تظاهرات احتجاجية حرصا على المصالح الاقتصادية لتجارها”. بينما قال الباحث توماس بييريه في مقال كتبه في صحيفة “لوموند” الفرنسية “إن على المعارضين السوريين ان يعبئوا الشعب بشكل أكبر مما فعلوه حتى الآن كي يرضخوا النظام”. ولم تنضم الطبقة الغنية الدمشقية والحلبية التي قام العديد من أبنائها بالمساهمة في العصيان الذي قام به “الاخوان المسلمين” منذ 30 عاما إلى التظاهرات الاحتجاجية، ولذلك فإن آلاف التجار الذين طالهم الثراء نتيجة التحرير الاقتصادي سيفكرون جيدا قبل ان يختاروا بين الحرية أو الاستقرار”.
المصدر: دمشق
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©