الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

اضطرابات كينيا تقلق المستثمرين الدوليين

اضطرابات كينيا تقلق المستثمرين الدوليين
3 يناير 2008 01:12
أعمال العنف والاضطرابات السياسية الكينية في أعقاب التي يثور نزاع حولها من المتوقع أن تقلل بشدة من ثقة المستثمرين في الدولة التي كانت تمثل قصة نجاح سوق أفريقية ناشئة، ولكن مسؤولين حكوميين يؤكدون أن عملة البلاد (الشلن) ما زالت تحت السيطرة· وسقطت كينيا في أزمة سياسية منذ إعلان فوز الرئيس مواي كيباكي يوم الاحد الماضي بأغلبية ضئيلة، وقالت المعارضة إن الانتخابات تم تزويرها وقال مراقبو الاتحاد الأوروبي إنها افتقرت للمصداقية· وكان قد نسب الفضل إلى كيباكي في تحويل أكبر اقتصاد في شرق أفريقيا من وضع كارثي إلى تحقيق معدل نمو يبلغ في المتوسط خمسة بالمئة منذ عام 2002 وأشيد بنجاح البلاد كنموذج لاتجاه أوسع نطاقاً في أفريقيا، وارتفع سعر الشلن الكيني بنسبة تسعة بالمئة أمام الدولار هذا العام· وصنفت مؤسستا فيتش وستاندارد اند بورز للتصنيف الائتماني الجدارة الائتمانية لكينيا بدرجة (بي موجب) مشيرتان إلى تنوع اقتصادها المتوقع أن يكون قد نما بمعدل سبعة في المئة عام ،2007 لكن الآن من المتوقع ألا يقبل المستثمرون عليها· وقال بيت سيجينثالر كبير المحللين في تي·دي سيكيوريتيز في لندن: ''الاحداث في كينيا ستحبط البعض إذ انها من الأسواق الأفريقية التي كان المستثمرون يركزون عليها في بحثهم عن أسواق جديدة، وأضاف ''ليس هناك الكثير من الدول في افريقيا التي تملك بنية أساسية على درجة عالية من اللياقة وكينيا من هذه الدول، وسيذكر ذلك الناس أن الاستثمار في الأسواق الناشئة ليس امراً سهلاً ومباشراً''· وقال المحلل ريتشارد سيجال من رينيسانس كابيتال إن العنف واللقطات التي يعرضها التلفزيون عن حرق المباني وشرطة مكافحة الشغب من المتوقع ان تضر بإقبال المستثمرين على صفقة للبيع المعتزم لحصة 25 بالمئة من أسهم شركة سفاريكوم للاتصالات، ويترقب المستثمرون بيع الشركة المشتركة بنسبة 40 بالمئة للحكومة الكينية و60 بالمئة لفودافون البريطانية والذي يعتبر عاملا أساسيا لدعم احجام التداول في بورصة نيروبي، وكانت عملية البيع مقررة في الأيام القليلة المقبلة لكنها تأخرت بالفعل عدة مرات، وقال سيجال ''لا اتوقع ان يتطلع أي مستثمرين دوليين للصفقة بجدية الآن''، وأضاف إن تراجع الاقبال من جانب المستثمرين الأجانب قد يبطئ عمليات خصخصة أخرى معتزمة· ومع انتقاد مراقبي الاتحاد الأوروبي وبريطانيا لنتائج الانتخابات من المتوقع ان تتراجع كذلك مساعدات المانحين الأجانب، وقال سيجال إن بعض المستثمرين قد يتطلعون إلى نيجيريا بدلاً من كينيا، وشهدت نيجيريا كذلك انتخابات مثيرة للجدل في وقت سابق من العام الماضي لكن سيجال قال إنها قد تعتبر هذه المرة ملاذاً آمناً نسبياً· وكان من شأن فوز المعارضة بفارق ضئيل تعزيز سمعة كينيا كدولة ديمقراطية مستقرة، ومن المتوقع على نطاق واسع ألا تختلف السياسات الاقتصادية أياً كان الفائز، وبمرور الوقت هذا العام قد يضر استمرار الاضطرابات بخطة بيع سندات دولية تبلغ قيمتها 300 مليون دولار متوقعة في مارس، وكان من المتوقع أن يشهد بيع السندات اقبالا كبيرا بعد أن باعت غانا سندات قيمتها 750 مليون دولار في أول عملية من نوعها في دول جنوب الصحراء باستثناء جنوب افريقيا وشهدت طلبات شراء تعادل اربعة أمثال المعروض من السندات· وبما انه مازال هناك بضعة أشهر قبل موعد بيع السندات يقول المستثمرون ان هناك وقتاً أمام البلاد لتتعافى بعض الشيء، ولا يتوقع الكثيرون ان تستمر أعمال العنف لفترة طويلة أو تتحول إلى حرب أهلية رغم أن أغلب أعمال العنف في الفترة الأخيرة تدور بين جماعة عرقية تؤيد زعيم المعارضة رايلا أودينجا وجماعة عرقية أخرى تؤيد كيباكي، وقال بيتر اردمانز مدير صندوق اينفستيك للاستثمار انه كان يدرس دخول السوق الكينية لكن الانتخابات المثيرة للجدل وأعمال العنف تثنيه عن ذلك حتى تتضح الأمور؛ لكن ذلك لم يغير نظرته لأفريقيا بشكل عام، وقال: ''في الدول النامية التي تشهد ديمقراطيات وليدة غالباً ما نواجه مثل هذه المخاطر لكن نظرتنا لأفريقيا·· بشكل عام تظل إيجابية''· وفي سياق متصل قال وزير المالية الكيني أموس كيمونيا أمس إن عملة بلاده الشلن ''تحت السيطرة'' رغم أعمال العنف التي أعقبت الانتخابات الرئاسية وأضاف أن أغلب المستثمرين يتخذون موقف التريث حتى تتضح التطورات، وقال إن البنك المركزي ''لم يطلق أي تحذيرات'' وإن العملة تحت السيطرة· وأضاف ''المستثمرون الدوليون لا يبدأون فجأة في بيع الاستثمارات والرحيل، وسيكون الناس في حالة ترقب ولذلك ستتم بعض المعاملات''، وحث على التزام الهدوء وقال ''مازلنا في منطقة مريحة ولذلك لم يصبنا الذعر''·
المصدر: عواصم
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©