اتفاق فصائل غزة وإسرائيل «مبدئياً» على هدنة

ساد هدوء حذر قطاع غزة أمس بعد ثلاثة أيام من قصف جوي ومدفعي إسرائيلي أسفر عن مقتل 19 فلسطينياً وجرح عشرات آخرين، ورد ناشطون فلسطينيون بإطلاق 120 صاروخاً وقذيفة مدفعية على مدن وبلدات ومستوطنات إسرائيلية قُرب القطاع، فيما وافقت الفصائل الفلسطينية وإسرائيل مبدئياً على وقف إطلاق النار شريطة التزام كل طرف بالتهدئة. وأعلن الجيش الإسرائيلي في بيان عسكري في تل أبيب أن مسلحين في قطاع غزة أطلقوا صاروخين و3 قذائف هاون على منطقة النقب الغربي جنوبي فلسطين المحتلة، وأسفر انفجار القذائف انقطاع عن انقطاع التيار الكهربائي في مجمع “أشكول” الاستيطاني لعدة ساعات. وأضاف أنه أوقف القصف الجوي والمدفعي على القطاع منذ مساء أمس الأول. وأعلنت “كتائب أبو على مصطفي” الجناح العسكري للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في بيان أصدرته في غزة أنها قصفت مدينة عسقلان بصاروخ “جراد”. وقال القيادي البارز في حركة “حماس” صلاح البردويل ومسؤول فلسطيني متابع لمفاوضات بوساطة مبعوث أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون إلى الشرق الأوسط روبرت سيري ومصر إن الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة وإسرائيل اتفقت على بنود هدنة جديدة. وأوضحا أن الفصائل الفلسطينية وافقت على وقف إطلاق الصواريخ وإسرائيل وافقت على وقف هجماتها على قطاع غزة. وقال المتحدث باسم “حماس” سامي أبو زهري لصحفيين في غزة “الفصائل الفلسطينية ليست معنية بالتصعيد والكرة الآن في ملعب الاحتلال الإسرائيلي. الشعب الفلسطيني في حالة دفاع عن نفسه وإذا ما توقف العدوان فمن الطبيعي ان يعود الهدوء”. وأضاف “نأمل أن يلتقط الاحتلال الرسائل العملية التي وجهتها المقاومة وأكدت من خلالها ان على انها جاهزة للدفاع عن شعبها وان ضبط النفس لا يعني الضعف”. كما أكدت “سرايا القدس” الجناح العسكري لحركة “الجهاد الإسلامي في فلسطين” أنها ملتزمة بالتوافق الفلسطيني على تهدئة الأمور في قطاع غزة “طالما التزم العدو من جانبه بوقف أشكال العدوان كافة”. وقال المتحدث باسمها “أبو احمد” في بيان أصدره في غزة “وافقنا على المقترح الذي تم التوافق عليه برعاية عربية وأوربية لوقف العدوان على أبناء شعبنا مع الاحتفاظ بحق الرد على أي عملية قد يرتكبها العدو بحق أبناء شعبنا سواء أكانوا مدنيين أو مقاومين”. وأضاف “هذا الموقف جاء نتيجة الحرص على مصالح شعبنا وعدم إعطاء الفرصة للعدو لشن عملية عسكرية كبيرة على القطاع، كما جاء من مصدر قوة”. وألمح مسؤول إسرائيلى كبير إلى التوصل إلى اتفاق ضمني على وقف إطلاق النار. وقال لصحفيين في تل أبيب “ما يحدث من الآن فصاعداًِ في يد الجانب الآخر. الوضع يبدو أكثر هدوءاً الآن لكن لم يتضح بعد ما يحدث.” وأضاف “سنحكم على الجانب الآخر خلال الأيام القليلة المقبلة. سيؤثر مدى الذي سيطرة حماس على الجماعات الأخرى في الطريقة التي نختار التصرف بها”. وأعلن وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك استعداد الجانب الإسرائيلي لهدنة متبادلة. وقال للإذاعة الإسرائيلية “لا يوجد حل بضربة قاضية واحدة” للصواريخ وقذائف الهاون. إذا أوقفوا القصف، سنوقف القصف. إذا أوقفوا إطلاق النار على مدننا، فسنوقف أطلاق النار. وإذا توقف عن إطلاق النار بشكل عام، سيكون أمراً طيباً. وتابع “لا يمكننا أن نتسامح مع إطلاق نار وسنتحرك تبعا لما يجري على الأرض”. ورأى باراك أن “حماس” تعرضت لضربات قاسية مما يدفعها إلى التهدئة. وهدد بشن عدوان واسع على قطاع غزة إذا كان ذلك “ضرورياً فقط”. وسئل باراك عما إذا كان يفكر في شن هجوم بري على قطاع غزة لإنهاء “حكم حماس” هناك، فقال “كل الخيارات مطروحة وإذا كان ذلك ضرورياً، سنعمل ولكن حينما لا يكون ضروريا لا نحتاج لذلك. ضبط النفس أيضا شكل من أشكال القوة.” وأضاف “ليس هناك حل شامل يجلب الهدوء الكامل”. الجامعة العربية تطلب فرض حظر جوي فوق غزة القاهرة (الاتحاد)- صرح أمين عام جامعة الدول العربية عمرو موسى بأن مجلس الجامعة على مستوى المندوبين الدائمين قرر خلال اجتماع طارئ عقده في القاهرة أمس تكليف المجموعة العربية في الأمم المتحدة بطلب عقد جلسة عاجلة لمجلس الأمن الدولي لوقف العدوان والحصار الإسرائيلي على قطاع غزة وفرض حظر جوي على الطيران العسكري الاسرائيلي فوق القطاع من أجل حماية المدنيين الفلسطينيين هناك. وطالب المجلس، في بيان أصدره بهذا الشأن، الأمم المتحدة ومجلس الأمن واللجنة الرباعية الدولية للسلام في الشرق الأوسط بتحمل مسؤولياتهم لوقف العدوان الإسرائيلي المستمر والمذابح المتتالية وتوفير حماية دولية للشعب الفلسطيني الأعزل في القطاع. وقال المجلس إن الدول العربية ترفض سياسية «الكيل بمكيالين» تجاه القضية الفلسطينية وتطالب المجتمع الدولي باتخاذ الإجراءات والتدابير اللازمة لردع إسرائيل دولة الاحتلال عن مواصلتها العدوان والاحتلال وارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، والعمل على ملاحقة مجرمي الحرب الاسرائيليين وتقديمهم للعدالة.